فاتن الحاج
أكثر من 220 معلماً سيصرفون في نهاية كانون الأول الجاري، بعدما شطبت إدارة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» برنامج الدعم المدرسي المطبّق منذ 12 سنة. الحجة المعلنة هي غياب التمويل، كما يقول مسؤول البرنامج في مخيم عين الحلوة وعضو اتحاد المعلمين حسان السيد. ويشرح مهمات المشروع، وهي تقديم مساعدة تربوية لذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية من الأول أساسي حتى الثانوية العامة، وتزويد تلامذة الروضات بمهارات ما قبل التعلم. ومع كورونا، أضيفت مهمات جديدة، منها إعداد نحو 500 فيديو تعليمي لاستخدامها في التعلم من بعد، فضلاً عن القيام بدور المرشد الصحي من مراقبة تنفيذ البروتوكول الصحي الذي وضعته وزارة التربية واليونيسف وقياس حرارة الطلاب ومتابعة جميع الحالات الصحية وذوي الأمراض المزمنة. وبحسب السيد، استطاع البرنامج الذي يواكب مباشرة أكثر من 5 آلاف طالب، ويقدم خدمات التثقيف والتوعية لنحو 25 ألف طالب، أن يقلل من نسب التسرب من مدارس الأونروا. السيد أشار إلى أن الصرف سوف يسبب أزمة اجتماعية وإنسانية؛ فالمعلمون الذين بدأوا متطوعين في البرنامج وباتوا في السنوات الأخيرة يتقاضون نصف راتب مقابل دوام كامل، أصبحوا اليوم في الشارع مع عائلاتهم.
وكان اتحاد المعلمين في لبنان نفّذ اعتصاماً أمس، احتجاجاً على إلغاء البرنامج، ملوّحاً بإقفال المدارس ومحاسبة كل من شارك في إصدار القرار، إذا لم تتراجع الوكالة عنه.
خطر الإصابة بكورونا يزداد لعدم احترام التباعد الاجتماعي في المدارس
على المقلب الآخر، يتابع الاتحاد قضية التعليم الحضوري في زمن كورونا وعدم احترام وكالة الأونروا لمعايير التباعد الاجتماعي في 72 مدرسة تابعة لها في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، من صور حتى نهر البارد، كأن يجلس 26 تلميذاً في صف مساحته 42 متراً مربعاً، أو في أحسن الأحوال 22 تلميذاً ضمن حيّز لا يتجاوز 48 متراً مربعاً، علماً بأنّ العدد الذي حددته وزارة التربية هو 18 تلميذاً في مساحة لا تقل عن 60 متراً. الاتحاد تواصل مع الخط الساخن في الوزارة لوضعها في أجواء ما يحصل في مدارس الأونروا.
وبنتيجة التباعد، استقدمت الوكالة 81 أستاذاً مياوماً جديداً فقط، في حين أن الحاجة، كما تقول مصادر الاتحاد، تتجاوز 140 أستاذاً.
المصادر التي لا تخفي قلقها من تزايد إصابات كورونا، تحدثت عن جانب تربوي لا يقل خطورة، إذ إن هاجس تقليص عدد المعلمين جعل إدارة الأونروا تسند مادة الفيزياء في المرحلة الثانوية مثلاً إلى أستاذ علوم حياة، والتاريخ إلى أستاذ لغة عربية، واللغة العربية إلى أستاذ دين.