الجمعة, نوفمبر 22
Banner

“جرأة” باسيل لا توصف

 نور نعمة – الديار

في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تكلم عن الازمات المتعددة التي يعيشها لبنان، وكأنه معفي ممن سبّب هذه الازمات ويرمي المسؤولية على الآخرين، دون ان يتحمل حتى الحد الادنى من ممارسات تكتل لبنان القوي الخاطئة تجاه الوطن ومؤسسات الدولة اللبنانية. للاسف يبدو باسيل انه يعيش في عالمه الخاص او يواصل الكذب على الناس بانه بريء من كل ما يحصل اليوم في البلد، من مشاكل وعقد وانقطاع الكهرباء وتكبيد الخزينة خسائر كبيرة جراء سياسة خاطئة وفاسدة في ملف الطاقة. ذلك ان التيار الوطني الحر لا يزال يرفض تنفيذ الاصلاحات في قطاع الكهرباء وابسطها تشكيل هيئة ناظمة.

نعم, المضحك المبكي في كلام باسيل انه يستخف بعقول الناس، ويتكلم بالعفة والشفافية، ويحمّل “المنظومة” التدهور الاقتصادي والمالي في لبنان، كأنه ليس جزءاً من هذه المنظومة، وكأن الوطني الحر لم يشارك في السلطة منذ 2005 حتى هذا التاريخ.

لقد ثار الشعب اللبناني على كل مسؤول او حزب ساهم في افقاره وتجويعه، ولم يعد يريد ان يسمع كلام فارغا وشعبويا، لان الحقيقة ظهرت وعرّت الجميع، وتبين مَن عمل بكل صدق للوطن ومن غرق في شهوات السلطة والنفوذ والمحاصصة. اليوم لم يعد سهلا على المسؤولين ان يضحكوا على الشعب اللبناني، الذي بات بالمرصاد لكل تيار او حزب ثبتت التهمة عليه بانه شريك في انهيار الدولة، ولذلك فليكف اي مسؤول عن التظاهر بالشفافية لان الانتخابات النيابية اظهرت تراجع شعبية كل الاحزاب التي لم تعمل لبناء دولة.

يكفي الشعب اللبناني مؤتمرات ووعظات بالقيم والاخلاق، لان الناس تريد افعالاً لا اقوالاً، وخير دليل على ذلك ان شعبية التيار الوطني الحر تراجعت بشكل كبير منذ 2005 حتى اللحظة. ذلك ان الناس التي تعاطفت مع الرئيس ميشال عون عند رجوعه الى لبنان، وايدت مشروعه في بدء الامر، بدأت لاحقا تنتقد ممارسات الوطني الحر الى ان ثار عدد كبير من اللبنانيين ومن عدة طوائف على سياسة الوطني الحر.

والحال ان النائب جبران باسيل تكلم في مؤتمره الصحافي عن عدة امور، وانتقد قائد الجيش والمنظومة، ولكن لم يوضح للناس انعدام الكهرباء في بيوتهم لفترات طويلة، ولم يشرح لهم لماذا تسود العتمة شوارع العاصمة بيروت ومعظم المناطق اللبنانية الاخرى. بكل جرأة يهاجم باسيل العماد جوزف عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولكن لا يمتلك الجرأة ليتكلم عن الفشل في ادارة وزارة الطاقة التي هي في عهدة تياره منذ العام 2011.

من هنا، فليكف كل مسؤول عن رمي المسؤولية على الآخرين، وليتحاوروا فيما بينهم لايجاد مساحة مشتركة تخفف حدة الصراع على السلطة، لان لا خيمة فوق رأس احد، والانهيار سيجرف الجميع اذا استمر رؤساء الاحزاب في لبنان في التهرب من مسؤولياتهم تجاه الوطن.

Leave A Reply