الجمعة, نوفمبر 22
Banner

رغم ارتفاع الأسعار .. حجوزات الطيران الصيفية تمتلئ

ترتفع أسعار تذاكر الطيران فيما يقوض التضخم القدرة الشرائية، لكن شركات الطيران في أوروبا تؤكد امتلاء الحجوزات الصيفية آملة في طي صفحة أزمتها بعد تجاوز ذروة تفشي فيروس كوفيد.

لم تستأنف بعض الشركات بالكامل قدرتها التشغيلية التي تقلصت خلال الأزمة الصحية، فيما تواجه شركتا أيرباص وبوينج صعوبات في تسليم الطائرات الجديدة في الوقت المحدد، لكن الزبائن يقبلون على تذاكر الطيران بأعداد أكبر مما كانت عليه في 2022، بحسب ما ذكرت “الفرنسية”.

وفي ظل هذه الظروف، تتجلى تداعيات قانون العرض والطلب، ففي فرنسا زادت أسعار التذاكر 23.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من 2023، وفق ما تظهر إحصائيات وزارة التحول البيئي.

من أهم أسباب ارتفاع أسعار التذاكر تنامي سعر المحروقات منذ بدء الحرب في أوكرانيا، إذ يمثل وقود الطائرات نحو 30 في المائة من تكاليف شركات الطيران.

في هذا الصدد، يقول الرئيس التنفيذي لـ”إيزي جيت” يوهان لوندجرين “بسبب ارتفاع أسعار النفط 71 في المائة على أساس سنوي، ارتفع متوسط تعريفتنا 31 في المائة”.

لكن هناك عوامل أخرى مثل الزيادة الحادة للغاية في تكاليف الصيانة المرتبطة بشح بعض المعادن وتعطل سلاسل التوريد، وفق رئيس شركتي “أير كاراييب” و”فرانش بيي” الفرنسيتين مارك روشيه. كما يشير روشيه إلى تداعيات زيادات أجور موظفي شركات الطيران على أسعار التذاكر. ومع ذلك يؤكد لوندجرين “لا نرى ضعفا في الطلب رغم أن الزبائن يبحثون عن أفضل قيمة مقابل مالهم”.

يشاركه الشعور نيكولا حنين المدير العام المساعد لـ”ترانسافيا فرنسا” المكلف بالمبيعات والتسويق، ويقول إنه يسمع كثيرا من التعليقات من الزبائن الذين لاحظوا تكلفة التذاكر العالية نسبيا. لكن يلفت حنين إلى أنه في الوقت الحالي، لم نر أي تأثير في الطلب رغم أن ذلك أمر نراقبه من كثب. ويرى لوندجرين أنه منذ الوباء، أعطى الناس أولوية أكبر للسفر.

سجلت رحلات “ترانسافيا” الصيفية إلى اليونان، إحدى وجهاتها الرئيسة، امتلاء بنسبة 60 في المائة بحلول منتصف أبريل.

كما فتحت الشركة وجهات جديدة (دكار، يريفان، بافوس، وغيرها) وزادت أسطولها إلى 71 طائرة، وقد شهدت شركة الطيران منخفض التكلفة التابعة لمجموعة “أير فرانس- كاي إل إم” زيادة في قدرتها بنسبة 65 في المائة على مدى أربعة أعوام.

والمدن المغاربية من الوجهات الأخرى التي تشهد انتعاشا مهما للغاية، وذلك لأن الناس لم يتمكنوا لفترة من زيارتها لرؤية عائلاتهم، بحسب حنين. وقد رفعت الجزائر أخيرا فقط القيود على الرحلات الجوية.

بعد أن كانوا يميلون إلى الحجز في وقت متأخر جدا أثناء الوباء وسط حالة عدم اليقين بشأن إغلاق الحدود، يعود أيضا تدريجيا الزبائن الأكثر انتقائية في الأسعار إلى سلوكهم القديم، ومنه حجز تذاكرهم مقدما بخمسة أشهر مثلا للوجهات البعيدة، وفق روشيه.

هناك كثير من الأخبار السارة لقطاع الطيران الذي يعيش وضعا جيدا جدا، في حالة انتعاش كاملة بعد كابوس كوفيد، وفق الخبير في “أليكس بارترنرز” باسكال فابر.

وأشار المتخصص خلال اجتماع مع الصحافة عقد أخيرا إلى أن ارتفاع الأسعار حقق لعديد من الشركات حجم مبيعات أعلى في 2022 مما كانت عليه قبل الأزمة، وقد حققت شركات النقل عوائد وبدأت تقليص المديونية.

ذلك هو حال “أير فرانس- كاي إل إم” التي أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أنها سددت بالكامل المساعدة التي نالتها من الدولة الفرنسية لتمكينها من تجاوز الأزمة الصحية.

لكن هناك من ينبه من الإفراط في التفاؤل، إذ يحذر فاعلون في القطاع من تكرر نقص الموظفين خلال ذروة الموسم على غرار الصيف الماضي، ما قد يسبب فوضى كما حدث في مارس أثناء إضراب مراقبي الحركة الجوية في فرنسا.

Follow Us: 

Leave A Reply