الجمعة, نوفمبر 22
Banner

تبنِّي فرنجية للحوار أم للرئاسة؟

 

صلاح سلام – اللواء

تبنّي ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه من الثنائي الشيعي، أدخل عناصر جديدة على الحركة الرئاسية، التي كانت أسيرة مراوحة مملّة، هيمنت عليها تداعيات الورقة البيضاء، وتعليق الجلسات النيابية إلى أجلٍ غير مسمى، بإنتظار تحقيق الحد الأدنى من الحوار الذي إقترحه الرئيس نبيه برّي.

إعلان الحركة والحزب بدعم فرنجيه في السباق الرئاسي قبل إعلان صاحب العلاقة ترشيحه رسمياً، طرح أكثر من علامات إستفهام:

١-لماذا إستعجال الثنائي الشيعي بإعلان موقف التبنّي لفرنجيه في هذا الوقت بالذات، وقبل أن يعلن ترشيحه؟

2- هل خطوة الثنائي تعني خوض معركة مرشحهما حتى النهاية بمقابل مرشح قوى المعارضة السيادية والتغييرية؟

3- كيف يمكن تفسير التصريحات التي صدرت عن كبار المسؤولين في الحزب، لا سيما الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا فيها الأطراف الأخرى للحوار، ووضع كل الأسماء المطروحة في البورصة الرئاسية على طاولة الحوار، والبحث عن المرشح الذي يجمع قواسم مشتركة أكثر من غيره؟

الواقع أن إعلان الحزب تبنّيه لفرنجيه قد إستنفر حركة المعارضة ضده، سواء في الداخل أم على المستوى العربي، حيث سارع الحزبان المسيحيان الأكبر في مجلس النواب، إلى تجديد رفضهما لترشيح الزعيم الزغرتاوي، فضلا عن معارضة القوى الإستقلالية والتغييرية لفرنجيه. وجاء مقال صحيفة «عكاظ» السعودية ليُعبر عن رفض المملكة لمرشح أساء الوزير الذي كان يمثله في الحكومة للمملكة وخيارات قيادتها، وكان سبباً في تعليق العلاقات الديبلوماسية وسحب السفراء، ليس بين لبنان والمملكة وحسب، بل مع دول مجلس التعاون الخليجي إيضاً.

هذه الإعتبارات، وغيرها كثير، تعزز وجهة نظر القائلين بأن ترشيح فرنجية سيؤدي في حده الأقصى إلى فتح أبواب الحوار للبحث عن مرشح توافقي، خارج الثلاثي معوض وفرنجيه والعماد عون، يحظى بدعم عربي، سعودي خاصة، ودولي، أميركي بالدرجة الأولى، لأن الإقتراحات الفرنسية تساقطت الواحدة تلو الأخرى، وفقدت باريس أوراق المناورة في الملف اللبناني.

وإذا أخذنا بهذا الكلام محمل الجد، يعني أن الإنتخابات الرئاسية وضعت على النار، ولكنها بحاجة لتوافقات إقليمية ودولية تساعد على تسريع إنجاز هذا الإستحقاق قبل تفلُّت الأوضاع الأمنية في البلد.

Leave A Reply