الجمعة, نوفمبر 22
Banner

ناقوس الخطر يدق حول لبنان.. ولا حياة لمن تنادي!

غسان ريفي – سفير الشمال

تُراوح الملفات السياسية مكانها، فيما يتمترس فريق من اللبنانيين على “ساعة بالزائد“ أعاد من خلالها عقارب الساعة الى الوراء بلغة طائفية مقيتة لن تقدم ولن تؤخر في مسار الزمن لكنها تؤدي الى تأجيج المشاعر وإثارة الغرائز في بلد لم يعد يحتمل مزيدا من الأزمات، وتدق كل المنظمات والهيئات والصناديق الدولية ناقوس الخطر حوله فيسمعه العالم بأسره ويتحرك تجاهه، لكن لا حياة لمن تنادي على خط التيارات السياسية والكتل النيابية التي تدير الأذن الطرشاء لكل هذه التحذيرات.

هو الخلاف على جنس الملائكة يتجسد في لبنان، فالوفود الدولية تصول وتجول فيه وتدعو الى إجتراح الحلول، وصندوق النقد الدولي يرفع سقف المخاوف والتحذيرات من إنهيار شامل للدولة، والعالم كله يردد “ساعدوا أنفسكم لكي نساعدكم”، ولبنان غارق في البحث بقرار تأجيل إعتماد التوقيت الصيفي لشهر واحد ويفتش البعض عن خلفياته في إستهداف المسيحيين، في حين أن الكتل النيابية المسيحية المتصارعة فيما بينها والرافضة لأي توافق على أي صيغة مشتركة، إجتمعت على “الساعة التائهة“ وبدأت بالتنافس في رفع السقوف الطائفية بهدف إستمالة الشارع أو إستعادة شعبية مفقودة.

في غضون ذلك، يستمر الحراك الدولي ـ الاقليمي بإتجاه لبنان للاستفادة من الأجواء الايجابية التي تجتاح المنطقة وما يزال لبنان يدير ظهره لها، حيث جالت مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى بربارا ليف على عدد من المسؤولين اللبنانيين فيما كان قصر عين التينة مقصدا لكل من السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، والسفيرة الفرنسية آن غريو، إضافة الى باربرا ليف التي تحصنت بالصمت الى حين صدور بيان من السفارة الأميركية حول زيارتها.

وتشير المعلومات الى أن أميركا وفرنسا والفاتيكان ومعهم السعودية لم يتعد دورهم حتى الآن حث المسؤولين اللبنانيين على إنتخاب رئيس للجمهورية، من دون التطرق الى أي إسم مطروح لهذا المنصب، ومن دون وضع أي فيتو على أحد، الأمر الذي يعتبره البعض أنه يصب في مصلحة رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه حيث تؤكد المصادر أن أميركا ستتعامل معه في حال إنتخابه، وكذلك فرنسا التي تؤيده، وأيضا الفاتيكان التي لا مانع لديها تجاهه، فيما تتحصن السعودية بصمت لا يزال إيجابيا.

وتقول المعلومات أن هذه الدول تصر على ضرورة السير بالبرامج الاصلاحية وإستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الذي لم تأت تحذيراته من فراغ، بل هي رسالة واضحة بأنه لم يعد هناك متسع من الوقت، وعلى اللبنانيين أن يحسموا أمرهم لجهة إنقاذ بلدهم أو التفرج على إنهياره.

اللافت، أن كل هذه التحذيرات والتهديدات لم تحدث أي خرق لدى الكتل النيابية المسيحية التي لا ترفض التوافق فيما بينها على مرشح، وتمتنع المعارضة منها على السير بمرشحها النائب ميشال معوض، وتتجه نحو تعطيل جلسات الانتخاب، وتتلهى في تقديم وتأخير الساعة، بدل أن تسابق الساعات والأيام لوضع لبنان على سكة الانقاذ الذي يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية.

تشير مصادر مواكبة الى أن لبنان بات على مفترق طرق، فإما أن يستفيد من الأجواء الايجابية في المنطقة ويعيد ترتيب أوضاعه، أو ينهار بالكامل وينتظر إنتهاء التسويات التي ستحوله الى جائزة ترضية لإحدى الدول المعنية لتمارس عليه وصاية جديدة!

Leave A Reply