كتبت صحيفة “النهار” تقول: مع ان المشهد المصرفي – القضائي عاد يتصدر أولويات الأسبوع الجديد في ظل ترقب ما ستؤول اليه تطورات هذا الملف المعقد من نتائج، لم يكن غريبا ان تتمحور الأنظار على بت موقع وواقع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تمديدا ام إنهاء لخدماته بعد يومين سيتزامن معهما موعد نهاية خدمته. ذلك ان هذا الموضوع الذي شكل مادة تركيز اعلامي كثيف جدا في الأسابيع الأخيرة، بدا وكأنه تجاوز البعد المتصل بتسويغ التمديد من عدمه ليلامس ابعادا سياسية بكل معايير التعامل مع حسابات خلفية لمكونات الحكومة والسلطة النافذة في مرحلة الشغور الرئاسي هذه. وإذ بدا واضحا امس، انه جرى بت عدم امكان التمديد للواء إبراهيم لتعذر ايجاد المخرج القانوني حكوميا بعدما تعذر اصدار قانون بالتمديد في مجلس النواب المشلول، فان دلالات هذا التطور ربطت كما توافرت معطيات لـ”النهار” أولا بخفايا محتملة تتصل بعدم حماسة بعض القوى النافذة حاليا للتمديد للواء ابراهيم من جهة، وثانيا بـ”التضحية” بمسؤول امني رفيع لعب أدوارا بارزة جدا داخليا وخارجيا لمصلحة عدم ملامسة احتمال التمديد لاحقا لاي موقع مؤِثر، وثالثا وفي الحالين لاضفاء طابع التهدئة حيال عدم تطبيع الوضع المؤسساتي بـ”التمديدات” طالما القوى المسيحية تتحسس بافراط حيال أي تطور يوحي بتطبيع طويل المدى مع الشغور الرئاسي.
اشتعال الدولار
ووسط مخاوف من انزلاقات نارية متجددة للتدهور المالي في الأيام المقبلة عززها تجاوز سعر الدولار في السوق السوداء مساء امس سقف الـ 85 الف ليرة، عقد مجلس الوزراء جلسته الرابعة في ظل الشغور الرئاسي والتي خصصت للبحث في بنود معيشية ملحة. ورأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الجلسة في السرايا حيث لفت في بدايتها الى “ان وجودنا اليوم في هذه الجلسة لتسيير الشؤون الملحة للمواطنين والابقاء على سير المرافق العامة، وللتأكيد أننا معنيون بكل لبناني، ولن نترك فرصة للتعاون مع جميع المعنيين لإنقاذ الوضع الاقتصادي والحرص على الودائع المصرفية والاستقرار والتوازن المالي”. وقال: “في موضوع القضاء، سبق وأكدنا في بياننا الوزاري احترامنا للقضاء وعدم التدخل في اي امر يتعلق بشؤونه ، ولكن هناك امورا تتعلق بالمصلحة اللبنانية العليا وبمسار القضاء، ما يؤثر على سير العدالة. اتخذنا اجراء معينا لا أحد يمكنه معالجة مضامينه الا القضاء نفسه، وعندما يقوم القضاء بتنقية نفسه من الشوائب ومعالجة الشطط ، ينتفي لزوم القرار الذي اتخذناه، والذي تشاورت بشانه مسبقا مع كل القضاة المعنيين. في الظروف الاستثنائية هناك قرارات استثنائية يجب أن تتخذ، ولا يجب أن يفكر أحد أننا نحمي شخصا او افرادا، هدفنا حماية القطاع المصرفي لكونه ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد، وبالتالي نريد ان تتم تنقية هذا القطاع ومعالجة شؤونه من خلال مشروع قانون اعادة هيكلة المصارف الذي تقدمنا به من مجلس النواب”.
وقد أرجأ مجلس الوزراء بت موضوع بدلات النقل والإنتاجية لموظفي الادارة العامة في انتظار أرقام واضحة من الجهات المعنية. واعلن وزير الاعلام زياد مكاري أن منصة “صيرفة” غير وارد بتها وأقر المجلس أيضا إعطاء 5 ليترات بنزين للمعلمين. كما أعلن عن إقرار السلفة المتعلقة بموظفي “اوجيرو” وتم تأجيل البنود 2 و3 و4 المتعلقة بالتعويضات. وأقر مجلس الوزراء أيضا طلب الهيئة العليا للإغاثة استكمال الكشف على الأبنية المتصدعة من قِبل البلديات وطلب سلفة لتغطية المصاريف. كما أكد أنه من خارج جدول الاعمال وافق مجلس الوزراء على تعيين أساتذة مساعدين وأساتذة ملاك في الجامعة اللبنانية.
ولم يتم خلال الجلسة التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم كما سادت الانطباعات علما ان ابرهيم تنتهي ولايته الخميس المقبل. وقال وزير العمل مصطفى بيرم: “الرئيس ميقاتي أبلغنا أن لا مجال للتمديد للواء عباس ابرهيم في مجلس الوزراء لان الامر يحتاج الى قانون”.
تحركات رئاسية
في غضون ذلك تتخذ استعدادات الرئيس ميقاتي لزيارة الفاتيكان منتصف آذار المقبل ابعادا مهمة تتصل بالاستحقاق الرئاسي وبكل ما يتصل بالواقع الاجتماعي والسياسي والحكومي الذي يعيشه لبنان في ظل الشغور الرئاسي والضرورة المتعاظمة لاستعجال انهاء هذه الحالة بانتخاب رئيس للجمهورية. وتلاقي هذه الزيارة الجهود الكثيفة المتصاعدة لاستعجال انتخاب رئيس الجمهورية منذ انعقاد الاجتماع الخماسي التشاوري حول لبنان في باريس قبل أسابيع .
وفي اطار التحركات الديبلوماسية المتواصلة في اطار الاستحقاق الرئاسي التقى امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا. وخلال اللقاء، كان عرض لآخر المستجدات على الساحة المحلية وتشديد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
كما ان رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، التقى بعد الظهر في معراب، السفيرة شيا وكان بحث في المستجدات المتعلقة بالساحة اللبنانية – الاقليمية، ولا سيما اجواء اجتماع باريس الخماسي الاخير، وملف انتخابات رئاسة الجمهورية حيث أكد جعجع امام شيا “ان المدخل الاساسي لأي اصلاح فعلي وتغيير في اداء الحكم يبدأ من رأس الهرم أي أن تتبوأ شخصية اصلاحية سيادية نزيهة سدّة الرئاسة لتنعكس ورشة اصلاح متسارعة على المستويات كافة.”
المصارف
على صعيد المشهد المصرفي – القضائي وفي وقت عاودت المصارف فتح ابوابها امس بعد إضراب استمر ثلاثة أسابيع، بقيت خلاله ماكينات السحب الآلي تؤمّن أموال الأفراد والشركات وعلى وقع تحليق #سعر صرف الدولار من جديد، وجّه مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان بعد اجتماع عقده قبل ظهر امس دعوة إلى عقد جمعية عمومية غير عادية يوم الجمعة المقبل الساعة الخامسة عصراً في المقرّ الرئيسي لفرنسبنك وذلك لاتخاذ القرار المناسب في شأن الإضراب.
على صعيد آخر، افادت معلومات ان المدعية العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون ادعت على النائب زياد الحواط بجرائم القدح والذم والتشهير وتهديد قاضٍ وذلك على خلفية تصريحات حواط لبرنامج تلفزيوني أخيرا .