كتبت صحيفة “الشرق”: لا رئاسة في الأفق، ما دام اهل السياسة في لبنان يقفون على رصيف انتظار ما ستحمله المعطيات الآتية من الخارج، لأنهم أفرطوا في الاتكال على الوصفات من وراء الحدود. جاء وزير خارجية ايران ورحل وشيء لم يتغير، حضر وفد فرنسي وغادر ولم يتزحزح الملف الرئاسي قيد أنملة،عاد السفير السعودي الى بيروت والكل يرصد ما في جعبته رئاسيا، والنتيجة واحدة لا رئيس مع دخول البلاد الشهر السادس على الشغور فيما الحكومة تتحيّن الفرصة لانعقادها تحت وطأة ازمة قاتلة اجتماعيا او صحيا او اقتصاديا. اما مجلس النواب فحقق رقما قياسيا في البطالة. كل ذلك يحصل على وقع تنامي موجة التحذير من خطر النزوح السوري وسط توقعات بتلاشي مفعول الهبّة السياسية والإعلامية لهذا الملف قريباً، واثر تحقيق السلطة المتآكلة هدفها الابعد من اثارته.
جولة بوصعب
وفيما يستمر الشغور في إنتاج الأزمات وتصديرها الى المؤسسات الدستورية تباعا، تعبيرا عن واقع غير طبيعي يكاد يتحول من استثناء الى قاعدة لكثرة ما تآلف اللبنانيون مع الفراغ، خرق المراوحة السلبية نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بجولته على القوى السياسية والمرجعيات، محاولا التقريب في ما بينها.
لا فيتو
ليس بعيدا، شدّدت مصادر بكركي على أنّ الحوار بين الأفرقاء السياسيين يكون داخل البرلمان بالذهاب لجلسات متتالية ومفتوحة حتى انتخاب رئيس. وقالت “ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس”. ولفتت المصادر إلى “أن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية”، مضيفةً “عندما تحدث الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيّين”.
حض اميركي
رئاسيا ايضا، حضت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان “الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته”. وأضاف “على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم”. وأعرب ميلر عن “اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد (…) وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي”. وأكد ميلر أن “الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي”.
سفراء
بدورها، زارت السفيرة الاميركية دوروثي شيا رئيسَ مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. ديبلوماسيا ايضا، إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وافيد ان السفير السعودي وليد البخاري وصل اليوم الى بيروت عائدا من الرياض.
اسم موحد؟
الى ذلك، توقع النائب غسان سكاف في حديث اذاعي “التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الجاري، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات”. واعتبر أنّه “باقتراح فريق المعارضة مرشحا واحدا يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتنافس ديموقراطي”، مشدداً على أن مبادرته “ليست ضد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل هي فقط للإسراع في إنجاز الاستحقاق”.
منع الدمج
من جهة اخرى، قال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان من مجلس النواب ان “موضوع النازحين وطنيّ والجميع معنيّ به وكمجلس نيابي علينا وضع كلّ القوانين التي تمنع كلّ أشكال الدّمج ويجب التعاون مع الجميع”. تابع: سنضع كل الضوابط القانونيّة لمنع دمج النازحين السوريين وغيرهم بأي شكل من الاشكال وتحت أي مسمى. اضاف: نتمنّى على الدول العربيّة اشتراط عودة النازحين إلى بلدهم قبل عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
تعليق الاضراب؟
اقتصاديا، وبينما الدولار على استقراره، تراجعت اليوم اسعار المحروقات. الى ذلك املت رابطة موظفي القطاع العام التوصل إلى الإسراع في حل الأمور العالقة مع الحكومة. وقالت في بيان: ملاقاة للأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء مع الرئيس ميقاتي وتسهيلا لشؤون المواطنين، ندعو الزملاء الموظفين لحضور أحد أيام الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس، من الاسبوعين الممتدين من 3/5/2023 لغاية 14/5/2023، وندعو للبقاء في جهوزية دائمة لمتابعة النضال، حتى استعادة الحقوق”… بدورها، اعلنت لجنة المياومين في كهرباء لبنان تعليق الاعتصام. اما السائقون العموميون فقطعوا عددا من الطرق اليوم مطالبين الحكومة بتسعيرة موحدة جديدة لهم وبوقف المنافسة غير الشرعية. وتسبب قطع اوتوستراد شارل الحلو امام تمثال المغترب بعد الظهر بزحمة سير خانقة في المحلة.
منصة الحفر
في الغضون، اعلنت “توتال إنيرجيز” في بيان ان “وفقًا للجدول الزمني المُعلن، وقّعت بالتوافق مع شريكتيْها “إيني” “وقطر للطاقة” عقدًا ثابتاً مع Transocean لإستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر إستكشافيّة في الرّقعة رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023″. وقالت “مع وصول الفرق، هذه خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات. سوف تبحر منصّة الحفر “Transocean Barents” نحو لبنان، عند إنتهاء عمليّاتها الحاليّة في بحر الشمال البريطاني”.