كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: انتقل الاستحقاق الرئاسي إلى مرحلة جديدة على مستوى كشف الأوراق، بعد خطوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في اعلانه ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، والتي تلتها خطوة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بإعلان أن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. هذا المستجد والذي كان معلوماً رغم تمويهه بالورقة البيضاء طوال جلسات انتخاب الرئيس السابقة، يأتي ليفتح النقاش حول مصير الاستحقاق، وهو الأمر الذي مهّد اليه نصرالله مجدداً الدعوة لحوار دون شروط، قائلا: “كل لبنان يعرفنا عندما نأخذ القرار بالتسمية لن نتراجع، لذلك نحن التزمنا بالورقة البيضاء لأننا لا ندخل بلعبة حرق الأوراق”.
بالموازاة كانت لافتة التغريدة المثلثة الأبعاد التي أطلقها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بالإشارة إلى ظاهرة “التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية، حيث يجب التخلّص من أولهما إما حذفاً اذا كان معتلاً، أو بتحريك أحدهما اذا كان الساكن صحيحاً”، وهو الكلام الذي فُهم منه رسائل سياسية على أكثر من صعيد.
مصادر سياسية رأت أن مقاربة نصرالله لموضوع الاستحقاق الرئاسي من زاوية التشديد على دعم حزب الله لفرنجية وما سبق وأبلغه لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في هذا الصدد “يمكن اعتباره رسالة واضحة لكل من باسيل وفرنجية على السواء بأن ما لدينا كثنائي أمل وحزب الله قدمناه لكما دون تردد، مع ترجيح كفة التعاون مع فرنجية باعتباره الأوفر حظاً بالوصول الى الرئاسة مع الحرص على عدم القطيعة مع باسيل”، معتبرة في الوقت نفسه أن نصرالله “من خلال التشديد على الحوار فهو يعترف بأن هناك شركاء آخرين في البلد وعليه لن تكون لهم الكلمة الفصل بتحديد اسم رئيس الجمهورية، في اشارة لعدم توفر الدعم اللازم لفرنجية”.
النائب عبد الرحمن البزري أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن “لا شيء تغيّر، وما زلنا أمام طريق مسدود”، معتبراً أن :ما قاله نصرالله كان معروفاً لناحية تأييده لفرنجية، لكن في الوقت عينه لا توجد ملامح للحلحة بعد. ويبقى موضوع تحديد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس مرهونة بالمعطيات التي يملكها بري”. ولفت البزري الى أن “المعطيات المسربة عن الساحتين الداخلية والدولية لا توحي بأن هناك جلسة قريبة رغم مطالبة الجميع بها”.
بدوره، اعتبر النائب السابق أنطوان زهرا أنه “من الواضح أن باسيل كان يستعجل ليكون هو المرشح الأقوى على الساحة المسيحية لاعتقاده بأنه سيفوز بالغالبية كما حصل في انتخابات 2018، لكن انتخابات 2022 خذلته فضلاً عن أدائه السيء وانحيازه الكامل لمشيئة حزب الله”.
وأضاف زهرا في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية: “لقد كان هناك وعد بتأييد فرنجية بالطريقة التي جرى اعتمادها في انتخاب رئيس ونائب رئيس مجلس النواب بأكثرية 65 صوتاً”، مستبعدا اجراء انتخابات رئاسية في الوقت الراهن “لأن لا حظوظ لأحد من المرشحين المعلنين بالفوز”، واصفاً الحملة الاعلامية التي تحدثت عن “تقارب سعودي ايراني وطرح معادلة فرنجية للرئاسة ونواف سلام لرئاسة الحكومة، بأنها كانت لذرّ الرماد في العيون ولا أساس لها من الصحة”.
ورأى زهرا أن “كلام نصرالله يؤكد بأنه ليس بأفضل حال، وخاصة بعد تحميله مسؤولية التردي الاقتصادي وإقامة شبه تطبيع أمني بعد ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، مقدماً بذلك انطباعا إيجابياً للأميركيين أن بإمكانه المجيء برئيس تسوية يزيح عنه مسؤولية الانهيار الاقتصادي”.
وعن تغريدة البخاري، رأى زهرا أن “مفادها القول: انتبهوا يا سياديين فأي مرشح يخضع لحزب الله يجعلنا متمسكين بموقفنا ولن ندعم لبنان وعليكم تدبر أنفسكم بأنفسكم”، مضيفاً: “حتى السعوديين أصبحوا مقتنعين أن الاسماء المتداولة للرئاسة لم تعد صالحة ولقد جاء طرح اسم فرنجية بهذه الطريقة لرفع العتب”.
وعليه فإن مرحلة جديدة بدأت على خط الاستحقاق الرئاسي، في حين يستعد البخاري لجولة على القوى السياسية وتتجه الأنظار الى لقاء جديد في باريس حول لبنان والذي سيكون مؤشراً مهماً حول قادم الأيام.