الجمعة, سبتمبر 20

بايدن: سنتعاون مع اوروبا في الملف الايراني

المانيا: ليشمل الاتفاق «البرامج البالستية الإيرانية»

أكّد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية، أنه لن يسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية.

وفي أول تعقيب له على عملية اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة، قال بايدن إنه من السابق لأوانه معرفة كيفية تأثير هذه العملية على خطته التي تهدف إلى العودة الى الاتفاق النووي مع إيران.

وأشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة ستتعامل مع الملف الإيراني بالتعاون مع أوروبا وليس بمفردها، متوقعاً أن تكون المفاوضات معقدة، وموضحاً أنه «لا يقع في الأوهام بهذا الشأن إلا أنه لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي».

ووجه بايدن انتقادات إلى سياسة إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، معتبراً أنها جعلت إيران «قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مطامحها النووية».

وقبل يومين، أكّد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أنه ما زال متمسكاً بموقفه من رفع العقوبات التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في حال امتثال إيران للاتفاق النووي، معتبراً أن أفضل طريقة لتحقيق بعض الاستقرار في المنطقة هي التعامل مع البرنامج النووي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي عام 2018 وفرض منذ ذلك الحين سلسلة عقوبات على إيران لدفعها للتراجع عن برنامجها النووي.

الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، تعهد بالعودة إلى الاتفاق المبرم في العام 2015، وذلك «في حال التزام طهران ببنوده».

وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الخميس، إن العقوبات الاقتصادية الأميركية جريمة ضد الإنسانية ويجب رفعها.

وطالب أميركا بإظهار حسن النية من خلال العودة إلى الاتفاق النووي، «ومن ثم ستمتثل طهران للاتفاق بالكامل»، وفق قوله.

وفي وقت سابق أكد ظريف أن «إيران ستنفذ الاتفاق النووي بالكامل، إذا رفع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن العقوبات عن بلاده».

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، إن العودة إلى الاتفاق حول النووي الإيراني لم تعد كافية حالياً، مشيراً إلى أنه ينبغي توسيع النصّ ليشمل خصوصاً البرامج البالستية الإيرانية.

وأضاف ماس في مقابلة مع مجلة در شبيغل الأسبوعية أن «العودة إلى الاتفاق الحالي لن تكفي»، وذلك رداً على احتمال إعادة تحريك هذا الملف بعد تسلم الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن مهامه رئيسا للولايات المتحدة.

وتابع: «ينبغي أن يكون هناك نوع من اتفاق نووي مع إضافات، وهو أمر يصب في مصلحتنا أيضاً».

وأضاف ماس: «لدينا توقعات واضحة من جانب إيران: لا أسلحة نووية، لكن أيضاً لا برنامج صواريخ بالستية يهدد كل المنطقة». وتتولى ألمانيا حتى نهاية الشهر الحالي الرئاسة الفصلية للاتحاد الأوروبي.

وتابع: «إضافة إلى ذلك، ينبغي على إيران أن تلعب دوراً في المنطقة. نحن بحاجة إلى هذا الاتفاق فقط لأنه ليست لدينا ثقة في إيران»، مؤكداً أنه تفاهم بشأن هذه النقاط مع نظيريه الفرنسي والبريطاني.

حزمة عقوبات أميركية جديدة

هذا وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على إيران استهدفت مؤسسة تطوير بحثية عسكرية إيرانية تعمل في مجال الهندسة الكيميائية والأبحاث.

واتهمت وزارة الخزانة في بيان لها، المؤسسة بما قالت إنه «تورط في أبحاث إيران للسلاح الكيميائي»، وتتبع للمنظمة الإيرانية للبحث والابتكار الدفاعي، والتي ادعت واشنطن عام 2014 ارتباطها بنشر أسلحة الدمار الشامل.

وبحسب البيان، فإن «تطوير إيران لأسلحة الدمار الشامل يشكل تهديداً لأمن جيرانها والعالم»، مضيفاً أنه «ستواصل الولايات المتحدة مواجهة أي جهود يبذلها النظام الإيراني لتطوير أسلحة كيماوية».

الرد الايراني

هذا وقال مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي: «لسنا مبتهجين بانتخاب جو بايدن، ومواقف الحكومة الإيرانية ستكون على غرار سياستنا الخارجية المتبعة، وما يؤكده المرشد الأعلى (السيد علي خامنئي) ورئيس الجمهورية ووزير الخارجية».

وأضاف أن «الشعب الإيراني صمد على مدى السنوات الثلاث الماضية أمام كل الضغوط، ولا بدّ من حصد ثمار ذلك، وعلى الأميركيين أن يغيروا من سياستهم، وليس الشعب الإيراني».

إسرائيل تحذر علماءها النوويين:غيروا مساراتكم وتجنبوا الطرود

على صعيد آخر، طلبت أجهزة الأمن في «إسرائيل» من العلماء النوويين الحاليين، وكذلك السابقين، اتخاذ مزيد من الاحتياطات، تحسبا من «انتقام إيراني محتمل» بعد اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده الأسبوع الماضي.

ونصحت الأجهزة الخبراء النووين بتوخي «المزيد من الحذر في سلوكهم اليومي وطرق سيرهم، وتجنب الطرود المشبوهة والأحداث غير المعتادة».

وشملت التوجيهات العلماء النوويين الحاليين والسابقين الذي عملوا في مفاعل ديمونة، جنوبي إسرائيل، حيث يعتقد بوجود سلاح نووي هناك.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أحد العلماء النوويين السابقين قوله إنه «تلقى تحذيرات من مسؤولين أمنيين»، قالوا له إنه «عليه الحذر من نشاطه على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي»، حيث «ربما يتعرض لمراقبة من طرف عناصر إيرانية».

وأضافت أن «المسؤولين الأمنيين حذروه من استخدام نفس الطريق بصورة منتظمة، أو التعرض لطرود مشبوهة قد تصل إليه».

وفي سياق متصل، أكد المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران إليوت أبرامز، أن واشنطن لا تتوقع أن تتخذ إيران أي إجراءات انتقاما للعالم النووي محسن فخري زاده قبل انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب.

وقال أبرامز الخميس، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إن إيران تحتاج حاجة ماسة إلى تخفيف العقوبات الأميركية القاسية المفروضة عليها، وسيكون هذا الأمر عنصرا أساسيا يحدد سياساتها مع تولي الفائز المفترض في انتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن مقاليد الحكم في 20 كانون الثاني القادم.

وتابع: «إن كانوا يريدون تخفيف العقوبات فإنهم يعلمون أنهم بحاجة إلى دخول نوع من المفاوضات بعد 20 كانون الثاني وسيدركون عندئذ أن عليهم… عدم ممارسة أي أنشطة من الآن وحتى 20 كانون الثاني من شأنها أن تجعل تخفيف العقوبات أكثر صعوبة».

Leave A Reply