فارقت مصممة الأزياء البريطانية وأيقونة الموضة فيفيان ويستوود الحياة يوم أمس الخميس في لندن عن عمر يناهر الـ 81 عاماً، وسط عائلتها وأحبائها، وفقاً لبيان رسمي صادر عن شركتها التي تحمل اسمها.
وطوال عملها في عالم الأزياء والموضة، صنعت فيفيان اسمها من خلال أسلوبها المثير للجدل، إذ أطلق عليها لقب “ملكة التطرف”، بعد أن قادت موجةً جديدةً من التصميمات في السبعينات ودفعت حدود صناعة الموضة إلى مستوياتٍ متفردة في الأسلوب، وارتدى من أزيائها كبار النجوم.
حصلت فيفيان، بسبب إسهاماتها الكبيرة في عالم الموضة، على وسام الإمبراطورية البريطانية من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية عام 1992. وفي أبريل 1989، أطلت على غلاف مجلة تاتلر، مرتدية بدلةً من تصميم شركة أكواسكوتوم للأزياء، التي قالت إنها مخصصة لرئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة مارجريت تاتشر.
حياتها
ولدت فيفيان إيزابيل سواير في ديربيشاير بإنجلترا في 8 أبريل 1941، لأمٍ عاملة في صناعة النسيج في مصانع القطن المحلية، وأبٍ ينحدر من عائلةٍ من صانعي الأحذية، وبسبب ذلك بدأت في صنع الملابس لنفسها عندما كانت مراهقة.
وبعد فصل دراسي في مدرسة هارو للفنون، عملت كمعلمة في مدرسة ابتدائية، وتزوجت من عامل مصنع يُدعي ديريك ويستوود عام 1962، وأنجبت منها ابنها بينجامين.
ولكن كل شيء تغير عندما تركت زوجها، والتقت بمالكولم ماكلارين في عام 1965، حيث قالت بهذا الخصوص: “شعرت كما لو أن هناك الكثير من الأبواب التي يجب أن تفتح، وكان لديه مفتاحها جميعاً”، ومن هناك بدأت شراكتهما الإبداعية.
في سن الأربعين، أطلقت ويستوود أول مجموعة أزياء لها مع مكلارين، وأحدثت طفرةً في عالم صناعة الموضة، إذ درست المصممة البريطانية تقنيات الخياطة القديمة وقامت بعدها بهدم بعضها وإدخال أفكارها عليها، وهو نهج قلده لاحقاً مصممين بريطانيين آخرين مثل جون جاليانو وألكسندر ماكوين.
في عام 1981، نظمت ويستوود أول عرض أزياء لها عرف باسم مجموعة Pirate، وواصلت استلهام تصاميمها من التاريخين البريطاني والفرنسي.
وفي عام 1989، منح جون فيرتشايلد، الذي كان آنذاك محرراً ذائع الصيت في مجلة Women’s Wear Daily، وستوود مباركته، إذ رأى فيها واحدةً من المصممين الستة الأكثر تأثيراً في القرن العشرين، جنباً إلى جنب مع إيف سان لوران وكارل لاغرفيلد وجورجيو أرماني، كريستيان لاكروا وإيمانويل أنغارو.
وبذلك كانت “ملكة التطرف” المرأة الوحيدة، والبريطانية الوحيدة، في قائمته، وكذلك كانت المصممة الوحيدة التي لم تكن تملك علامة تجارية بملايين الدولارات، كونها كانت لا تزال تعيش في شقة مجلس سابق في جنوب لندن وكانت “مفلسة تقريباً”.
وفي عام 1992، تزوجت ويستوود من طالب التصميم النمساوي، أندرياس كرونتالر، الذي كان يصغرها بـ 25 عاماً، وعملا كمصممين مشتركين، قبل أن يتولى خط الملابس الجاهزة في عام 2016.
بحلول عام 2000، كانت ويستوود تصمم فساتين زفاف لأمثال عارضة الأزياء ديتا فون تيس، التي ارتدت ثوبها الأرجواني في حفل زفافها من مانسون، والأميرة أوجيني التي ارتدت تصاميم ويستوود لحفل زفاف الأمير ويليام وكاثرين.
من أشهر لحظات عروض أزيائها على المنصات التي لا تنسى، حذاء ذو المنصة مقاس 9 بوصات، والذي اشتهر بعرقلة عارضة الأزياء نعومي كامبل والتسبب في تعثرها أثناء مرورها على منصة العرض.
مدافعة عن المناخ
عُرفت فيفيان بنشاطها الشغوف، في قضايا المناخ وحرية التعبير، حيث كانت تدافع عن الكوكب، وغالباً ما كانت تروج للجودة على حساب الكمية عندما يتعلق الأمر باستهلاك الأزياء، ففي عرضها لخريف وشتاء 2019/2020 في أسبوع الموضة بلندن، أرسلت ويستوود عارضات أزياء وممثلين وناشطين على منصة العرض بعلامات سياسية، كُتب في إحداها “ما هو جيد للكوكب هو جيد للاقتصاد”.
كما شاركت في المظاهرات البيئية، ففي عام 2015، ركبت دبابة بشكل لا يُنسى إلى منزل رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ديفيد كاميرون للاحتجاج على التكسير الهيدروليكي.
وفي يونيو 2020، علقت ويستوود، التي كانت ترتدي ملابس صفراء، نفسها في قفص طائر عملاق احتجاجاً على تسليم مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج خارج المحكمة الجنائية المركزية في بريطانيا.
Follow Us:
زهرة الخليج