غسان ريفي – سفير الشمال
إنتهت عطلة الاعياد، واستؤنف النكد السياسي الذي يطل مجددا على اللبنانيين بصور مختلفة قاسمها المشترك محاولات تسجيل النقاط السياسية وبذل الجهود للتعطيل، بدل التفتيش عما يمكن ان يجمع لتحقيق مصالح المواطنين الذين لم يعد بمقدورهم تحمل سنة جديدة من التخبط والازمات المعيشية والمالية والاجتماعية.
يبدو أن التيار الوطني الحر قرر افتتاح العام الجديد بالحرب على المراسيم، وهو الذي سواء كان في المعارضة او في الحكم يهوى تلك الحروب أكانت بالاسلحة التدميرية او برفع السواتر على الجبهات السياسية أو بالتعطيل الذي ينعكس جمودا على المؤسسات ويحول دون وصول الحقوق والمكتسبات الى أصحابها.
تشير المعطيات الى أن التيار الوطني الحر يستعد اليوم لتقديم الطعون بالمراسيم التي أصدرتها الحكومة أمام مجلس شورى الدولة، في محاولة منه ولأهداف تدخل ضمن الانانية السياسية المطلقة الحؤول دون تأمين الاعتمادات لمرضى السرطان وغسل الكلى ومنع المساعدات الاجتماعية عن العسكريين والتي باتت حقا مكتسبا بعد الجهود التي بذلها الرئيس نجيب ميقاتي لتنفيذها باعتماد توقيع وزير الدفاع القانوني على المرسوم وازالة التعديلات غير القانونية التي أدخلها عليه من دون وجه حق، وكذلك عزل لبنان عن العالم بما يتعلق بمرسوم هيئة أوجيرو وغيرها من الضروريات التي اجتمع مجلس الوزراء من اجل إقرارها.
واللافت، انه بدل ان يكون التيار البرتقالي اكثر الساعين لتأمين هذه الخدمات والمساعدات للبنانيين تعويضا عن السنوات الست العجاف التي امضوها في كنف حكمه، يصرّ على مواجهة كل ما من شأنه ان يخفف الاعباء عن كاهلهم، في سلوك غير مسبوق لأي تيار سياسي في البلاد.
وما يثير الاستغراب أكثر هو هذا السباق في المزايدات بين التيارات السياسية على حساب اللبنانيين، وايضا ما صدر عن رأس الكنيسة المارونية الكاردينال بشارة الراعي الذي عزف على وتر التيار الوطني الحر في عظة اليوم الاول من السنة الميلادية برفض “تمرير مراسيم لا تنسجم مع الدستور ولا تأخذ بالاعتبار الصلاحيات اللصيقة برئيس الجمهورية ولو كان المنصب شاغرا”، علما أن الكاردينال الراعي كان أبدى تفهما للضرورات التي دفعت الرئيس ميقاتي الى عقد جلسة لمجلس الوزراء والتي شرحها له خلال زيارته الى بكركي.
هذه المزايدات بين التيارات السياسية في الساحة المسيحية من السباق على رفض الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري واستبداله بحوارات ثنائية صورية، الى حرب المراسيم المفتوحة ضد الشعب اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه، الى التحريض الطائفي المستمر تحت شعار الصلاحيات والميثاقية، تدخل كلها ضمن الصراع السياسي المفتوح الى حدود حروب الالغاء بين هذه التيارات التي لا تريد التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية والذي يعتبر بداية اي حل في لبنان، وترفض تسيير المرفق العام لتلبية مطالب الناس، في وقت لا يمتلك فيه الكاردينال الراعي سوى الدعوات المتكررة لاتمام الاستحقاق الرئاسي لكن يبدو ان لا حياة لمن تنادي.