الجمعة, نوفمبر 22
Banner

سهرة رأس السنة: أسعار تنافسية تجذب المغتربين والسياح العرب

بلقيس عبد الرضا – المدن

مع اقتراب نهاية العام، بدأت الاستعدادت لاستقبال 2023 في أجواء ساهرة، تستقطب نجوماً عرب ولبنانيين غابوا في السنوات الماضية عن إحياء الحفلات في لبنان. فعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إلا أن الحركة السياحية تبدو إلى حد كبير واعدة خلال عطلتي الميلاد ورأس السنة.

ومن المرجح، حسب القيمين على القطاع السياحي، أن تزدهر الحركة السياحية وتحديداً في الأسبوع الأخير من العام، مع مجيء العديد من المغتربين، بالإضافة إلى السياح العرب.

موسم واعد

جذب لبنان في 2022، أكثر من مليون سائح، وهو رقم قياسي مقارنة بالسنوات الماضية. فقد بلغ عدد السائحين الوافدين إلى لبنان 1.12 مليون سائح في الأشهر التسعة الأولى من العام، أي بارتفاع بنسبة 70 في المئة، من 659.030 سائحاً في الأشهر التسعة الأولى من العام 2021، وبنسبة 288 في المئة، من 288,914 في الأشهر التسعة الأولى من العام 2020. هذه الأرقام، دفعت العديد من متعهدي الحفلات إلى اعتماد العاصمة بيروت كخيار أساسي لجذب نجوم الصف الأول ليلة رأس السنة.

فعلى الرغم من ارتفاع سعر الصرف وكسره حاجز 45 ألف ليرة لبنانية، إلا أن ذلك لم يكن له تأثير على خيارات المتعهددين، حسب ما يؤكد عضو لجنة الملاهي الليلية حسين كسيرة لـ”المدن”. يقول: “الأسعار تنافسية في لبنان مقارنة مع دول المنطقة، عاملاً مهماً، لجذب السياح العرب، بالإضافة إلى المغتربين بعد موسم ناجح نسبياً في الصيف”. ووفق كسيرة، تختلف الأسعار حسب المناطق، ورغم ذلك، فإن العديد من المطاعم والمقاهي، سعت إلى وضع تسعيرة تنافسية وتشجيعية. إذ يمكن إيجاد تذاكر للسهر في المقاهي أو الملاهي الليلية في العاصمة بيروت بسعر يبدأ من 50 دولاراً، ويرتفع في الفنادق.

يصف كسيرة الموسم السياحي الحالي بالناجح، فعلى الرغم من الفراغ السياسي إلا أن تأثيراته بقيت محدودة. وحسب البيانات، هناك إقبال لافت من العراقيين، المصريين، الأردنيين، بالإضافة إلى بعض القطريين والكويتيين.

تشغيل القطاعات

وفق كسيرة، فإن القطاع السياحي خلال هذه الفترة يساعد في كسر الجمود بعد انتهاء فصل الصيف، مؤكداً بأن قطاعات عديدة تشهد نمواً في أعمالها خلال هذه الفترة. فقد ناهزت نسبة حجوزات السيارات 100 في المئة في العاصمة بيروت، فيما تنخفض النسبة إلى 80 في المائة في المناطق الجبلية. كما أن حجوزات الشقق الفندقية مرتفعة، خصوصاً آخر ثلاثة أيام من العام الحالي.

على الرغم من أن الموسم السياحي واعد إلى حد كبير، إلا أن ذلك لا ينفي أن القطاع السياحي لا يزال يعاني من الوضع الاقتصادي بشكل عام. وفق كسيرة، فإن جميع الترتيبات سواء اللوجستية، أو الفنية لإحياء الاحتفالات خلال ليلة رأس السنة، ماهي إلا نتيجة جهود شخصية للقيمين على الملاهي والمطاعم، في ظل غياب أي دعم رسمي.

تباين في الأسعار

إن كانت أسعار الملاهي والمطاعم مقبولة نسبياً مقارنة مع أسعار الدول المجاورة، حيث لا تتعدى حاجز 100 دولار، إلا أنها تشهد ارتفاعات كبيرة في الفنادق والمنتجعات السياحية التي تستقطب كبار النجوم، على غرار الفنان كاظم الساهر الذي يقيم حفلاً في الثلاثين من كانون الأول، أو الفنان هاني شاكر.

بعد جولة لـ”المدن” على أسعار التذاكر لحجز ليلة رأس السنة، في الفنادق والمنتجعات، يظهر بأن الأسعار تبدأ من 150 دولاراً (6 ملايين ليرة ونصف المليون تقريباً) وترتفع إلى أكثر من 500 دولار (ما يوازي 22 مليون ليرة تقريباً) وذلك حسب البرنامج الفني، إذ أن بعض الفنادق خصوصاً في العاصمة بيروت، تستقبل أكثر من فنان لإحياء ليلة رأس السنة، وهو ما يزيد بطبيعة الحال من سعر التذكرة، أما في الفنادق البعيدة نسبياً عن العاصمة، فإن الأسعار تتراوح ما بين ن 100 و200 دولار.

تقول وداد حيدر مسؤولة الاتصال في شركة “برو PRO” المتخصصة بتنظيم الحفلات لـ”المدن”: “تتباين الأسعار بين الفنادق والمطاعم، لأسباب عديدة منها نوعية البرامج الفنية التي ستقام ليلة رأس السنة”. وتقدر أن تكون نسبة الإقبال أعلى في المطاعم، سواء في العاصمة أو خارجها. كما تأمل بأن تكون فترة الأعياد هذه مقدمة لموسم سياحي شتوي ناجح، إذ أن القيمين على القطاع السياحي، يسعون إلى إدراج فاعليات عديدة، سواء فنية أو ترفيهية أو ثقافية لجذب السياح.

هذه الأسعار وإن كانت من وجهة نظر القيمين على القطاع السياحي مقبولة، إلا أنها بالنسبة إلى اللبناني حتى وإن كان يتقاضى راتبه بالدولار الاميركي، هي مرتفعة جداً. ويكفي القول إن أقل سعر لشراء تذكرة رأس السنة يوازي ما لا يقل عن راتب موظف في القطاع العام.

“عيدها بالشتوية”

ساهمت الحملة الترويجية لوزارة السياحية “عيدها بالشتوية” في جذب المغتربين خلال هذه الفترة، إذ يقول نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ”المدن”: “ارتفعت نسبة الحجوزات في الفنادق، خصوصاً في العاصمة، ومن المرجح أن تكون نسبة مقبولة في الأسبوع الأخير من العام، فيما تنخفض نسبة الإقبال في المناطق البعيدة عن العاصمة، والتي لاتزال منخفضة نسبياً، وهو ما ينعكس على القطاع بشكل عام”.

وفق الأشقر، فإن الحجوزات الفندقية يتم تسعيرها بالدولار الأميركي، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع التكاليف الثابتة من كهرباء ووقود للتدفئة وغيرها من النفقات التشغيلية، والتي يتم تسديدها بالدولار الأميركي، بالإضافة إلى ذلك، فقد سمحت وزارة السياحة، بإمكانية استيفاء الرسوم بالدولار.

Leave A Reply