فازت شبكة الجزيرة الإعلامية بجائزة عن فيلمها “الإمام والعقيد” كأفضل فيلم وثائقي استقصائي للعام 2012، وذلك ضمن الجوائز السنوية التي يقدّمها اتحاد إذاعات الدول العربية(ASBU) في الأداء التلفزيوني والإنتاجي، بالاشتراك معBroadcast Pro Middle East magazine وذلك على هامش القمة الإعلامية التي أُقيمت في شهر تشرين الثاني من العام 2012 في دبي.
وثائقي “الإمام والعقيد” من إخراج وإشراف انتاجي للمخرج عبدالله البني، الذي اعتبر أن الفيلم أعاد فتح ملف إخفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا، مستعينًا بمصادر خاصة وجديدة حول القضية، كما كشف عن زيارة عدد من السجون في ليبيا وتعرّضهم هناك لبعض المخاطر أثناء إخراج الفيلم وذلك لتزامن دخولهم ليبيا قبل يوم من اعتقال معمر القذافي بمدينة سرت.
سلّط الفيلم الضوء على عدّة محاور حاكت جوانب القضية بتفاصيلها، بدءًا بمقدّمة عن الوضع اللبناني الداخلي قبيل التغييب، مرورًا بتعريف موجز عن سماحة الإمام موسى الصدر ودوره المؤثر في الساحة اللبنانية، وصولًا إلى جريمة الإخفاء التي ارتكبها معمر القذافي ونظامه البائد بحق المغيبين، الإمام وأخويه.
حاور الفيلم عدد من الشخصيات الليبية التي أقرّت وأكدّت عملية الخطف التي نفذّها القذافي وأعوانه، وعلى الأراضي الليبية. إضافة إلى شخصيات عربية سردت فترة مكوث الإمام وأخويه في ليبيا. كما استضاف الفيلم عوائل المغيبين الذين أكدّوا على ثوابت القضية وأنّ الإمام والشيخ والسيّد أحياءٌ يُرزقون، وأنّ المطلوب العاجل تقصّي سجون مجهولة في الصحراء الليبية.
اعتمد الوثائقي أسلوب الاستقصاء الذي يعتبر نادرًا عربيًا. إضافة إلى الأسلوب الفني الذي ولأول مرة تمّ استخدام مشاهد غرافيك ثنائية وثلاثية الأبعاد وذلك كبديل لإعادة التمثيل وتوظيف ذلك بطريقة مشهدية مختلفة. خاصة وأن “شبكة الجزيرة الإعلامية” نجحت باعتماد “مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات”- المرجعية الأساس لتوثيق ونشر النتاج الفكري للإمام موسى الصدر ومتابعة قضيته- كمصدر أساسي وموثوق لاستحصالها على معلومات ومستجدات ساهمت في إخراج العمل بأسلوب روائي متسلسل.
وإيمانًا منه بواجب متابعة قضية الإمام الصدر وأخويه، فقد وضع المركز جميع طاقاته وإمكاناته بتصرّف المخرج المبدع “عبدالله البني” والقناة الكريمة “الجزيرة” وأتاح لهما جميع ما توّفر من مستندات ووثائق عزّزت محتوى الوثائقي زخمًا وثقلًا. وحسب المنظمين، فقد وقع الخيار على الفيلم بناءً للمعايير التالية: “أول إنتاج استقصائي عربي يستخدم مشاهد ثنائية وثلاثية الأبعاد ضمن الحبكة الإخراجية الدرامية بدل المشاهد التمثيلية”.
إثارة الفيلم لقضية العصر “قضية تغييب الإمام موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والسيّد عباس بدر الدين”، كاشفاً عن شهود جدد ومستجدّات قضائية ومجريات قانونية ظهرت إلى العلن، مما أدّى إلى تفاعل الرأي العام مع هذه القضية “الحق”، وإعادة فتح الملف من أجل تشكيل لجنة تقصّي حقائق مشتركة بين لبنان وليبيا.