غسان ريفي – سفير الشمال
يوحي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه منفتح على الحوار مع كل المكونات السياسية، وليس محاصرا أو مُقاطَعا منها، وأنه بالتالي قادر على التلاقي مع الجميع وذلك في رسالة واضحة الى الحلفاء قبل الخصوم لا سيما بعد تداعيات جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في 5 الشهر الجاري وشكلت صفعة لباسيل يحاول اليوم التخفيف من وقعها بتعطيل المراسيم التي تحتاج الى تواقيع من وزراء محسوبين عليه.
وفي الوقت الذي رفض فيه باسيل الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري تحت قبة البرلمان، يتجه نحو حوارات ثنائية، وذلك لابعاد شبهة التعطيل عنه، وللايحاء بأن ما أخفق به الرئيس بري جماعيا، قادر على النجاح فيه ثنائيا، ما يمنحه دور سياسي يسعى الى تفعيله بعد الضمور الواضح لهذا الدور بعد إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون.
من هنا، كان إصرار باسيل على لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بعد أن واجه بداية معارضة من بعض نواب اللقاء الديمقراطي للاجتماع مع رئيس الكتلة تيمور جنبلاط، حيث تشير المعلومات الى أن تدخلات ووساطات قام بها النائب فريد البستاني والشيخ بيار الضاهر مع وليد بك لاتمام هذا اللقاء في منزل جوي الضاهر، وأن جنبلاط قبل أن يوافق على اللقاء تشاور مع حليفه الرئيس نبيه بري وكانت نتيجة التشاور بأن لا مانع من الاستماع إليه، علما أن حزب الله أيضا كان في أجواء إنعقاد هذا اللقاء.
وتضيف المعلومات أن اللقاء بين باسيل وجنبلاط الأب والابن إقتصر على العموميات وعلى إعادة التذكير بالورقة الرئاسية التي سبق وقدمها وفد التيار الوطني الحر الى النائب تيمور جنبلاط، وبالتالي فإن أي نتيجة إيجابية أو ملامح توافق أو تسوية لم تنتج من اللقاء، خصوصا أن الملف الرئاسي ما يزال على حاله من الجمود، لجهة رفض جنبلاط أي رئيس جمهورية إستفزازي وسعي باسيل الى حرق أسميّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون، وطرح إسم ثالث يمكن أن يشكل قاسما مشتركا، خصوصا أن ثمة مخاوف كثيرة تراود باسيل حول الأجواء التي تم تسريبها بأن القوات والكتائب والاشتراكي يتجهون الى التوقف عن التصويت للنائب ميشال معوض بعد عشر جلسات نيابية أخفقوا في تأمين الأصوات التي يمكن أن تجعله مرشحا جديا، وتتركز هذه المخاوف على إمكانية أن يكون الخيار الثاني هو قائد الجيش، خصوصا أن سمير جعجع أعلن أكثر من مرة أن “القوات ليس لديها مانع في وصول قائد الجيش”.
لذلك، وبحسب المعلومات فإن اللقاء إنتهى بين باسيل وجنبلاط الى لا شيء، إنطلاقا من أن الرجلين يتمسكان بموقفيهما الى أبعد الحدود، ما يدل على أن الهوة ما تزال واسعة وعميقة جدا بينهما، حتى أن البحث في تأجيل تسريح اللواءين أمين العرم وميلاد إسحاق لم يفض الى أي نتيجة إيجابية، ما يجعل اللقاء بحسب مطلعين “لزوم ما لا يلزم”.
أما اللقاء الذي تم الحديث عنه بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب باسيل في منزل صديق مشترك، فإن نظرة سريعة الى ما شهدته الأيام الماضية من هجوم برتقالي مبرمج وعنيف على رئيس الحكومة، وإمتناع الوزراء المحسوبين على باسيل عن توقيع المراسيم الصادرة عن الحكومة لا سيما تلك المتعلقة بالجيش، تؤكد بما لا يقبل الشك أن نتيجة اللقاء كانت صفرا، خصوصا في ظل تمسك ميقاتي بالثوابت وبتطبيق الدستور، والأمر نفسه ينسحب على اللقاء الذي قيل أنه جمع باسيل وفرنجية وهو إقتصر على الشأن الإجتماعي، خصوصا أن التوافق شبه مستحيل بينهما في ظل إصرار الأول على رفض ترشيح الثاني، وإصرار الثاني على المضي بترشيحه.
تشير مصادر سياسية مواكبة الى أن ما يقوم به باسيل من حراك هو عبارة عن “قرقعة من دون طحين”، وأن الأمر لا يعدو شعور باسيل أنه بدأ يختنق سياسيا فأراد إعطاء نفسه جرعات من “الأوكسجين” قد تنعش قليلا، لكنها لا تعالج المرض.