كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: يراوِح لبنان في حفرة الفراغ الرئاسي، مِن دون أي بوادر لتعديل في هذا المسار المفروض على البلاد في ذروة الصراع الإقليمي والدولي والداخلي. ويستمر هذا الملف في تكبيل كل الواقع السياسي الذي يتلقّى ارتدادات هذا الصراع أزمات واحدة تلو أخرى، ليسَ آخرها تكريس شلل مجلس النواب الذي فشلت هيئة مكتبه أول من أمس في الاتفاق على الدعوة إلى جلسة تشريعية لإقرار عدد من القوانين، أهمها الكابيتال كونترول والتمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وبعد إسدال الستار على الجلسة التشريعية بدا أن مهمة التمديد للواء إبراهيم أوكلت إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي قال في حديث تلفزيوني: «طُلِب مني البحث عن مخرجٍ قانوني بشأن مسألة تمديد ولاية اللواء إبراهيم والبحث مستمرّ في ذلك، ولم أتحدث مع الرئيس نبيه بري ولا مع حزب الله في الأمر لا من قريب ولا من بعيد». وأكد أن الحكومة ستعقد جلسة جديدة لمناقشة الملف المالي، «لكن قرار التمديد للواء إبراهيم بيني وبين وزير الداخلية وليس بحاجة لمجلس الوزراء»، فيما أفادت مصادر عن لقاء سيعقد في السراي بين ميقاتي وعدد من القضاة بينهم مولوي للبحث في مخرج قانوني للتمديد. وأكد ميقاتي، من جهة أخرى، أنه «لا توجد أي وسيلة لإبقاء رياض سلامة في مصرف لبنان ولا أحد من الوزراء يقبل بالتمديد له وهو لا يريد»، مشيراً إلى أنه يبحث مع حاكم مصرف لبنان في «اتخاذ كافة الإجراءات للجم ارتفاع الدّولار والمجلس المركزي للمصرف سيعقد اجتماعاً (اليوم) للبحث في آليات تضبط السعر».
وعلمت «الأخبار» أن ميقاتي سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء الإثنين بعدما كان مقرراً أن تعقد غداً أو بعد غد، لكنها أُرجئت بسبب «سفر بعض الوزراء».
وخلال اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على القطاع العام، أمس، اتفق وزير المال يوسف خليل والمدير العام للوزارة جورج معراوي ورئيس الحكومة على زيادة بدل إنتاجية للموظفين ورسم النقل والبحث في إمكانية زيادة الرواتب على أن يكون الصرف وفق القاعدة الإثني عشرية، وذلك بعد موافقة رئيس مجلس النواب، على أن يقرنها بقانون على سبيل التسوية في أي جلسة تشريعية مقبلة. وفيما كان ميقاتي سيسير بهذا الأمر بقرار صادر عن المالية ومن دون مجلس وزراء، تقرّر الحصول على تغطية من الحكومة مجتمعة حتى لا يتحمل تداعياته ميقاتي وخليل وحدهما. وقالت مصادر وزارية إن «الجدول الذي لم يكتمل بعد لن يتضمن بنداً وحيداً فقط، إذ طلب وزير الاتصالات جوني قرم الحصول على سلفة بقيمة ٤٧٥ مليار ليرة لسداد رواتب موظفي أوجيرو والوزارة، كما أن وزير المال قد يطرح تعديل قيمة الدولار الجمركي، علماً أنه لم ينته من إعداد تصوره بعد».
وسيتضمن جدول الأعمال رفع بدل إنتاجية الموظفين ليصبح 800 ألف عن كل نهار لموظفي الفئة الأولى و700 ألف للفئة الثانية وهكذا دواليك. وينتظر أن يقدم معراوي تصوراً بهذا الشأن. كما يفترض أن تحسم اللجنة في اليومين المقبلين آلية زيادة بدل النقل ليتمكن كل موظف من تقاضي بدل عن 5 صفائح من البنزين شهرياً. إلا أن المشكلة تكمن في السعر الذي سيعتمد للصفيحة.
وكان رئيس الحكومة استطلع رأي حاكم مصرف لبنان حول إمكانية دولرة رواتب القطاع العام عبر احتساب قيمة الراتب بأقل من سعر صيرفة بخمسة آلاف، إلا أن سلامة رفض هذا الطرح تماماً.
في سياق آخر، علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة في صدد تشكيل وفد وزاري لبناني لزيارة تضامنية إلى تركيا بعد كارثة الزلزال. إلا أن الفكرة لا تزال قيد النقاش ولم يُعرف من هم الوزراء الذين سيضمهم الوفد.