الإثنين, نوفمبر 25
Banner

النهار : الأزمة المفتوحة تنذر بانهيار ما بين الحكومتين

مع طي نحو ثلاثة أسابيع من الجمود التام في مسار #تأليف الحكومة الجديدة وسط شلل غير مسبوق في ‏التحركات السياسية، ولاسيما منها اجتماعات التشاور الثنائي بين رئيس الجمهورية #ميشال عون ورئيس ‏الحكومة المكلف #سعد الحريري، بدأ منسوب المخاوف من تحول ازمة التأليف الى أزمة فراغ حكومي ‏ومؤسساتي مفتوحة وسط أخطر الظروف المصيرية التي تطبق على لبنان، يرتفع بقوة في الأيام الأخيرة منذرا ‏بانزلاق كبير للبنان نحو انهيار شمولي هذه المرة. وعلى رغم عودة الرهانات على استئناف الحركة السياسية هذا ‏الأسبوع وتحريكها مجددا من خلال زيارة مرتقبة للرئيس الحريري الى قصر بعبدا في الساعات المقبلة، فان ذلك ‏لم يقترن بأي معطيات إيجابية مضمونة حيال امكان تذليل التعقيدات والاشتراطات والخلفيات غير المعلنة التي ‏باتت تشكل حواجز متصلبة امام تسهيل عملية تشكيل الحكومة، الامر الذي أخذ المنحى السياسي المتصل بأزمة ‏التشكيل في اتجاهات أخرى تثير تساؤلات قلقة عما اذا كانت هناك نيات مبيتة للإبقاء على واقع حكومي عالق بين ‏حكومة تصريف اعمال محدودة الإنتاج والتصرف، وحكومة قيد التأليف وممنوعة من الولادة قبل استنفاد الجهات ‏المعطلة للتشكيل أهدافها الداخلية والخارجية. وقد أفادت المعلومات المتوافرة لـ”النهار” في هذا السياق ان الرئيس ‏الحريري يرجح ان يقوم بزيارة قصر بعبدا اليوم للقاء الرئيس عون وتقديم تشكيلة حكومية من 18 وزيرا وزع ‏فيها الحقائب مقترحا أسماء محايدة غير حزبية تتناسب وروحية المبادرة الفرنسية وحكومة المهمة التي نصت ‏عليها المبادرة. وتشير هذه المعلومات الى ان الرئيس الحريري يسعى جاهدا لتأليف الحكومة في أسرع وقت وهو ‏يريدها اليوم قبل الغد من دون أي ربط مع أي استحقاقات خارجية كما يشيع لدى بعض الأوساط السياسية. غير ان ‏المصادر المعنية في قصر بعبدا او في بيت الوسط لم تؤكد حتى مساء امس موعد زيارة الحريري لبعبدا اليوم‎.‎

‎ ‎وفي ظل هذا المعطى، يبدو ان الأسبوع الحالي سيكتسب أهمية مفصلية ليس من جهة توقع حلحلة “سحرية” في ‏الانسداد الحاصل، وهو أمر لا أوهام لدى أي فريق او طرف حياله باعتباره مستبعدا تماما في اللحظة السياسية ‏الحالية على الأقل، وانما لجهة قياس الاستعدادات القائمة لدى الافرقاء المتورطين في ازمة تأليف الحكومة للبدء في ‏مسار تفاوضي جديد وجدي ومرن خلافا لما طبع المرحلة السابقة وذلك نظرا الى مجموعة معطيات ووقائع ‏ستضع أطراف ازمة التاليف في عين الاستحقاقات الضاغطة والعواصف المالية والاقتصادية والاجتماعية ‏الإضافية والشديدة الخطورة التي تنذر بالهبوب على البلد. من ابرز المعطيات الداخلية أولا ان الاجتماع الذي دعا ‏رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الى عقده اليوم في السرايا في حضور وزراء معنيين وحاكم ‏‏#مصرف لبنان رياض سلامة لبت مسألة الدعم على السلع الأساسية وارتباط هذه المسألة الحيوية بموضوع ‏الاحتياط الإلزامي من العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان يشكل نذير انزلاق لبنان الى أخطر مشكلة اجتماعية ‏عرفها منذ بدء الازمة المالية في العام الماضي، بما يعني ان الإجراءات التي ستتخذ او التي يفترض ان تقترن ‏بتخفيض كلفة الدعم واحداث بدائل كالبطاقات التموينية ستكون بمثابة بدء مرحلة جديدة من التعامل الشاق جدا مع ‏تداعيات الازمة المالية والاجتماعية بما يفرض تصاعد الضغط بقوة جارفة لتشكيل حكومة جديدة يمكنها ان ‏تواجه هذا الاستحقاق البالغ الأهمية والخطورة‎.‎

‎ ‎

وفي موازاة ذلك، فان المعطى المالي يشكل الاستحقاق الثاني الذي لا يقل خطورة نظرا الى احتمال عدم التوافق ‏بين المعنيين الرسميين وحاكم مصرف لبنان و#المصارف في موضوع #الاحتياطي الإلزامي الامر الذي قد لا ‏تتمكن حكومة تصريف الاعمال من مواجهته بقرارات حازمة ومتوازنة‎.‎

‎ ‎

موقف أوروبي

وبالإضافة الى مختلف وجوه تداعيات الازمات المتفاقمة بخطورة عالية، بدأت الاستعدادات للزيارة الثالثة هذه ‏السنة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي #ايمانويل ماكرون للبنان في كانون الأول الحالي، والتي وان لم تحدد ‏الرئاسة الفرنسية موعدها النهائي الرسمي بعد، فان المعلومات التي رجحت حصولها قبل عيد الميلاد ستفرض ‏تحركا سياسيا ورسميا سريعا لملاقاة هذه الزيارة وعدم البقاء في دائرة المراوحة في انتظار الزيارة واللقاءات ‏التي سيجريها الرئيس الفرنسي مجددا مع المسؤولين الرسميين والزعماء السياسيين. وبالإضافة الى الدلالات ‏القوية التي تكتسبها الزيارة الثالثة لماكرون للبنان وتصميمه الثابت على الضغط على القوى السياسية لتشكيل ‏حكومة جديدة والانطلاق في مسار تنفيذ الإصلاحات الجوهرية العاجلة سيصدر اليوم بيان وصف بانه بارز ‏ومهم عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مجتمعين بعد الاجتماع الذي سيعقدونه في بروكسيل حيث سيبحثون ‏في أفكار ألمانية لإنقاذ لبنان يتبناها الاتحاد الأوروبي وترتكز على دعم أوروبي قوي للمبادرة الفرنسية حيال لبنان ‏واستعجال تشكيل حكومة تحظى بالصدقية الإصلاحية المطلوبة لاطلاق مسار الإصلاحات في لبنان‎ .‎

‎ ‎

مجددا: الراعي وعودة

وسط هذه المعطيات برزت على الصعيد الداخلي مواقف حادة جديدة لكل من البطريرك الماروني #الكاردينال مار ‏بشارة بطرس الراعي وميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس #المطران الياس عودة من الازمة ‏الحكومية . فالبطريرك الراعي الذي لفت بمرارة الى ان البيان الختامي لمؤتمر باريس تحاشى ذكر كلمة الدولة ‏اللبنانية وتوجه الى الشعب اللبناني دون سواه سأل :” الا يشعر المسؤولون في لبنان بالخجل ؟ وهل من مبرر لعدم ‏تشكيل حكومة جديدة تنهض بلبنان الذي بلغ ما تحت الحضيض والانهيار ؟” . وتوجه مباشرة الى الرئيسين عون ‏والحريري قائلا :” مهما تكن الأسباب الحقيقية التي تؤخر اعلان حكومة جديدة فانا ندعو رئيس الجمهورية ‏والرئيس المكلف الى تخطي جميع هذه الأسباب واتخاذ الخطوة الشجاعة وتشكيل حكومة انقاذ استثنائية من خارج ‏المحاصصة السياسية والحزبية …الفا حكومة الشعب فهو البداية والنهاية‎ “.‎

‎ ‎

اما المطران عودة فاعتبر بان “العالم فقد ثقته بلبنان بسبب فساد زعماء بلدنا الذين جعلوا الفساد قانونا وسقوا كل ‏روافد الدولة من ماء فسادهم فاقحل الوطن لعدم توافر نبع عذب يروي عطشه الى الحقيقة والعدالة والازدهار “. ‏وسأل “الى متى ستمعنون الطعن في خاصرة وطنكم بخنجر عدم ولائكم له ؟” مشددا على “ان ما نحن في حاجة ‏اليه هو تحرير ما تبقى من قبضة السياسيين‎”.‎

Leave A Reply