رغم التضحيات الكبيرة التي يقدمها الأهل لأبنائهم، توصلت دراسة جديدة، نشرتها شبكة “سي أن أن” إلى أنه من غير المرجح أن يدعم جميع الأبناء أهلهم الذين يتخلفون عن سداد فواتير السكن أو التغطية الصحية في عمر معين.
وحسب سي أن أن، يستثمر الآباء الكثير من أموالهم وعاطفتهم من أجل تربية أطفالهم، لذلك هناك وقت يتعين فيه على الأهل التوقف عن دعم النفقات اليومية لأبنائهم البالغين، مثل السكن وفاتورة التأمين الصحي وسندات السيارة ونفقات الهاتف المحمول وديون بطاقات الائتمان والقروض الطلابية والسفر وغيرها العديد.
إلا أنه لا يتفق الأطفال والآباء على الوقت الأمثل لهذا الاستقلال المالي.
وفي دراسة لشركة Bankrate المالية، شملت عينة تمثيلية على مستوى الولايات المتحدة الأميركية من 2346 من البالغين، من بينهم 773 من الآباء والأمهات الذين لديهم أولاد يبلغون من العمر 18 عاما أو أكبر، ضمن الفترة من 14 إلى 16 مارس، تبين أن البالغين من الجيل زد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما يعتبرون أنه يترتب على الآباء التريث قبل التوقف عن مساعدتهم في تحمل أعباء الحياة.
وعلى سبيل المثال، أجاب أعضاء الجيل زد في العينة أنه لا يجب تحميل الأبناء أعباء السكن قبل سن 23 في المتوسط.
لكن لدى جيل طفرة المواليد (1946-1964) والجيل إكس (1965-1980) وجهة نظر مختلفة عن الجيل زد، فيعتبر هؤلاء أن الأبناء يجب أن يتحملوا أعباء السكن بدءا من عمر 21 سنة.
من جهتهم، يعتبر أعضاء الجيل زد أن عمر 21 مناسب لتحمل تكاليف الهاتف وبطاقات الائتمان وليس تكاليف السكن، وفق تقرير سي أن أن.
وتبين الدراسة أن الجيل زد يطالب الأهل بالتروي في التوقف عن تقديم الرعاية المالية للأبناء، والتوقف عن المساعدة بالدفع بشكل تدريجي وأبطأ من الوتيرة التي تعتبرها الأجيال السابقة مناسبة.
ولا يحدد استطلاع Bankrate عدد المستجيبين الذين يعيشون مع أهلهم. لكن سي أن أن تعتبر من المنطقي أن تكون النسبة كبيرة.
في يوليو 2022، وجد مركز بيو للأبحاث أن نصف البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يعيشون مع أحد الوالدين على الأقل.
وتشير سي أن أن في تقريرها إلى المخاطر التي يتعرض لها الآباء جراء إعانتهم لأبنائهم البالغين.
ووفقا للدراسة، قال نحو 7 من كل 10 من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال يبلغون من العمر 18 عاما أو أكبر إنهم قدموا تضحيات مالية لمساعدة أبنائهم البالغين. ووصف 31 في المئة منهم تلك التضحية بأنها “كبيرة”، بينما قال 37 في المئة إنها “كبيرة نوعا ما”.
وتكمن الخطورة في تقليل مدخرات الأهل للحالات الطارئة، وإضعاف قدرتهم على سداد ديونهم أو الادخار للتقاعد.
ووفق التقرير فإن الأهل الذين يجنون 50 ألف دولار أو أقل في السنة يقولون إنهم قدموا تضحيات مالية لمساعدة أولادهم البالغين.
وقال 58 في المئة من هؤلاء إنهم ضحوا بمدخراتهم الطارئة مقارنة بـ46 في المئة من الأسر الأعلى دخلا والتي تكسب 100 ألف دولار أو أكثر سنويا.
وضمن الإطار يقول تقرير Bankrate إنه يتوجب على الأهل التأكد من أن المساعدة تكون ضمن حدود ميزانيتهم، لذلك عليهم أن يكونوا واضحين مع أبنائهم لناحية المدة الزمنية التي سيستمر فيها الدفع وضمن أي حدود وضوابط.
Follow Us: