الجمعة, نوفمبر 1

“انتهاك سافر”.. رفض عربي واستنكار دولي لاقتحام بن غفير المسجد الأقصى

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى في القدس صباح اليوم الثلاثاء تحت حراسة أمنية مشددة، ما أثار ردود فعل عربية ودولية واسعة.

أثار اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى الثلاثاء وسط حراسة مشددة، ردود فعل عربية ودولية واسعة.

وجرى الاقتحام دون إعلان مسبق وبعد أن أشاعت مصادر إسرائيلية أنه قرر إرجاء الزيارة بعد طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وكان بن غفير أعلن عزمه اقتحام المسجد ولكنه لم يحدد موعداً لذلك.

وجرى الاقتحام عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للأقصى، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء وشمل جولة في باحات المسجد.

غضب فلسطيني

واعتبرت فلسطين أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى يمثل “استفزازاً غير مسبوق وتهديداً خطيراً لساحة الصراع”.

جاء ذلك في بيانات للرئاسة والحكومة والمجلس الوطني ووزارتي الخارجية والأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤتمر للفصائل الفلسطينية، بعد اقتحام بن غفير المسجد صباح اليوم الثلاثاء.

ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بأنه يستهدف “جعل المسجد الأقصى معبداً يهودياً”.

وقال اشتية إن الاقتحام يشكل تحدياً خطيراً لمشاعر جميع أبناء شعبنا الفلسطيني.

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح نشرته وكالة الأنباء ا لفلسطينية إن “استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى مزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع”.

أما وزارة الخارجية الفلسطينية الثلاثاء فاعتبرت أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى يمثل “استفزازاً غير مسبوق وتهديداً خطيراً لساحة الصراع”.

ودعت فصائل فلسطينية إلى “تصعيد الاشتباك” مع إسرائيل دفاعاً عن المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.

وفي مؤتمر صحفي عقدته فصائل “المقاومة الفلسطينية” بغزة، رداً على اقتحام بن غفير، للأقصى، قالت الفصائل “ندعو أهلنا والمقاومة في الضفة إلى تصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال في كل ساحات الاشتباك دفاعاً عن المسجد الأقصى”.

وتضم فصائل المقاومة الفلسطينية عدة حركات، أبرزها حماس والجهاد الإسلامي والأحرار والمجاهدين ولجان المقاومة الشعبية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

رفض عربي ودولي

ورفضت دول ومنظمات عربية وإسلامية، اقتحام بن غفير المسجد الأقصى، واصفة تلك بالخطوة بـ”الاستفزازية والمرفوضة”.

وصباح الثلاثاء، اقتحم بن غفير المسجد الأقصى عبر باب المغاربة في الجدار الغربي، وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.

وأعربت مصر في بيان للخارجية عن “أسفها لهذه الخطوة، وأكدت رفضها التام لأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس”.

وحذرت من “التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام”، داعية إلى “ضبط النفس والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع”.

وأدان الأردن، في بيان لمتحدث وزارة الخارجية سنان المجالي، بـ”أشد العبارات ذلك الاقتحام”، مؤكداً أنه “خطوة استفزازية مدانة”.

وطالب بـ”الكف الفوري” عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، مؤكداً أن “إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لهذا التصعيد”.

وأعربت الكويت، في بيانٍ للخارجية، عن إدانة واستنكار بلادها لهذا الاقتحام، مؤكدة أنه “يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية”.

ودعت “المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية”، محملة تل أبيب مسؤولية أي تصعيد سيحدث جراء تلك الانتهاكات.

في السياق، أدانت قطر وفق بيانٍ لوزارة خارجيتها، بشدة اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى.

واعتبرت الخارجية القطرية الاقتحام “انتهاكاً سافراً للقانون الدولي”.

وحذرت من “السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

واعتبرت قطر، أن “محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداءً على الفلسطينيين فحسب بل على ملايين المسلمين حول العالم “.

من جانبها، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بيان، اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى، معتبرة ذلك “استفزازاً لمشاعر المسلمين جميعاً وانتهاكاً صارخاً للقرارات الدولية ذات الصلة”.

وفي ذات الشأن، أعلن السفير الأمريكي في إسرائيل توماس نايدز الثلاثاء “معارضة إدارة الرئيس جو بايدن الإضرار بالوضع القائم في المسجد الأقصى”.

وقال السفير نايدز في تصريحات لموقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي: “لنكن واضحين للغاية، نريد الحفاظ على الوضع القائم والإجراءات التي تمنع ذلك غير مقبولة. لقد كنا واضحين للغاية في محادثاتنا مع الحكومة الإسرائيلية بشأن هذه المسألة”.

أعضاء كنيست: “خطر على إسرائيل”

واعتبر أعضاء كنيست (البرلمان) من المعارضة الإسرائيلية أن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى “استفزاز وخطر على أمن إسرائيل”.

وقالت عضو الكنيست من حزب “العمل” (معارض) نعاما لازيمي، في تغريدة: “اليوم أثبت بن غفير (زعيم حزب “القوة اليهودية”) ما قلناه خلال المناقشات حول تعديل قانون الشرطة، إن ما يهمه ليس الأمن القومي بل السلطة والسيطرة من أجل الاستفزاز والانتباه وتجنيد الشرطة لاحتياجاته السياسية”.

بدوره قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “كان مشهداً بائساً لفأر يتسلل مثل لص في الليل”.

وأضاف: “مما لا شك فيه أن لاقتحام المسجد الأقصى وزيراً للأمن الداخلي عواقب، إن المسجد للمسلمين وحدهم.. نقطة (كناية عن انتهاء الكلام)”.

وكذلك العضو عن حزب “العمل” جلعاد كاريف، قال في تغريدة: “خلقت تصريحات بن غفير العلنية وضعاً فُسر فيه الامتناع عن الصعود إلى الحرم الشريف على أنه استسلام لحركة حماس. هكذا وضع (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو والمؤسسة الأمنية في الزاوية”.

وأضاف: “لكن القضية لا تتعلق بحركة حماس فحسب، بل تتعلق أيضاً بالعلاقة مع الدول العربية”.

من جانبها، قالت ميخال شير النائبة عن حزب “هناك مستقبل” المعارض، في تغريدة: “هذا السلوك المحرج يوضح بالضبط مدى ضعف بيبي (نتنياهو) داخل حكومته”.

فيما قال زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني أفيغدور ليبرمان، بتصريحات لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية: “حماس تعلم أن نتنياهو جبان فلماذا يقيل بن غفير ويحل الائتلاف؟”.

وإخراج بن غفير من الحكومة يعني حلها لأن له 6 مقاعد بالكنيست الإسرائيلي.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قالت مساء الاثنين إن بن غفير رئيس حزب “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية) قرر في نهاية مكالمة مع نتنياهو الاثنين تأجيل اقتحام المسجد الأقصى، بعدما أعلن الليلة الماضية أنه سيقدم على ذلك خلال الأسبوع الجاري.

وقال زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان تعليقاً على اقتحام بن غفير: “هذا يعني شيئاً واحداً، أنه لا يحسب حساباً لنتنياهو”.

وفي وقت سابق الاثنين، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن حركة حماس أرسلت رسالة عبر الوسيط المصري والأمم المتحدة، مفادها أنها “لن تقف مكتوفة الأيدي حال نفذ بن غفير تهديده باقتحام المسجد الأقصى”.

والأحد أعلن بن غفير في تغريدة عزمه على اقتحام الأقصى في الأيام القليلة المقبلة، قائلاً إن “الأقصى قضية مهمة، وكما قلت، أخطط للصعود إلى الحرم القدسي”.

وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مراراً في الماضي ولكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائباً في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد إذا أصبح وزيراً.

Follow Us: 

Leave A Reply