كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: عكَس التقارب السعودي الايراني جواً من الارتياح النسبي لدى غالبية القوى السياسية، في ظلّ الأزمة المعيشية المتفاقمة، والتي تزدادُ سوءاً يوماً بعد آخر، مع صعود الدولار نحو مستويات قياسية جديدة، تاركاً مخلّفاته على الأوضاع المعيشية.
وإذ شكّل هذا التقارب بارقة أملٍ على صعيد الإستحقاق الرئاسي، فقد أبدى الثنائي أمل وحزب الله رأياً إيجابياً، مع ما يحمله من مؤشرات ايجابية من الممكن ان تساعد على تحريك المياه الراكدة رئاسياً، وقد توقعت مصادرهما أن تشهد الساحة المحلية ارتياحاً لناحية انجاز الاستحقاق في غضون الشهرين المقبلين.
مصادر معارضة رأت عبر “الأنباء” الالكترونية أنه من السابق لأوانه الجزم أن هذا التقارب قد ينعكس ايجاباً على لبنان لأن التجارب السابقة مع ايران ليست مشجعة.
إبّان ذلك، اعتبرَ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين في اتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية ان ما يجري على الساحة المحلية من كباش سياسي لا علاقة له بالاتفاق الايراني السعودي ولا باتفاقات أخرى، إنّما قد يسهل أو يساعد على خلق مناخات ايجابية، لافتاً إلى أنَّ الاستحقاق الرئاسي يتعلّق بالفرقاء والقوى السياسية اللبنانية بمعزل عمّا يدور في المنطقة.
عزّ الدين أكّد أنَّ لا علاقة لدعم الثنائي أمل وحزب الله ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة بالسعودية ولا بإيران مذكراً بما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن دعم حزب الله لفرنجية وتأييده له هو قرار داخلي لبناني مستقل عن الخارج، داعياً الفريق الآخر للسير بنفس الاتجاه، لأن الرهان على الخارج لن يوصلهم الى مكان.
أمّا عن امكانية حصول تبدل في مواقف التيار الوطني الحر لصالح دعم فرنجية، رأى عز الدين أن الموضوع ليس سهلاً فالامور صعبة ولا تؤخذ بهذه البساطة، علماً أنَّ الاوضاع السياسية تزداد تعقيداً، عازياً السبب الى التوازن السلبي الموجود بتركيبة المجلس النيابي.
بدوره، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديث الى جريدة “الأنباء” الالكترونية أن لبنان لا يعيش في جزيرة منعزلة، ومن الطبيعي ان يتأثر بكل ما يدور حوله، علماً أنّ الأمر ليس بجديد، وقد كان هكذا طوال تاريخه، آملاً أن يكون هذا التأثير ايجابياً، ممّا يساعد على حلحلة العقد محلياً.
هاشم دعا المعنيين إلى تلقف ما جرى للاستثمار الايجابي والاقتناع بالحوار لمعالجة القضايا العالقة، مشيراً إلى أنَّه في حال لم يتلقفوا ما يجري من حولهم، فمعنى ذلك أن الشعارات التي يتغنون بها ما هي الا شعارات واهية وبلا مضامين.
وفي سياق متصلّ، استبعد هاشم امكانية تحديد جلسة انتخاب قريبة قبل أن تتبلور الصورة بشكل اوضح، لتكون جلسة منتجة عكس سابقاتها، خصوصاً بعد تسمية فرنجية رسمياً.
أمّا عن استمرار ترشيح النائب ميشال معوض من قبل فرقاء اخرين، اعتبرَ أنَّ الاعلان عن ترشيح فرنجية فتح الباب على مصراعيه لامكانية حصول نقاش او حوار للوصول الى تفاهمات وطنية.
واستطرد هاشم بالقول: طالما ان ايران والسعودية توصلا الى اتفاق عن طريق الحوار فما بال اللبنانيين لا يتفقون على انقاذ بلدهم، نظراً لأهمية الحوار والاتفاق عاجلاً أم آجلاً.
من جهته، رأى النائب السابق مصطفى علوش في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية أنه من الصعب الحديث عن ايجابيات للتقارب السعودي الايراني قبل شهرين لمعرفة الخيط الابيض من الاسود، معتبراً أنَّ البداية ستنطلق من اليمن، إذ إنَّ من الواضح ان السعودية ليست مضطرة ان تكون رأس حربة لأميركا واسرائيل وهي تريد ان تخفف من الاضرار قدر المستطاع.
علوش أعرب عن شكّه بالنوايا الايرانية فهي عادة تلجأ للمناورة كلما شعرت انها مستهدفة، داعياً القوى السياسية لعدم الانتظار شهرين والاتفاق على رئيس جمهورية وبعض الخطوات الاصلاحية لأن الحل النهائي مرتبط بحل مشاكل المنطقة بأكملها.
إذاً، لبنان يرتقب ما إذا كان سيحملُ هذا الإتفاق انعكاساً إيجابياً على الجمود الحاصل في الملف الرئاسي، وما إذا ثمّة حلحلة قريبة قد تُعيد ثقة الخارج، وتحدّ من تأزم معاناة المواطنين اليومية.