كتبت صحيفة “اللواء” تقول: أيهما يسبق الآخر، الانفجار الاقليمي او الانفجار المالي – النقدي – الاجتماعي، وماذا يبقى من حكومة تصريف الأعمال في ظل فراغ رئاسي مفتوح على المجهول، على الرغم من الترشيح الجدي او غير الجدي للنائب السابق سليمان فرنجية، والذي يخطو خطوة مطلوبة للافصاح المباشر عن رؤيته الاقتصادية وبرنامجه الاصلاحي، والحكومي والمالي في مؤتمر صحفي الاسبوع المقبل؟
ليس من السهل الاجابة عن هذه الاسئلة، ولكن المعطيات التي حدثت او التي في عالم المعلومات تكشف عن دخول البلد من ضمن وضعية مشحونة في الشرق الاوسط، في ظل معلومات ذات حد مقبول من الصدقية عن ضربات اميركية وربما اوروبية لايران ليس على الارض السورية، وحسب، بل في العمق الداخلي لهذا البلد، مما رفع من حجم المخاوف، وهو الأمر الذي انتهزه الامين العام لحزب الله ليعلن ان الساعة تقترب للمعركة الكبرى، وأن لدى محور المقاومة “عناصر الاقتدار لتغيير المشهد”، بدءا من التحضير لمعركة التحرير الكبرى من اجل “القضاء على الكيان الاسرائيلي نهائياً”.
وسط حالة الترقب هذه، جاءت المفاجأة الصاعقة من اعلان جمعية المصارف عن معاودة الاضراب المفتوح بدءا من الثلاثاء المقبل، مع طفرة جديدة في ارتفاع سعر صرف الدولار باتجاه الـ90 الفاً، على طريق المائة الف، مع تهديد مصرف لبنان في رد مباشر بوقف مصرف لبنان تزويد المصارف بدولار صيرفة، الذي ارتفع من 2200 ليرة لكل دولار (72200 ليرة) مع ارتفاع اصوات تتحدث عن افلاس جماعي للمصارف العاملة.
ووصفت مصادر مالية شبه رسمية خطوة المصارف بالعودة الى الاضراب المفتوح، رداً على ما يقال ان حكما قضائيا قضى بتنفيذ حكم بما يزيد عن استعادة 200 ألف دولار اميركي من احد المصارف الرئيسية، بأنها اشبه بالانتحار المالي والوظيفي والاقتصادي والنقدي، ودفع البلد الى حافة الانفجار الكبير، مع عودة الدولار الى الارتفاع والاسعار بالاجهاز على ما تبقى من قدرة شرائية لدى المستهلك او المكلف اللبناني.
رئاسياً، بقي المشهد الرئاسي يلعب على حافة الهاوية، بصرف النظر عن حركة الحسابات الرقمية للكتل التي يمكن ان تصوِّت لهذا المرشح او ذاك، ضمن سقف الدورة الثانية التي يحتاج فيها المرشح لـ65 نائباً.
وليل امس، اكد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ان كتلته (4 نواب) لن توفر النصاب لانتخاب مرشح حزب الله النائب السابق فرنجية مؤكدا ما اعلنته كتل مسيحية في الخط نفسه.
وعليه، عاود الدولار الاسود ارتفاعه امس في الاسواق غير الشرعية ليرفع معه اسعار المحروقات والمواد الغذائية والاستهلاكية بلا رقابة ولا تسعير حقيقي كما اوصت وزارة الاقتصاد، فظل الحبل على غاربه يخنق المواطن ولامن يسأل، فيما الحركة السياسية تراوح بين لقاءات هنا واتصالات هناك ومواقف هنالك قديمة جديدة، بإنتظار ما يمكن ان يسفر عنه حراك بكركي عبر المطران انطوان بو نجم، وحراك السفراء السعودي والفرنسية والاميركية.
وسجلت امس زيارة لمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الى بكركي حيث التقت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والسرايا حيث التقت الرئيس ميقاتي، وبحثت معه في التحضيرات للتقرير الذي سترفعه الى مجلس الامن في الجلسة التي ستعقد في السابع عشر من الشهر الجاري.وفي خلال الاجتماع شددت فرونتسكا “على ضرورة التزام لبنان بتطبيق الاصلاحات الاساسية واتمام الاستحقاقات الدستورية في موعدها لا سيما اجراء الانتخابات الرئاسية وايضا الانتخابات البلدية والاختيارية”. كما اجتمع رئيس الحكومة مع سفيرة فرنسا آن غريو.
اما في عين التينة، فاستقبل الرئيس نبيه بري مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الوزير السابق غازي العريضي حيث تم عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.
من جهة ثانية، بدأت تظهر نتائج “الصلحة” التي عقدها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بين وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون لإعادة انتظام العلاقة وفق القوانين، حيث عقد لقاء بين سليم وعون في مكتب الاول وجرى البحث في اوضاع المؤسسة العسكرية والوضع الامني العام في البلاد.
وحسب المعلومات الرسمية، “تناول اللقاء ملفات عديدة وما يمكن القيام به من اجراءات وخطوات لما فيه مصلحة المؤسّسة العسكريّة. وكان توافق على اهمية التعاون في هذه الظروف الصعبة التي تفرض على العسكريين اعباء وتحديات مادية يومية”.
نصر الله: لن نخضع
في جديد مواقفه، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال الذي أقامته المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، لمناسبة عيدها السنوي الـ 30 بعنوان “ريادة واقتدار”: ان الإسرائيلي عندما احتل لبنان اشتغل على بث روح اليأس الذي له نتائج سياسية واجتماعية، وأخطر نتائجه هو القبول بالاحتلال بعيدا عن كرامتك وسيادتك وشرفك. المقاومة واجهت وقاومت وفرضت معادلة أننا نستطيع أن نهزم هذا العدو فكانت المقاومة التي صنعت انتصارات سريعة.
وشدد على أن “المقاومة هي الأمل التي صنعت انتصارات سريعة ضد العدو الإسرائيلي، موضحا أن المقاومة استمرت عام 2000 بهذا الأمل وعام 2006 صمدت المقاومة بالأمل” .
أضاف: مضت سنوات قليلة وتبين سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع أميركا في العراق بفعل الأمل والمقاومة… في ما مضى أيضا وبهدف تعزيز روح اليأس لدينا من أهم الوسائل كانت القتل والمجازر والتهجير وهدم المنازل.
واكد نصر الله “أن مجزرة بئر العبد التي استشهد فيها ما يزيد عن 75 شهيدا كانت أميركا هي التي أرسلت السيارة المفخخة، وكانت بهدف بث روح اليأس”. وقال: أن بعض الذين يدعون السيادة في بلدنا أيديهم متورطة بالدم في تفجير مجزرة بئر العبد.
وتابع السيد نصر الله: كل من يهددنا بالقتل وبالحرب العسكرية والتجويع فهذا لا يهددنا، ولو قتلتم نساءنا وأطفالنا ورجالنا لا يمكن أن نشعر بالضعف أو الوهن لأننا نعتمد على الله ونثق بشعبنا… لا تتوقعوا منا استسلاماً وانصياعاً وخضوعًا.
وتوجه إلى اللبنانيين قائلًا: الرسالة الأساسية يجب أن تكون عدم اليأس لأن نتيجة اليأس الاستسلام، والمطلوب منّا الاستسلام، أن أبواب الحل موجودة ولا يجب ان نستسلم للشروط الدولية والاقليمية، والذين استسلموا لم ينجوا.
اضراب المصارف
أعلنت جمعية المصارف العودة إلى الإضراب ابتداءً من صباح الثلاثاء 14 الجاري، مطالبة “باتخاذ التدابير القانونية السريعة لوضع حدّ لهذا الخلل في اعتماد معايير متناقضة في إصدار بعض الأحكام التي تستنزف ما بقي من أموال تعود لجميع المودعين وليس لبعضهم على حساب الآخرين، ولمعالجة هذه الأزمة بشكل عقلاني وعادل ونهائي، تتحمّل فيه الدولة بصورة خاصة مسؤوليتها في هذا المجال .
واشارت الجمعية الى بياناتها السابقة التي لفتت الى وجوب تصحيح الخلل في بعض القرارات القضائية التعسفية بحقها. وقالت: إزاء ما رأت فيه خطوة أولى بالاتجاه الصحيح من قبل حضرة المدعي العام التمييزي، أعربت عن ايجابيتها الحذرة آملة ان تتبعها خطوات أخرى بنفس الاتجاه، تستعيد فيها القرارات القضائية ما عرف عنها سابقاً من عدالة وكفاءة وحياد ومساواة. وللأسف، كانت المصارف محقّة في موقفها الحذر، اذ صدرت خلال الأيام القليلة الماضية قرارات قضائية تعسفية جديدة، عادت تكيل بمكيالين، فتلزم المصارف بقبول تسديد الديون العائدة لها بالعملة الاجنبية بذمة المقترضين بشيك مسحوب على مصرف لبنان او بالليرة اللبنانية على أساس سعر صرف 1,500 ليرة للدولار الواحد فيما تلزم المصارف بتسديد او بتحويل الودائع بالعملة الأجنبية نقداً وبنفس العملة ولصالح بعض المودعين على حساب المودعين الآخرين. لم تأخذ هذه القرارات القضائية بالاعتبار بديهيات العمل المصرفي.
واستنكرت جبهة المودعين “قرار جمعية المصارف باستئناف اضرابها المجحف مهما كانت الذرائع، مؤكدةً أن خطوة الإضراب مرفوضة جملة وتفصيلا كونها مدمرة للاقتصاد الوطني بشكل عام ولحقوق المودعين بشكل خاص”.
وحمّلت جبهة المودعين في بيان، “جمعية المصارف مسؤولية بث الذعر في المجتمع، الأمر الذي انعكس سلبا على سعر صرف الدولار خلال دقائق وساعات قليلة من إعلان الإضراب، داعيةً المصارف إلى الرجوع الفوري عن قرار الاضراب لما فيه خير الوطن والمواطن”.
دولار ومحروقات
سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء اليوم الخميس، ارتفاعاً متواصلًا حيث ترواح ما بين 86,500 ليرة للمبيع 87,000 ليرة للشراء.
وكان قد افتتح صباحاً على سعر 82,000 للمبيع و82,500 للشراء.
بالتوازي، إرتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 54000 ليرة لبنانية، و98 أوكتان 55000 ليرة لبنانية. كما ارتفع سعر المازوت 51000 ليرة لبنانية، والغاز 37000 ليرة لبنانية.
وأصبحت الأسعار على الشكل التالي:
بنزين 95 أوكتان: 1538000 ل.ل.
بنزين 98 أوكتان: 1575000 ل.ل.
المازوت: 1467000 ل.ل.
الغاز: 1043000 ل.ل.
“علّوا الصوت… ضد الموت”
على الارض، نظمت “جمعية نحنا الدواء” تحركاً امس في ساحة الشهداء للمطالبة بدعم مرضى الكلى تحت شعار “علّوا الصوت… ضد الموت”.
وفي مجال صحي اخر، سجلت 103 اصابات جديدة بفايروس كورونا، مع تسجيل حالة وفاة واحدة.