رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي أن “انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، هو المدخل الطبيعي لمعالجة الأزمات التي تعصف بالبلد وأكد خلال احتفال تأبيني أقامه”حزب الله” لـ “فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور عاطف عبد الحسن منصوري في مجمع الهادي ببلدة عيترون الجنوبية”، قال: ” منذ البداية التزمنا الورقة البيضاء بعيداً عن التحدي، لإعطاء فرصة للتفاهم بين الشركاء، ولا سيما أن الواقع لا يسمح لأي فريق أن يأتي برئيس بمفرده، فضلاً عن قناعتنا سابقاً وحالياً أنه لا بد من التعاون بين الجميع لإنقاذ البلد من الانهيار، وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية، لأن لبنان وطن لجميع اللبنانيين”.
وأشار إلى أن “الفريق الآخر أصر منذ البداية على طرح مرشح تحد، وجاهر بمنطق المكاسرة، اليوم وبعد عشر جلسات عقدت في المجلس النيابي، أقر البعض من هذا الفريق أن تبني مرشح التحدي لم يحقق أي هدف، ووصل الأمر إلى طريق مسدود”.
وجدد النائب جشي دعوته “الأفرقاء السياسيين في الوطن إلى حوار جدي لبناني لانتاج رئيس تتوافق عليه الأغلبية، ويكون صناعة لبنانية حصرا”، مشيرا إلى أن “البعض يراهن على الخارج، وقد وصل الأمر ببعض النواب إلى مناقشة موضوع الرئاسة مع الولايات المتحدة الأميركية، والبعض الآخر منهم يصرح بأن الحوار في الخارج ممكن أن يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، فيما الحوار الداخلي مضيعة للوقت، وللأسف أن هؤلاء يدعون الحفاظ على السيادة، وهم لا يحركون ساكنا بدون مراجعة بعض السفارات”.
وقال: “إن الحصار الأميركي المفروض على بلدنا، لن يُخضع شعبنا للقبول برئيس يأتمر بأوامر سفارة الشر في عوكر. لبنان بلدنا جميعاً، وقد كلّف تحريره من العدوان الإسرائيلي والتكفيري آلاف الشهداء والجرحى وتضحيات عظيمة من الشعب والجيش والمقاومة، وإن كل هذه الآلام والدماء الزكية والجهود المضنية والانتصارات المشرفة التي تجذرت في نفوس رجالنا ونسائنا وأولادنا، وتأصلت في وجدانهم، تمثل اليوم عنوانا لكرامة وعزة وسيادة لبنان، وعليه، فليعلم الجميع أنه من غير الممكن تسليم البلد للأميركي المجرم والخضوع له، وأخذ البلد إلى مقام الذل والهوان والتطبيع مع العدو الإسرائيلي”.
ورأى أن “من يراهن على “أمركة” البلد، فهو واهم، وهذا من نسج الخيال، وقد رأينا بأمّ العين ما يحصل في مصر والأردن بعد عشرات السنين من الخضوع والتطبيع مع الصهاينة، فضلاً عن ما فعله الأميركي بأتباعه أخيرا في أفغانستان، ولذا، ننصح بعدم الوثوق بالأميركي والتعويل عليه”.
وختم: “إن طريقة تعاطي الأميركي والغرب مع حادثة الزلزال في سوريا، هي طريقة غير إنسانية، وهما يساومان على حاجات سوريا بسبب الزلزال لأهداف سياسية، ونحن اعتدنا على نفاقهم وتعاطيهم بازدواجية المعايير، وأما ما يفعلانه من مساومة على حاجات إنسانية لاستثمارها سياسياً، فهذا خلاف القوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة، ومخالف لأبسط القيم الإنسانية، فالزلزال واحد، والموت واحد، والبشر متساوون في الإنسانية، وفي الوقت نفسه نرى عشرات الدول والبنك الدولي يسارعون جميعاً لمساعدة تركيا، فيما أن المساعدات لسوريا من الغرب خجولة، وعلى نحو رفع العتب”.