كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول:
تسود حالة من الترقب في لبنان حيال المستجدات في الملف الرئاسي تحديداً بعد زيارة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية إلى باريس، حيث التقى مسؤولين، في حين لا يبدو أن المواقف حيال ترشيحه تتخذ اتجاهاً مغايراً لتلك التي سبق أن أعلنت من قبل الفرقاء السياسيين. إذ لا يزال «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل)، متمسكين به كمرشح للرئاسة، بينما يعتبر الفريق المعارض لـ«الحزب» أنه مرشح تحدٍّ، هذا في وقت عبّر فيه النائب سيمون أبي رميا عن طموح لدى «التيار الوطني الحر» للتقارب مع حزب «القوات اللبنانية» الذي يضع شروطاً لهذا التقارب تتمثل باعتراف «التيار» بالخطأ والالتزام بوحدانية السلاح، وفق ما قال أمس النائب غياث يزبك.
بينما كانت قد أشارت بعض المعلومات إلى تباين في أوساط موقف الحزب «التقدمي الاشتراكي» حيال ترشيح فرنجية، وتحديداً بين رئيسه وليد جنبلاط وابنه رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، ردّ الأخير بشكل غير مباشر على هذه المعلومات، قائلاً: «كفى مخيلات عند البعض، فموقفنا واحد ونتطلع إلى لحظة فرج للوطن»… مع العلم أن الموقف المعلن لـنواب «الاشتراكي» هو رفض انتخاب فرنجية.
وجدّد أمس النائب جنبلاط التأكيد على موقف الكتلة والحزب في الدعوة «للبحث عن شخصية وفاقية لرئاسة الجمهورية، لا تكون طرفاً أو تشكل تحدّياً لأحد، وتملك رؤية إصلاحية وإنقاذية للبلد، وهذه ضمانة لبنان الأساسية مما يتخبط به من أزمات اقتصادية واجتماعية ومالية وغيرها، وهو ما سبق أن طرحه وليد جنبلاط وأعلناه في كل الاتصالات والمداولات التي حصلت في الداخل والخارج».
وقال في لقاءات السبت: «كفى مخيلات عند البعض، فموقفنا واحد ونتطلع إلى لحظة فرج للوطن، من خلال عهد جديد لا يستسيغ استنساخ الأزمات ويؤسس لعودته إلى حيز الوجود وتكوين سلطاته الدستورية والتنفيذية والإدارية، فالمرحلة دقيقة جداً ولا تحتمل ترف الوقت وإنما تحتاج إلى الحد من التداعيات السلبية على الوطن وأبنائه وفي ظل الخطوات البالغة الأهمية التي تشهدها المنطقة بشكل عام». في المقابل، لا يزال حزب «القوات اللبنانية» يعتبر فرنجية مرشح تحدٍّ رافضاً انتخابه، وهو ما عبر عنه أمس النائب غياث يزبك قائلاً في حديث إذاعي: «فرنجية يناقض مبادئنا عندما يقول إن المقاومة أهم من الدولة ويأخذ سوريا وإيران كنموذج… وهو غير قادر على القول إنه يمثل المسيحيين كماً ونوعاً».
ورأى يزبك أن «فرنجية هو رئيس تحدٍّ»، قائلاً: «لا نريد رئيساً من الفريق الممانع. نريد رئيساً سيادياً ومعتدلاً، والرئيس السيادي هو من يقول لـ(حزب الله) إننا ندفع الثمن لأنك تحافظ على سلاحك». وأكد يزبك قدرة الكتل المعارضة على التعطيل، قائلاً: «نصاب التعطيل موجود لدينا وغير صحيح أن الأصوات تأمنت لفرنجية».
وعن العلاقة مع «التيار الوطني الحر»، قال يزبك: «التيار يحاربنا بحسب مزاج جبران (رئيس التيار جبران باسيل)، فإذا كان بحاجة لنا يهادننا وإذا لم يكن كذلك نصبح معه (قتلة) ولم نفتح خطوطاً سياسية مع التيار لأنه ليس لدينا أي شيء نتحاور عليه إلا إذا اعترف بالخطأ والتزم بوحدانية السلاح».
ورغم تأكيد «القوات» على عدم الرغبة في إعادة التواصل مع «التيار» فإن الأخير، وعلى لسان عدد من مسؤوليه يبعث برسائل وأشارت إيجابية في هذا الإطار، وهو ما لفت إليه أمس النائب في «التيار» سيمون أبي رميا.
وقال أبي رميا، في حديث إذاعي: «نطمح إلى توافق مع (القوات) يوصل إلى رئيس نقنع به الآخرين»، معتبراً أن هذا التوافق أساسي للدور المسيحي في البلد». وأكد في الوقت عينه أنه «لا حل نهائياً إلا بانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم البدء بمشروع إصلاحي من خلال حكومة كاملة الصلاحية»، مشدداً على «ضرورة التوافق بين الفرقاء للوصول إلى الحل، فلا فريق ولا فئة ولا حزب يفرض إيقاعه على الآخرين إذا لم تكن هناك أكثرية مكونة حول مشروع إصلاحي واضح حتى لو أتى أفضل رئيس جمهورية ويتمتع بموسوعة اقتصادية وفكرية».