عباس صباغ – النهار
لم يُحدَّد بعد موعد اطلالة رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه لاعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية بشكل رسمي على رغم دعم اكثر من طرف لترشحه. فمتى ستكون الاطلالة، وهل فعلاً تم تأجيلها أكثر من مرة؟
لا آلية واضحة في الدستور عن الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وليس هناك من مهلة لتقديم الترشيح او اعلانه، وكذلك لا شروط معيّنة للترشح عدا تلك التي يجب ان تنطبق على المرشح للنيابة.
“مرشح من دون إعلان”
لن يكون خبراً مفاجئاً ان يعلن الوزير السابق سليمان فرنجيه ترشحه لرئاسة الجمهورية، فهو اسوة بأكثر من شخصية سياسية، مرشح دائم للمنصب الاول في لبنان منذ نحو ربع قرن.
لكن ظروف معركة الرئاسة اليوم تختلف جذرياً عن كل الاستحقاقات السابقة نظراً الى عدم وضوح الاكثرية في مجلس النواب وتفرّق الاقليات، ما يستوجب العمل المضني لأي مرشح حتى يتمكن من جمع الاصوات الـ65 الكافية للوصول الى بعبدا في الدورة الثانية من الجلسة الانتخابية. اما المعضلة الأخرى والتي لا تقل اهمية عن تأمين الغالبية المطلقة من مجموع اعضاء المجلس، فهي تأمين حضور الـ86 نائباً، أي ثلثي المجلس، وهذا يمثل النصاب الدستوري اللازم لأي جلسة انتخابية رئاسية، ومن هذه المعادلة يجب ان يحظى أي مرشح بتوافق من حلفائه وبعض خصومه على الاقل لتأمين النصاب.
صحيح ان فرنجيه لم يعلن بعد ترشحه رسميا، لكنه بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي في 26 كانون الثاني الفائت، قال: “أسعى وأريد أن أكون مرشحًا توافقيًا”، موضحًا أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية لكي يسحب ترشيحه، وعندما يشعر أن لديه عدد الأصوات التي تخوّله أن يكون مرشحًا جديًا سيترشّح، لكنه ليس ضد أن يتفقوا على أي رئيس.
كان ذلك قبل ان يجاهر رئيس المجلس نبيه بري بما لا يقبل الشك انه يدعم ترشيح فرنجيه.
انتظار اعلان رئيس “المرده” ترشحه طال على رغم الدعم الثاني الذي تلقّاه من الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. عندها تجدد الاعتقاد بان حليف الحزب سيسارع الى اعلان برنامجه الرئاسي وبطبيعة الحال ترشحه للرئاسة. هذا ايضا لم يحصل ما رسم علامات استفهام عن التردد في بنشعي وما اذا كان هناك انتظار لتطور جديد في الاستحقاق الرئاسي .
“تطيير النصاب يعني أن مع فرنجيه 65 صوتاً”
معلومات “النهار” اكدت ان اطلالة فرنجيه حتمية لاعلان الترشح، وان توقيتها لا يرتبط بدعمه من الثنائي “امل” و”حزب الله”.
وتضيف المعلومات ان اطلالة فرنجيه ستكون بعيدة عن تأويلها او تزامنها مع متغيرات داخلية او خارجية، وانها قائمة في وقتها ولا تخضع لأي تأويل، خصوصا لمن يريد ربطها بدعم “الثنائي”.
وفي السياق ايضا، تذكير بأن فرنجيه مهّد من بكركي لترشحه ولم يخفِ الامر، وشدد على انه مرشح توافقي .
من جهة ثانية، تسأل اوساط متابعة للاستحقاق الرئاسي عن اعلان اطراف نيتهم تعطيل النصاب الدستوري في جلسات الانتخاب المقبلة، وهذا يعني ضمناً ان هؤلاء الاطراف على قناعة بان لدى فرنجيه الاصوات اللازمة لانتخابه، وبالتالي لا يستطيعون تعطيل انتخابه الا من خلال تعطيل النصاب .
الامر الثاني الذي تؤكد عليه تلك الاوساط هو ان من يدعي ان رئيس “تيار المرده” هو مرشح “الثنائي” يناقض نفسه بنفسه، لسبب بسيط هو انه سيعطل الجلسات حتى لا يتمكن المجلس من انتخاب فرنجيه، وان ذلك يدحض مقولة انه مرشح “الثنائي” لان اصوات “حزب الله” و”امل” ليست 65 صوتا، وبالتالي هذا ينسف كل المعادلة التي يحاول البعض ان يكرسها من خلال التمسك بترشيح “الثنائي” ويغفل ان اداءه المنتظر من خلال التعطيل يشير الى خلاف ذلك.
وتختم بأن “الذهاب الى تعرية فرنجيه مسيحيا لا يستقيم مع التاريخ الحديث للمسيحيين وسيرتهم في لبنان، اذ لو سلّمنا جدلا بتمكّن احد الزعماء الموارنة غير فرنجيه من حيازة الاكثرية المطلقة في المجلس لاجتمع ضده الزعماء الباقون وعرّوه من مسيحيته بحجج مختلفة، وبالتالي فان هذا المعيار آخذ بالسقوط من الحسابات الاقليمية نتيجة حسن فهم المعنيين بالحل هذا الجزء النفسي من الانتخابات الرئاسية في لبنان، من دون ان ننسى ان البُعد الوطني لرئيس الجمهورية هو من الاهمية بمكان وسبب اساسي من اسباب نجاحه او فشله”.