السبت, نوفمبر 23
Banner

عندما قال «الجنرال» لـ«السيّد»: ما تــحبّني أكثر من بري.. حِبّني قدو

عماد مرمل ـ الجمهورية

الى حين بداية «أعمال الصيانة» للعلاقة بين «حزب الله» والتيار الوطني الحر بعد التصدعات التي أصابتها، يبقى مصير هذه العلاقة مادة للاجتهاد والنقاش، وسط تضارب التقديرات والتكهنات في شأن مستقبلها السياسي.

لئن كان الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله قد أبدى في خطابه الاخير حرصاً على معالجة الخلاف المُستجد مع التيار الوطني الحر وعلى استمرار العلاقة التحالفية التي تجمعهما منذ عام 2006، الا انه ترك في الوقت نفسه للتيار حرية القرار والخيار على قاعدة: «نحن لا ننزع يدنا من يد حليف او صديق إلا اذا هو فعل ذلك»، مشيراً الى انه سبق له ان أكد للنائب جبران باسيل «بأنكم اذا كنتم تشعرون بالحرج من التحالف معنا فأنتم غير ملزمين».

ولكن، كيف تلقّف التيار هذا الطرح؟ وهل سيسحب يده من يد الحزب تدريجاً ام ستظلان متشابكتين لا مشتبكتين؟

يستبعد العارفون ان ينسحب التيار من تفاهم مار مخايل الذي لا بديل استراتيجيا عنه في ميرنا الشالوحي والضاحية الجنوبية على حد سواء، وبالتالي فإن الفوارق مهما اتّسَعت لن تصل الى حدود الافتراق في رأي البعض. وأغلب الظن انّ التيار سيوظّف الازمة التي تواجه العلاقة الثنائية حالياً في اتجاه محاولة تعديل شروطها وتحسين موقعه فيها، من دون أن يخرج منها او عليها بالكامل.

ويؤكد المطلعون في التيار انّ قيادته قرأت رسائل السيد نصرالله بإيجابية، «خصوصاً انها تعرف محبته الشخصية العماد ميشال عون وللنائب باسيل والتي كانت تعكسها بوضوح الجلسات المغلقة بينه وبينهما».

ويجزم هؤلاء بأنّ باسيل لن ينفض يده من «حزب الله» ولكنه في الوقت نفسه لن يستخدمها في البَصم على كل ما يفعله، «إذ انّ هناك أموراً تفرض احياناً رفع الصوت عالياً كما حصل بعد مشاركة الحزب في جلسة مجلس الوزراء غير الميثاقية، والتي شكلت تجاوزاً للخط الأحمر لا يمكن التغاضي عنه، خصوصاً عندما يأتي هذا التجاوز من حليف بُني التفاهم معه أصلاً على اساس احترام الشراكة والتوازن».

ويلفت أحد مسؤولي التيار الحر الى انّ التباينات مع الحزب حول بعض المقاربات الداخلية ليست طارئة وإن بَدا فصلها الأخير هو الأكثر حدة، راوياً انّ الجنرال عون توجّه الى السيد نصرالله خلال إحدى مرّات التباين بنوع من الطرفة السياسية قائلا: «ما تحِبّني أكتر من الرئيس نبيه بري.. حِبّني قدّو».

ويلفت القيادي البرتقالي الى انّ التيار يدرك خصوصية الوضع في البيئة الشيعية ويتفهّم حرص الحزب على وحدتها ومنع اي فتنة، «والمطلوب في المقابل عدم عزل مكوّن مسيحي أساسي ومحاولة إلغائه كما جرى عبر الاجتماع الذي عقدته بعض مكونات حكومة تصريف الأعمال على أنقاض الدستور والشراكة».

من هنا، يعتبر التيار الحر انّ هناك حاجة ملحّة لتطوير التفاهم بلا تأخير، وهو مستعد لبدء حوار فوري مع «حزب الله» في هذا الشأن، وفق ما توضح مصادره التي تشير الى انّ «الكرة باتت الآن في ملعب الحزب واذا قرر بدء الحوار فنحن سنكون جاهزين له خلال دقائق».

ويشدّد المتحمّسون داخل التيار لاستمرار التفاهم على انه استند في الاساس الى فكرة وطنية واقتناع بضرورته «ولولا ذلك ما كان ليصمد كل هذه السنوات على رغم التحديات التي خاضها، وبالتالي من الصعب أن يتخلّى عنه أحد طرفيه بهذه السهولة، غير أن هذه الحقيقة لا تنفي وجوب إجراء مراجعة صريحة لتلك لتجربة والبناء على الدروس المُستقاة منها لتحصين التحالف وتعزيز مناعته».

Leave A Reply