جاء في صحيفة “اللواء” : دخل الوضع المالي والنقدي مرحلة فاصلة أمس، تستكمل اليوم، مع حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى قصر العدل، والمثول امام القاضية الفرنسية اود بورزي لـ5 ساعات، حيث اجاب عبر الوسيط اللبناني قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا على 80 سؤالاً، بعضها يتعلق بعمل المصرف المركزي والآليات القانونية والرقابية التي تحكم عمله، ثم التطرق الى التحويلات المتهم بتسهيلها، على الأسئلة الفرنسية والأوروبية، بوصفه شاهداً.
ويواصل الموفد الأوروبي الاستماع الى سلامة عند التاسعة من صباح اليوم، على ان تغادر القاضية الفرنسية الى باريس غداً، وتعود نهاية شهر نيسان المقبل.
بدا حضور سلامة اشبه بمشاهد هوليوودية سينمائية فوق العادة سواء في ما خص طريقة الوصول والانتشار العسكري من جيش وفرع معلومات وأمن دولة وأمن عام في النقاط المحيطة بقصر العدل، قبل ان يصل بسيارة عمومية، ترافقه سيارة اخرى، وليدخل الى قصر العدل، ربما لأول مرة في حياته، ولو شاهداً وكأنه متهم، ويصعد الى الطابق الخامس، حيث جلس بمواجهة المحققين الأوروبيين، ولا سيما القاضية الفرنسية التي تولت طرح الأسئلة.
ولم يكن أيٌّ من المحامين سواء اللبناني او الفرنسي برفقة سلامة، الذي تولى الاجابة عن الاسئلة، عبر القاضي ابو سمرا، الذي طرح بعض الاسئلة باللغة العربية.
ولوحظ ان عناصر المواكبة الامنية لسلامة، سواء لدى دخوله الى قاعة مجلس شورى الدولة او خروجه عند الساعة الرابعة بعد ظهر امس، وهو حضر للاستماع اليه في ملف تبييض اموال واثراء غير مشروع وتهرب ضريبي ليس كمتهم بل كشاهد.
والثابت ان محققين من فرنسا والمانيا ولوكسمبورغ ينظرون في قضايا غسل اموال واختلاس في لبنان مرتبطة بسلامة، بعد الاستماع الى شهود حول هذه الملفات في كانون الثاني الماضي.
وتركز التحقيقات الاوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري اسوسييتس» المسجلة في الجزر العذراء، ولها مكتب في بيروت، والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان. ويعتقد ان الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوندز من المصرف المركزي عبر تلقي عمولة اكتتاب وتحويلها الى خارج لبنان وهي اكثر من 300 مليون دولار.
ومن مفاعيل جلسة الاستماع عدم انعقاد المجلس المركزي لمصرف لبنان، في حين تحدثت معلومات اخرى عن انعقاد المجلس للبحث في كيفية ارتفاع سعر صرف الليرة اللبنانية.
ونقلت المعلومات عن مصدر قضائي تأكيده بأن الوفد القضائي الأوروبي لن يمدد إقامته في لبنان، وقد طلب الإستماع إلى شقيق حاكم المركزي رجا سلامة ومستشارته ماريان الحويك.
ونفى مصدر في مصرف لبنان نفياً قاطعاً ما تم تداوله عن أن الحاكم سلامة قدّم كتاب استقالته إلى الرئيس ميقاتي .
في غضون ذلك، استمر امس، اضراب المصارف وسط اصرار من اعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الاضراب لان لم يتبين لهم ان هناك اهتماما من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء المصرّ على عدم اعتماد وحدة المعايير في الاستنابات القضائية.
لقاء باريس
ويعقد في باريس في الساعات المقبلة اجتماع فرنسي – سعودي حول لبنان يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري، وعن الجانب الفرنسي باتريك دوريل ممثلاً الرئيس ايمانويل ماكرون.
وافادت مصادر سياسية مطلعة ان اللقاء سيعيد التأكيد على ثابتة اجراء الانتخابات الرئاسية، على ان المعلومات التي تتحدث عن امكانية وضع خارطة طريق قد تكون صائبة في ظل خشية فرنسية – سعودية من تفلت الاوضاع في البلاد.
وقالت هذه المصادر انه لا بد من انتظار مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني على لبنان، وتحديداً في ما خص رئاسة الجمهورية مع العلم ان المسألة قد تستغرق بعض الوقت، ولذلك تتكرر النداءات بمعالجة الشق الداخلي.
وتوقفت عند ما يتسرب عن اوساط الثنائي الشيعي في ما خص تقدم اسهم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، ولفتت الى ان لا شيء جدياً، والواقع الانتخابي على حاله مع تسجيل اتصالات لم تؤد الى الخرق المطلوب.
وحسب المعلومات، فان السفير بيار دوكان المسؤول عن تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر، التي تم تعطيلها، من خلال رفض الاصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون.
كما سيتم وفقاً لمصادر دبلوماسية عربية البحث بانشاء الصندوق الخاص بمساعدة الشعب اللبناني لتدارك النتائج الكارثية للتدهور الاقتصادي والمعيشي، ومرحلة ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهوري وكيفية توسيع مروحة المساعدات التي تشمل قطاعات واسعة في الدولة اللبنانية.
وفي اطار دولي متصل، طالبت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ووكيل الامين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا في احاطة امام مجلس الامن حول تنفيذ القرار 1701 بالاسراع بملء الفراغ الرئاسي محذرة من تداعيات الفراغ الرئاسي الذي اقترب من شهره الخامس في شلل مؤسسات الدولة، بما في ذلك انخفاض قيمة العملة الوطنية والاضرابات المطولة في القطاع العام.
وفي حين اقتصرت الحركة الرئاسية على تكرار المواقف ذاتها، وعلى بعض اللقاءات التنسيقية كلقاء وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني بقيادة التيار الوطني الحر في مركز التيار، ولقاء رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بالنائب المستقل الدكتور غسان سكاف، ذكرت مصادر مطلعة على موقف الرئيس نبيه بري لـ «اللواء»: انه اعاد كرة الانتخاب الى الفريق الآخر، الذي كان يأخذ على الثنائي وحلفائه عدم وجود مرشح لديهم، وقال لهذا الفريق: هذا ماعنّا فهاتوا ما عندكم. لكن هذا الفريق ذهب الى التعطيل لتعذر تفاهمه على مرشح رئاسي مقبول.
وفي الكويت، جرى اتصال بين جنبلاط والامير ارسلان تناول اخر المجريات الجارية.
ولاحظت المصادر ان الرئيس بري قدم ما عنده بطريقة لائقة وهادئة وموضوعية وقابلة للنقاش، ولم يطرح سليمان فرنجية مرشح تحدٍ ومكاسرة كما يفعل سواه، ولو فعل ذلك لكان قد حكم مسبقاً على فرنجية بالخروج من السباق الرئاسي.
واشارت مصادر متابعة للموضوع الرئاسي، الى ان السعودية لا تمانع وصول فرنجية هو أو سواه من مرشحين، لكن المهم برنامجه ونظافة كفه وطريقة مقاربته للملفات والتحديات المطروحة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، هي ابلغت ذلك الى عدد من النواب الذين التقاهم السفير وليد البخاري. وقالت المصادر: ان السعودية دولة اقليمية كبرى ومهمة ولها وزنها ولها مصالحها في الاقليم، «فلا تشتري او تبيع» عبثاً، ولو كان لديها مصلحة في امر تتوجه به الى الاصيل ولا تتوجه الى الوكيل المحلي، واولياتها ربما مختلفة عمّا يعتقده الكثيرون في لبنان والاقليم، لذلك كان الاتفاق مع ايران، على امل ان يستفيد لبنان من هذه الفرصة، ويقوم بما يجب ان يقوم به ليواكب الحركة الاقليمية المهمة الحاصلة على امتداد الخارطة من الرياض الى طهران فاليمن وبغداد ودمشق.
وحول لقاءات بري مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا، قالت المصادر انها وضعته في صورة لقاءاتها مع الكتل النيابية ولم تطرح اي افكار او مقترحات، ولكن المفاجأة كانت ان النواب الجدد بين مستقلين وتغييريين وخلافاً للمتوقع لم يكونوا «بلوك واحد» او متحالفين بل مجموعات بآراء ومواقف مختلفة.
وفي سياق آخر، رأت المصادر المتابعة ان القوات اللبنانية قاربت الموضوع الرئاسي منذ البداية بطريقة خاطئة، ولو قاربته بطريقة مختلفة اهدأ لأختلفت نتائج حراكها ومواقفها. لكنها رفعت السقف كثيراً بحيث بات من المتعذرعليها التراجع، تماماً كما هو حال التيار الوطني الحر. والمشكلة ان الطرفين ما زالا يرفعا السقف بلا اي افق.
ميقاتي والبابا
وفي اطار متصل، استقبل البابا فرنسيس الرئيس نجيب ميقاتي في مكتبه وعقد معه خلوة إستمرت نصف ساعة.
وبعد إنتهاء الخلوة، تم تبادل الهدايا التذكارية بين البابا والرئيس ميقاتي ، الذي قال بعد اللقاء: سلمت قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية. وعبّر قداسة البابا خلال الاجتماع عن ايمانه الراسخ بهذه الرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة. كما شدد قداسته على ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وتابع: وجهت دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا في مناسبة زيارته.
بدوره أكد الكاردينال بارولين الاستعداد لدعميقاتم لبنان في المجالات كافة.
ملاحظة للعلم والاطلاع: تؤكد مصادر واكبت الحدث لـ«المركزية»، بأن اللقاء كان ودّياً وايجابياً، وكذلك الأمر بالنسبة للاجتماع مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير. وجرى الحديث عن كل الأمور الأساسية المطروحة اليوم في لبنان، بدءا من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وصولاً الى الشغور الرئاسي. وهنا كان تشديد من قبل الطرفين بأن لا يجوز ان يستمر الشغور أكثر لأنه يؤثر سلباً على الأوضاع. كما تطرق الحديث الى أهمية ودور المسيحيين في لبنان من دون التطرّق إلى موضوع الاحصاءات والأرقام إطلاقاً.
أما عن الموضوع الرئاسي، فأكدت المصادر ان الحديث جرى في العموميات ولم يتمّ الدخول في الأسماء، وكان تأكيد بأن الشغور يقف عقبة أمام استعادة لبنان وضعه الطبيعي، لذلك لا يجوز المزيد من التأخير، وبأن الخروج من الأزمة يحتاج الى سلة متكاملة في المجالات كافة المالية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وتشير المصادر ان ليس لدى الفاتيكان اي مبادرة تجاه لبنان، لكنه مستعد للمساعدة في أي مبادرة تُطرَح.
ورداً على سؤال، تجزم المصادر بأن البابا لا يتدخل بأسماء المرشحين للرئاسة، ولن يقف طرفا مع أحد ضد الآخر، وتشير المصادر الى ان على اللبنانيين أن يدركوا ان المعايير وقواعد اللعبة التي بات ينطلق منها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان تغيّرت عن السابق، اكان في اوروبا او الولايات المتحدة او الدول العربية او الفاتيكان. الجميع يعرب عن نيته مساعدة لبنان ولكن ليس بالطريقة التي اعتاد عليها. باختصار المطلوب من لبنان ان يساعد نفسه وان يبدأ بالاصلاحات التي هي المدخل لحلّ الأزمات، تختم المصادر.
وعقد ميقاتي محادثات رسمية مع رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني في مقر رئاسة الحكومة الايطالية في روما.ثم عقد اجتماع بين رئيسي حكومتي البلدين، شارك فيه عن الجانب الايطالي المستشار الديبلوماسي لرئيسة الحكومة فرنشيسكو ماريو تالو، ومديرة مكتب رئيسة الحكومة باتريسيا سكورتي.كما شارك عن الجانب اللبناني سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر، والمستشاران السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.
وتم عرض العلاقات التاريخية بين لبنان وايطاليا، حيث شكر الرئيس ميقاتي رئيسة وزراء ايطاليا على دعم لبنان من خلال الكتيبة الايطالية ضمن قوات اليونيفيل، كما شكرها على دعم الجيش وكافة القطاعات ومن بينها القطاع الصحي والتنمية الاجتماعية والمستدامة.ودعا رئيسة حكومة ايطاليا لزيارة لبنان لاستكمال المحادثات.
بدورها شكرت رئيسة حكومة ايطاليا الرئيس ميقاتي على العلاقات الشفافة التي تربط ايطاليا ولبنان.
وعبّرت عن سعادتها بأن «شركة ايني» هي من ضمن الشركات التي ستنقّب عن النفط في لبنان. ودعت الشركات الايطالية الاخرى الى الاستثمار في لبنان.
وشددت على ضرورة التعاون لتكون منطقة البحر الابيض المتوسط منطقة هادئة، اضافة الى الحد من الهجرة غير الشرعية.
على صعيد آخر، اعلن الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» في الجنوب اندريا تيننتي في بيان، ان «اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية (الاسرائيلية) التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى إسرائيل من لبنان، وقال: ان اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة.
اضاف: ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحث الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات».
من جهتها، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي امس، أنَّ «منفّذ عملية مجيدو قربحيفا منذ يومين، يبدو فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع فرع «حماس».
الى ذلك، تفقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية. وقال: أنه تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضرراً كبيراً. وأن منفذ عملية مجدو سيندم عليها، وسنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين عنها.
وكانت تقارير اعلامية قد قالت ان منفذ العملية لم يستشهد وهوفي مكان آمن وهناك توثيق للعملية التي تمت بعبوة ناسفة على طريق حيفا واسفرت عن اصابة شخص واضرار مادية.
وفي حين ذكرت مصادر اعلام العدو ان منفذ العملية تسلل من جنوب لبنان عبر فتح ثغرة في السياج الحدودي، وقطع مسافة تزيد عن ستين كيلومتراً وصولا الى حيفا، استغربت مصادرمتابعة هذه الرواية وتساءلت كيف يُمكن لشخص ان يتسلل من الحدود ويقطع مسافة 60 كيلومترا وهويحمل عبوة ناسفة ولم تكتشفه دوريات وحواجز جيش الاحتلال؟؟. مشيرة الى ان العدو يعمد الى تضخيم الحدث لتبرير عجزه وصرف الانظار عن مشكلاته الداخلية المتعاظمة نحو توتير الاجواء تارة مع الفلسطينيين وطورا مع لبنان.