الجمعة, نوفمبر 22
Banner

سلامة يُواجه.. والتناحر على المحروقات عيدية رأس السنة

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: تتلون أوجه «الدراما اللبنانية» من السياسة الى المال والاقتصاد ومعيشة اللبنانيين وادارة قطاعاتهم وعلاقاتهم الداخلية والخارجية بألوان قاتمة او حالكة، وألوان تتجه الى البياض والانقشاع. فاذا غلبت الثانية، تحرك العازفون على الازمات، ولو من باب الطاقة التي تشغل حروباً في العالم والمنطقة، وتقض مضاجع اللبنانيين، اذا ما حدث تراجع في اسعار المحروقات لصالح «جيوبهم المفخوتة» تقوم الدنيا في دنيا الموزعين واصحاب المحطات، ولا تقعد.. فالغاز المتوافر بكميات يختفي بلحظات والبنزين الذي شارف على سعر الـ800 ألف ل.ل. قبل ايام، لا يتعين ان يتراجع الى ما دون الـ700 ألف.. وإلا انتصب الميزان.. وارتفعت الخراطيم، إيذاناً باقفال المحطات، او اعادة فتحها تحت طائلة التغريم او الختم بالشمع الاحمر..

وفي اللعبة المتمادية هذه بين حاكم مصرف لبنان المركزي وجمعية المصارف، واصحاب المحطات والمستوردين للمشتقات النفطية، يقع المواطن والموظف، العامل والمتقاعد، المدني والعسكري ضحية الاتفاق اذا حصل، او الخلاف اذا انفجر.

وبالعدوة الى مشهد التصادم على الساحة النقدية، فقد تفاعلت قرارات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع سعر صيرفة الى 38 ألف ليرة بذريعة مواجهة عمليات التهريب الى خارج لبنان (سوريا وغيرها) وعمليات التلاعب والمضاربة في الاسواق، وللحد من ارتفاع سعر صرف الدولار، لم تتجاوب المصارف مع طلب الحاكم توفير ما يلزم من ملايين الدولارات للمصارف لضخها مقابل الليرة اللبنانية الى الزبائن على سعر صيرفة الجديد لاعتبارات متعددة، ابرزها عدم الجهوزية، مما ادى الى عدم تمكن الموظفين والعسكريين الذين صدر مرسوم المساعدات الاجتماعية المتأخرة لهم، فضلاً عن خسارة ما لا يقل عن 25٪ من قيمة الرواتب بين فارق سعر صيرفة القديم 31200 وسعر صيرفة الجديد 38 ألف ليرة..

اما الأخطر، فكان على جبهة المحروقات فبعد هبوط سعر صرف الدولار في السوق الموازية ‏أمس، تراجع اليوم سعر البنزين 95 أوكتان 137000 ليرة، والبنزين 98 أوكتان ‏‏141000 ليرة، والمازوت 152000 ليرة، والغاز 90 ألفاً. على الاثر، بدأت محطّات عدة ‏بإقفال أبوابها أمام المواطنين، بحجة عدم منح المصارف دولارات على سعر صيرفة.

في حين حذّر عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس من «التوجّه قسراً إلى أزمة غير مستحبة ليلة الأعياد.

ومن العاصمة الى سائر المحافظات، عادت الطوابير امام المحطات على مسافات، بعضها اقترب من الكيلو متر في بيروت.

وشهدت صيدا ازحاماً للسيارات امام محطات المحروقات، التي توقفت عن بيع الزبائن حاجاتهم من الوقود سواء البنزين او المازوت، ورفعت خراطيمها وسدت مداخلها بواسطة سلاسل معدنية أو عوائق حديدية.

وكذلك في النبطية رفعت العديد من المحطات خراطيمها بسبب تسعيرة وزارة الطاقة الجديدة التي خلقت ارباكا لدى أصحاب المحطات للاسعارالمنخفضة الكبيرة.

وفي طرابلس، افادت المصادر ان عددا من محطات الوقود في المدينة لم تلتزم حتى الساعة بالتسعيرة الجديدة الصادرة عن وزارة الطاقة لجدول المحروقات بعد الانخفاض الكبير بالاسعار وسط غضب واستياء من قيل المواطنين.

ومنعاً لازمة محروقات قبل يومين من احتفالات رأس السنة، نشطت الاتصالات لتدارك الموقف، وتم الاتفاق على ان تفتح المحطات ابوابها اليوم امام السيارات، بعد اجراء تعديل في سعر الصفيحة من البنزين بالدرجة الاولى.

وفي جانب قاتم من تخبط سلامة، دعوته في بيان مفاجئ عصر امس المواطنين الى التوجه الى فروع بنك الموارد لاجراء عمليات صيرفة على سعر 38 الف ليرة لبنانية، داعياً «المصارف المستعدة لاخذ خطوة ممثالة» الى طلب بذلك ليوافق عليه.

وإلحاقا بالبيان الصادر عن حاكم مصرف، أعلن «بنك مياب» التزامه بتطبيق هذا التعميم وبناء عليه يمكن لجميع المواطنين التوجه الى MEAB BANK في كل فروعه لأجراء هذه العمليات فورا وذلك بعد ان استحوذ المصرف على موافقة حاكم مصرف لبنان على تنفيذ هذه العمليات ضمن معايير الامتثال الكامل لقوانين النقد وتبييض الاموال المرعية الاجراء.

وعلى صعيد التحركات لاحظت مصادر سياسية أن مواقف وتحركات القيادات السياسية انحسرت مع عطلة الاعياد، ولم تفلح همروجة لقاءات النائب جبران باسيل مع خصومه الاسبوع الماضي، ان كان الرئيس نجيب ميقاتي، او رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقبلها، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في احداث ثغرة في الجدار السميك لازمة تعطيل الانتخابات الرئاسية، بالرغم ما رافق هذه اللقاءات من ترويج اعلامي، وتسريبات عن مبادرة متكاملة لباسيل يسعى لتسويقها، مطلع العام المقبل، لانهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية، وترتكز الى سلة متكاملة تضمن الاتفاق على انتخاب رئيس توافقي مع برنامج للعهد ، والتفاهم المسبق على شخص رئيس الحكومة وأعضاء وبرنامج الحكومة الجديدة، ما اعتبره اكثر من طرف سياسي فاعل، بانه مخالف للدستور أولا ومضيعة للوقت، وتكبيل الانتخابات الرئاسية، بمزيد من العراقيل، وتطالة ازمة الفراغ الرئاسي بلا طائل، بينما يلاحظ ان ما يروج له رئيس التيار الوطني الحر وتياره، من الافكار التي يحاول تسويقها، لم يطبق ابا منها خلال مرحلة انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة اوخلال ممارسته مسؤولياته، بل تنصل من كل الشعارات والعناوين البراقة التي وعد بها جمهوره واللبنانيين وبقيت حبرا على ورق، وتساءلت لماذا طرح مثل هذه الصيغ المعقدة والمربكة في هذا الظرف بالذات، بينما المطلوب تجاوز هذه التعقيدات، والاسراع بالاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، الا اذا كان هدف رئيس التيار الوطني الحر كسب مزيد من الوقت، ريثما تتبدل الاوضاع والمتغيرات لترشيح نفسه للرئاسة، الامر الذي استدعى ردا غير مباشر من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعلن خلال استقباله رئيس الوزراء الاسباني بالامس ان الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، يشكل مدخلا الزاميا لولوج حل الازمة التي يعيشها لبنان.

واشارت المصادر إلى ان محاولة رئيس التيار الوطني الحر اعطاء نفسه هالة طرح مبادرة متكاملة لاخراج لبنان من ازمته الحالية، وتصوير نفسه بانه صاحب الحل والربط بالانتخابات مبالغ فيه، ولا يصح مع وضعية باسيل، بعدما فقد موقع القرار بانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وسلطة البت بالنيابة عن الرئيس، وتنامي الخلاف الحاصل بينه وبين حزب الله ، بالنسبه لدعم الاخير ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، ولم يعد موضع ثقة لدى جميع الاطراف السياسيين الأساسيين، بعدما تملص من التفاهمات المعقودة معهم وانقلب عليهم بعد انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، واستعدى معظم هؤلاء، بدءا من انقلابه على تفاهم معراب مع القوات اللبنانية والتنكر للتفاهم الذي ارساه مع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وماتسببت به ممارساته العبثية والالغائية بافشال عهد الرئيس عون وتعطيل عمل الحكومات المتعاقبة للنهوض بلبنان، والزج به بأسوأ كارثة مرت بتاريخه الحديث.

واشارت المصادر إلى ان رئيس التيار الوطني الذي يريد الانفتاح على خصومه السياسيين ويسعى لطرح مايسميه بالمبادرة لحل ازمة الانتخابات الرئاسية، عليه اولا، ان يمتنع عن افتعال الاشتباكات السياسيةالخاسرة، بلا مبرر، تحت عناوين وحجج واهية ، وآخرها الاعتراض على انعقاد جلسات مجلس الوزراء وتحريض الوزراء الموالين للتيار للتغيب عن الجلسة، وطرح بدع وصيغ ملتوية لتعطيل توقيع المراسيم، والبحث عن صيغ توافقية للتقارب وتخفيف حدة الخلافات القائمة التي لاتوصل الى حل الازمة.

واعتبرت ان صدور مرسوم المساعدة الاجتماعية للعسكريين بالشكل الذي حدده رئيس الحكومة وليس كما حاول وزير الدفاع المدعوم من التيار الوطني، يعتبر بمثابة خسارة جديدة لرئيس التيار الوطني الحر، تزيد في مراكمة الخسائر الت مني بها منذ الأشهر الاخيرة لعهد الرئيس ميشال عون وحتى الامس القريب.

على صعيد الحركة الدبلوماسية الدولية تجاه لبنان، اجرى رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز لقاءات شملت الرئيسين بري وميقاتي، وتناولت عمل اليونيفل، فضلاً عن الاوضاع الداخلية في لبنان، والسعي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

فك الاعتكاف

قضائياً، يتجه معظم القضاة الى فك الاعتكاف جزئياً، وذلك بعد اجتماع الجمعية العمومية التي عقدت بين القضاة العدليين ومجلس القضاء الاعلى، والتي عكست توجهاً اكثرياً للقضاة بضرورة العودة الجزئية وبالتالي العودة التدريجية الى ممارسة المهام والواجبات القضائية.

واتفق المجتمعون على العودة، في ايام محددة لتسيير المرفق القضائي، لكن عدد من القضاة بقي على تشدده لناحية الاستمرار بالاعتكاف الكامل.

العودة التدريجية تنطلق من حصول القاضي على ضعفي اساس الراتب كما باقي موظفي القطاع العام، ومنحة من صندوق تعاضد القضاة تتراوح من 600 و1000 دولار بحسب الدرجات، باستمرار حسب 5 اشهر على الاقل، اضافة الى حسم على فاتورة هواتفهم الى النصف، كما ان ثمة مساع لوزارة العدل ورؤساء المحاكم ومساهمات من نقابة الحامين، لتأمين الامور اللوجستية لقصور العدل لناحية النظافة والكهرباء والقرطاسية لتوفير الظروف الملائمة للعمل في مكاتب القضاة.

بالتزامن، كان نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوظ يلوّح في الاضراب بدءاً من 8 ك2 المقبل، ما لم يستقم التشريع لجهة انصاف معلمي واساتذة القطاع الخاص، وفقاً لوعود وزير التربية، محملاً حاكم مصرف لبنان والمصارف والوزير مسؤولية ضياع العام الدراسي.

معيشياً، رضخ وزير الدفاع موريس سليم لما طلبه الرئيس ميقاتي، فبعد الاخذ والرد حول كيفية توقيع مراسيم مجلس ‏الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، صدر عن رئاسة مجلس الوزراء المرسوم رقم 10958، ‏القاضي بإعطاء مساعدة اجتماعية اضافية للاسلاك العسكرية في الخدمة الفعلية ‏والمتقاعدين‎.‎‏ ووقع المرسوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء في حكومة تصريف ‏الاعمال: الداخلية والبلديات بسام مولوي، وزير الدفاع الوطني موريس سليم، وزير المالية ‏يوسف الخليل‎.‎‏ ينشر المرسوم ويعمل فيه اعتبارا من 1/10 2022، ويستمر العمل فيه الى ‏حين انجاز الحكومة مشروعا متكاملا لتعديل الرواتب والاجور‎.‎‏ وصدر هذا المرسوم بعد ‏توقيع مشروع المرسوم من وزير الدفاع الوطني بعد انتظار أكثر من أسبوعين.

كوليرا:1 كورونا:77

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات الكوليرا في لبنان تسجيل «اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 699، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 23».

وفي تقرير عن حالات كورونا أعلنت الوزارة تسجيل» 77 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1222414، كما لم يتم تسجيل أي حالة وفاة».

Leave A Reply