الأحد, نوفمبر 24
Banner

لقاح “فايزر” مجاني وبلا وسطاء للبنانيين في آذار المقبل

كتب وليد حسين – المدن :عندما كشف وزير الصحة العامة، حمد حسن، عن أن لبنان سيكون من الدول الأولى التي ستتسلم لقاحاً لوباء كورونا، كان يعلم ويقصد جيداً ما يقول. لم تكن تصريحاته مجرد إطلاق مواقف للكسب الإعلامي. فقد أمضى وفريق عمله نحو شهرين من مفاوضات متقطعة مع ممثلي شركة فايزر في لبنان، حتى قبل إعلانها عن أن فاعلية لقاحها وصلت إلى 94 في المئة.

اللقاح مجاناً .. وأسئلة

وعرض ممثلو الشركة ملفاتهم ودراستهم وجدية لقاحهم، وتابع فريق وزارة الصحة الموضوع من النواحي العلمية. فتمت الصفقة التي سيحصل لبنان بموجبها على لقاحات تغطي 15 في المئة من سكانه.

ودفع لبنان الدفعة الأولى من المبلغ، وحدد شهر آذار موعداً أقصى لوصول اللقاح. بيد أن الأهم من هذا أن الدولة اللبنانية ستتكفل بالتلقيح، وسيكون اللقاح متوفراً مجاناً للفئات المستهدفة منه.

وبات معلوماً أن هذا اللقاح يعتمد على تقنية حقن الجسم بشيفرة بروتين سبايك المأخوذ من فيروس كورونا، عبر مرسال الرنا. تؤدي الحقن إلى تشكيل مضادات حيوية في الجسم قادرة على التعرف إلى الفيروس والتخلص منه. ويؤخذ اللقاح على جرعتين متباعدتين زمنياً نحو أربعة أسابيع. لكن نقله يحتاج إلى الحفظ في درجة حرارة تصل إلى نحو 70 درجة مئوية تحت الصفر، ولا يبقى في البراد العادي وقتاً طويلاً قبل الاستعمال.

وصنعت شركة فايزر مستوعبات لنقل اللقاح باستخدام الثلج الجاف، أو ثاني أوكسيد الكربون. لكن الأخير يحتاج إلى تجديد دائم. فهل لدى لبنان قدرة على تأمين هذه التقنية؟ وكيف سيوزع اللقاح على المناطق؟ وهل وضعت لجنة اللقاحات في الحسبان هذا الأمر؟ ومن سيتكفل ثمن اللقاح؟ وهل سيكون مجانياً، أم سيوزع تجارياً؟ ومن هي الفئات المستهدفة؟

أسئلة كثيرة تهم المواطنين الذين ينتظرون هذا اللقاح أو المشككين به، وبمدى جدية كلام وزير الصحة، تابعتها “المدن” مع معنيين في الوزارة. وأكدت مصادر “المدن” أن المفاوضات مع ممثلي الشركة استغرقت أكثر من شهرين. وبعدما عرضوا معطياتهم ودراساتهم وُقِّع العقد. لكن الوزارة لن تكشف عن كلفة اللقاح لأسباب تتعلق بالأمور التجارية التي تعتمدها الشركة مع الدول. طبعاً حضر ممثلون عن شركات أخرى، لكن ملفاتهم كانت غير جاهزة. لذا وقع الخيار على فايزر. لكن هذا لا يمنع حصول مفاوضات مع شركات أخرى للحصول على المزيد من اللقاحات.

تنظيم التوزيع

وعن صعوبة نقل اللقاح وحفظه، أكدت المصادر أن شركة فايزر ستسلمه في مستوعبات تحفظه على درجة حرارة 70 تحت الصفر. لكن اللجان التي أنشأتها الوزارة لمتابعة هذا اللقاح، بدأت بالتحضير لشراء برادات خاصة لحفظه. وستكون هناك نقاط مركزية في المناطق لهذا الغرض. وخصوصاً أن هذا اللقاح لا يبقى صالحاً في البراد العادي لفترة طويلة. بل يجب استخدامه في غضون ثلاثة أيام أو أربعة، بعد وضعه في براد في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات. لذا سيصار إلى تحديد ساعة الصفر لتوزيع اللقاح على المستشفيات والمراكز الصحية، قبل بدء التلقيح.

ستخصص الوزارة نموذج استمارات خاصاً بهذا اللقاح لتلقي الطلبات. كما ستعمل المراكز الصحية والمستشفيات والقطاعات المعنية على تعبئة استمارات خاصة يفترض أن تكون جاهزة في نهاية شهر كانون الثاني المقبل. وبدأت اللجنة المختصة بهذا العمل في وزارة الصحة بدرس الفئات والأشخاص الذين ستكون لهم الأولوية في تلقيه. بالتالي، ستساعد الاستمارات في تحديد عدد الأشخاص وتوزعهم الجغرافي، ليكون اللقاح متوفراً لهم وفق جداول مواعيد محددة، وذلك لأسباب تتعلق بآلية حفظه ونقله.

وأوضحت المصادر أن الفئات المستهدفة أولاً ستكون القطاع الصحي، من مستشفيات ومستوصفات ومراكز صحية ومستشفيات عسكرية، وأطباء وممرضين وعمال صيانة ونظافة فيها، لتجنب نقل العدوى إليها، وكذلك عاملين في الرعاية الصحية. وقد يصل عددهم إلى نحو مئة ألف شخص. وستكون الأولوية للأشخاص المسنين، لكن لم يحدد ما إذا كان العمر سيكون من ستين عاماً وما فوق أو سبعين وما فوق. على أن تشمل الأولوية الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية أو أمراض مزمنة. لكن المصادر تشدد على أن اللقاح لن يكون إلزامياً لأي شخص. فهناك أشخاص كثر ما زلوا يتخوفون من التلقيح، لأن هذا اللقاح حديث وغير مستخدم من قبل.

بلا وسطاء

وبعيداً عن تقنيات النقل والحفظ وكيفية توزيعه على المناطق، وهذا ما تعمل اللجنة المختصة عليه حالياً، لفتت المصادر إلى أن وزارة الصحة سجلت سابقة تاريخية في هذا اللقاح. فالدولة اللبنانية، عبر وزارة الصحة العامة، تستورد لأول مرة لقاحاً أو دواء ليس عبر شركات ووسطاء. فشركة فايزر ستسلم اللقاح للإدارة الحكومية مباشرة، ولن توزعه تجارياً في الأسواق. بل ستتكفل الدولة اللبنانية بتلقيح الفئات المستهدفة مجاناً.

أما موعد حصول لبنان على اللقاح، فأكدت المصادر أنه شهر آذار، وثابت حتى الساعة. فلبنان له الأولوية بين الدول التي سيحصل عليه. وبالتالي لن يتأخر الموعد، إلا إذا حصل أي طارئ أثناء حملات التلقيح التي ستبدأ في العالم خلال الشهرين المقبلين. ففي حال سارت الأمور كما هو متوقع ولم تطرأ أي مضاعفات غير متوقعة عند اللذين سيلقحون، سيصل اللقاح إلى لبنان في شهر آذار كحد أقصى. أما في حال حصل أي أمر غير متوقع فستتأخرعملية تسلمه للبنان.

Leave A Reply