الإثنين, نوفمبر 25
Banner

“يموتون كل ثانية”.. أكثر من 12 ألف قتيل في تركيا وإردوغان يعترف بالـ”قصور”

يسود غضب في الشارع التركي الذي يتهم الحكومة بضعف التدخل بعد الزلزال لمدمر، في وقت عداد الضحايا آخذ بالارتفاع، فأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية حصيلة قتلى زلزال تركيا ارتفعت إلى 12873 حالة، بعد الزلزال الذي ضرب محافظة غازي عنتاب التركية بالقرب من الحدود السورية، حيث يسابق رجال الإنقاذ عقارب الساعة لسحب الناجين من تحت الأنقاض

واعترف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بوجود “أوجه قصور”، بعد أن تبين أن حكومته قيدت الوصول إلى تويتر، وسط غضب متزايد من استجابة الدولة للزلزال المدمر. ومع ظهور شكوك حول قدرات تركيا للمساعدة، بعد أن أوردت أحدث التقديرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إن ما يصل إلى 23 مليون شخص ربما يتأثرون بالكارثة، وفق ما أوردت شبكة سي أن أن في تقريرها.

وكان التدخل الرسمي التركي عندما أعلن إردوغان حالة الطوارئ للأشهر الثلاثة المقبلة في 10 مقاطعات. ونشرت وكالة إدارة الكوارث في البلاد فرق بحث وإنقاذ في المناطق المنكوبة بشدة وأعلن وزير الصحة عن إنشاء مستشفيات ميدانية، وفق الشبكة.

وفي حديثه أثناء زيارته لمناطق عدة منكوبة بالزلزال، الأربعاء، تعهد أردوغان باتخاذ “جميع الخطوات الضرورية” و”توحيد الدولة والأمة”.

وفي وقت سابق، أقر إردوغان بالقلق العام بشأن استجابة الحكومة، معترفا بأن الدولة “واجهت بعض المشكلات” في البداية في المطارات وعلى الطرق، لكنه أصر على أن الوضع الآن “تحت السيطرة”. وعارض إردوغان بغضب “بعض الأشخاص المخادعين” بسبب “الافتراء الكاذب” على رد فعل حكومته على الزلزال، حسب وصفه، قائلاً إن اللحظة دعت إلى الوحدة وأنه “في مثل هذه الفترة، لا يمكنني تحمل الحملات السلبية الشرسة من أجل مصالح سياسية”.

وتابع: “لا شك أن عملنا لم يكن سهلا. وزادت صعوبة الأحوال الجوية من جسامة وانتشار الدمار الذي أحدثه هذا الزلزال الذي شعر به سكان منطقة مساحتها 500 كيلومتر ويعيش فيها ما يقرب من 13.5 مليون نسمة. ورغم ذلك حشدنا كل موارد الدولة والأمة ووجهناها إلى منطقة المنكوبة”.

“بالطبع هناك أوجه قصور. الشروط واضحة. ليس من الممكن الاستعداد لمثل هذه الكارثة. لن نترك أيا من مواطنينا بلا مبالاة”، وفق إردوغان.

وفي حين تشرف هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تركيا على استخدام الإنترنت في البلاد، لم تعترف بالقيود المبلغ عنها أو تقدم أي سبب للقيود التي شاهدها بعض المستخدمين. ومع ذلك، أعلنت الشرطة التركية أنه تم اعتقال العديد من الأشخاص بعد حذف “المنشورات الاستفزازية” حول الزلزال على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية “التي تريد الإساءة لمواطنينا”.

ومن جهتها، أوردت وكالة فرانس برس أنه، يعثر عمال الإنقاذ على مزيد من الناجين تحت الأنقاض رغم تضاؤل الأمل، بعد يومين من الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وسوريا، وواصل عدد ضحاياه الارتفاع ليتجاوز 15 ألف قتيل، في وقت أجبرت الانتقادات المتزايدة في تركيا الرئيس رجب طيب إردوغان على الاعتراف بـ”ثغرات” في استجابة الحكومة.

وتعذّر الدخول إلى تويتر عبر مزوّدي خدمات الهاتف المحمول الرئيسيين في تركيا الأربعاء، وسط انتقادات متزايدة عبر الإنترنت لإدارة هذه المأساة من قبل السلطات.

وفي أجواء البرد القارس، يواصل عناصر الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ ناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب فجر الإثنين جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة وتلته هزات ارتدادية.

ويعقّد سوء الأحوال الجوية عمليات الإنقاذ، فيما أن الساعات الـ72 الأولى “حاسمة” للعثور على ناجين، بحسب رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك.

في محافظة هاتاي التركية (جنوب) التي تضررت بشدة من الزلزال، تم إخراج أطفال وفتية من تحت أنقاض أحد المباني.

وقال أحد عمال الإنقاذ، ألبرين سيتينكايانوس، لوكالة فرانس برس “فجأة سمعنا أصوات وبفضل الحفارة تمكنا على الفور من سماع ثلاثة اشخاص في وقت واحد”.

وأضاف: “نتوقع وجود المزيد (..) إن فرص إخراج الناس أحياء من هنا عالية للغاية”.

في هذه المحافظة، لحق بمدينة انطاكية دمار هائل وغرقت في سحابة كثيفة من الغبار بسبب الآليات العاملة في إزالة الأنقاض.

ويقول السكان “أنطاكية انتهت”. وعلى مد النظر، مبان منهارة كليا أو جزئيا. وحتى تلك الصامدة تبدو متصدعة ولا يجرؤ أحد على البقاء فيها، حسب الوكالة الفرنسية.

وتجاوزت حصيلة الضحايا الإجمالية الرسمية في سوريا وتركيا 15 ألف قتيل، ونحو 50 ألف جريح في تركيا وخمسة آلاف في سوريا.

“أين الدولة؟”

وأفاد مسؤولون، عن حصيلة سابقة، أن 12 ألفا و391 شخصا لقوا مصرعهم في تركيا و2,992 في سوريا جراء الزلزال الذي ضرب في وقت مبكر الإثنين وبلغت قوته 7,8 درجات، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للقتلى الى 15 ألفا و383.

ولم تصل أي مساعدة أو عمال إنقاذ الثلاثاء إلى مدينة كهرمان مرعش، المدمرة والمغطاة بالثلوج ويزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.

وتساءل المتساكن علي “أين الدولة؟ أين هي؟ … مر يومان ولم نر أحدا. تجمد الأطفال حتى الموت”، مؤكدا أنه ينتظر تعزيزات وما زال يأمل في رؤية شقيقه وابن أخيه العالقين تحت أنقاض المبنى الذي يقيمان فيه.

وفي أديامان وهي مدينة أخرى في جنوب تركيا، لا يوجد حتى الآن عناصر إنقاذ أو معدات في بعض المناطق المنكوبة، وفق ما أشار صحافي في وكالة فرانس برس. ويبذل المتطوعون قصارى جهدهم لكن الغضب يتصاعد بين السكان.

ومن جهته، قال إردوغان الذي زار محافظة هاتاي الأكثر تضررا والواقعة على الحدود السورية “بالطبع هناك ثغرات، من المستحيل الاستعداد لكارثة كهذه”.

وأضاف: “نشر بعض الأشخاص المضلِّلين وغير الشرفاء تصريحات كاذبة مثل (لم نرَ جنوداً أو شرطة)”.

وجاء ذلك بعدما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي التركية برسائل أشخاص يشكون من قلة جهود الإنقاذ والبحث عن الضحايا في مناطقهم، خصوصا في منطقة هاتاي.

وأوقفت الشرطة التركية نحو عشرة أشخاص منذ حدوث الزلزال الإثنين، بسبب منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي تنتقد طريقة إدارة الحكومة للكارثة.

وفي هذا السياق، تعذّر الدخول إلى تويتر الأربعاء. وأشار موقع مراقبة الوصول إلى الإنترنت نتبلوكس إلى أن الدخول إلى هذه الشبكة الاجتماعية كان مقيدا عبر عدد من مزوّدي خدمة الإنترنت في تركيا.

وبدأت المساعدات الدولية منذ الثلاثاء بالوصول إلى تركيا حيث أعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتضررة من الزلزال.

وعرضت عشرات الدول مساعدتها على أنقرة، من بينها دول من الاتحاد الأوروبي والخليج والولايات المتحدة والصين وأوكرانيا التي أرسلت رغم الغزو الروسي، 87 عامل إنقاذ.

“يموتون كل ثانية”

في سوريا، تم حتى الآن انتشال 2992 جثة من تحت الأنقاض، بحسب السلطات ومنظمة الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق والخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة.

ومن جهتها، قدرت منظمة الصحة العالمية أن يبلغ 23 مليونا عدد المتضررين بالزلزال بينهم نحو خمسة ملايين من الأكثر ضعفا”.

وفي المناطق التي لم تصلها مساعدات، يشعر الناجون بالعزلة.

وفي جندريس، الخاضعة لفصائل المعارضة في سوريا، قال حسن، وهو أحد السكان الذي فضل عدم الكشف عن هويته، “حتى المباني التي لم تنهار تعرضت لأضرار بالغة”.

وأضاف “هناك ما بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار، بينما يحاول عشرة أشخاص فقط إخراجهم. ولا توجد معدات”.

وفي قرية بسنايا على الحدود مع تركيا، كان مالك إبراهيم يزيل الأنقاض بحثا عن ثلاثين فردا من عائلته، مدفونين جميعا تحت الأنقاض. وتمكن من انتشال عشر جثث.

وقال الرجل البالغ 40 عاما والذي أشار إلى أنه أُجبر على مغادرة منزله قبل سنوات بسبب الحرب للجوء إلى إدلب، “ما زال هناك عشرون شخصا تحت الأنقاض. ليس لدي كلمات، إنها كارثة. ذكرياتنا مدفونة معهم. نحن شعب منكوب بكل معنى الكلمة”.

ومن جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنّه في هذه الظروف “بإمكان تركيا وسوريا الاعتماد على الاتحاد الأوروبي”، معلنة استضافة مؤتمر للمانحين مطلع مارس في بروكسل لجمع مساعدات دولية للدولتين.

وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح في مقابلة مع وكالة فرانس برس “ندائي هو (..) ضعوا السياسة جانبا ودعونا نقوم بعملنا الإنساني”، مشددا على أنه “لا يمكننا تحمّل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر”، حسب فرانس برس.

في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، ناشدت منظمة الخوذ البيضاء المجتمع الدولي إرسال مساعدات.

وقال المتحدث الإعلامي باسم المنظمة محمّد الشبلي لوكالة فرانس برس “هناك أناس يموتون كل ثانية تحت الأنقاض”.

في حلب الخاضعة للسلطات الحكومية، تمكن جنود روس ليل الثلاثاء الأربعاء من إخراج رجل كان عالقا تحت الأنقاض، وفق وزارة الدفاع الروسية. وأنقذ الجنود الروس الذين يشارك 300 منهم في عمليات الإنقاذ، 42 شخصا منذ وقوع الزلزال، بحسب الجيش الروسي.

Leave A Reply