سحبت قرعة كأس أمم آسيا لكرة القدم في العاصمة القطرية الدوحة ووقع منتخب لبنان في المجموعة الأولى إلى جانب قطر (حاملة اللقب) والصين وطاجيكستان، علما بأن النهائيات ستقام مطلع العام المقبل في الدوحة.
بعدما نجحت قطر في تنظيم المونديال التاريخي العام الماضي وأخفق منتخبها في بلوغ الدور الثاني بعد المشاركة الأولى له يتطلع “العنابي” إلى تعويض هذا الاخفاق واستعادة هيبته مع مدربه الجديد البرتغالي كارلوس كيروش من خلال المنافسة على لقب كأس آسيا الذي يحمله منذ النسخة الأخيرة عام 2019.
أما بالنسبة لمنتخب لبنان فهو يشارك للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه، ولكن البعض يرى بأن هذه المشاركة قد تكون لها مردود إيجابي في حال جاء التحضير على مستوى البطولة واحترام تاريخ المنتخبات العريقة المنافسة، ولكن لا بد من شد الهمم والتخطيط السليم حتى لا يخرج منتخب “رجال الأرز” من الباب العريض من الدور الأول ولا يعود بخفي حنين كما عادته.
ولكن على الأرض تبدو الأمور صعبة لعدة أسباب منها العامل التاريخي الذي جمع بين لبنان مع كل من قطر والصين، فهذان المنتخبان يتفوقان على لبنان من خلال المواجهات السابقة، والتاريخ طبعا يبقى حاضرا ولا يمكن نسيانه، ما يعني أن الكرتين القطرية والصينية تسبقان مستوى لبنان بأشواط، فالمنتخب القطري واجه نظيره اللبناني حتى اليوم 11 مرة فاز في 8 مباريات وتعادل المنتخبان 3 مرات ولم يفز لبنان ولا مرة، وسجل لاعبو “العنابي” 19 هدفا مقابل 3 أهداف للبنان..
أما عن منتخب الصين فتقابل معه المنتخب اللبناني 6 مرات، خسر في 5 مباريات وتعادل مرة واحدة ولم يفز ايضا ولا مرة وسجل الصينيون 15 هدفا مقابل هدف يتيم للبنان..
أما عن المنتخب الطاجيكي فلم يقابله لبنان ولا مرة، سوى في تصفيات كأس آسيا للشباب وخسر لبنان 0-4.
هذا إن دلّ على شيء يدل على التفوق الثلاثي على لبنان فقطر تملك منتخبا متطورا ويتم صرف ملايين الدولارات عليه، والصين دولة متقدمة وعظمى ولها باع طويل في هذه المسابقة تحديدا وسبق أن وصلت إلى المباراة النهائية، أما المنتخب الطاجيكي الذي يقولون عنه أضعف المنتخبات فهو من المدرسة السوفياتية وسبق له أن تعادل أواخر عام 2022 مع روسيا سلبا 0-0 كما تفوق على منتخب ترينيداد وتوباغو 2-1 وكانت له نتائج مرضية في الوديات على عكس لبنان الذي خسر في عهد مدربه الصربي الكسندر ايليتش ولم يعرف لاعبوه طريقهم إلى المرمى منذ فترة طويلة، إذ لم يعرف منتخب لبنان الفوز منذ شباط 2022.
كما إن الدوري المحلي الذي أقيم على ملعب جونية البلدي في الغالب الأعم، لا يمكن أن ينتج لاعبين على مستوى الأطماح لأنه من العشب الصناعي وهذا ما يضر اللاعب ويؤذيه ويؤخر مستواه بدلا من أن يرفعه.
ما يعني أن غياب الملاعب العشبية وخصوصا في الفترة الحالية لن يطور مستوى المنتخب، أضف إلى ذلك المباريات الودية التحضيرية أمام منتخبات ضعيفة لن يفيد إذ لا بد من الاحتكاك مع منتخبات عالية المستوى كاليابان والعراق وأستراليا والسعودية وكوريا الجنوبية وحتى منتخبات أوروبية حتى يمكن الحكم على مستوى اللاعبين في كأس آسيا.
فاللعب أمام منتخب جزيرة “فانواتو” المغمور أشبه باللعب مباراة ودية أمام فريق من الدرجة الثانية في الدوري المحلي؟!.. فأي خطة وضعها الاتحاد اللبناني للعبة للارتقاء بالمستوى وتعويض جملة واسعة وكبيرة من إخفاقاته التاريخية الماضية.
وأخيرا، لا بد من الإشارة إلى ضعف وتواضع تاريخ المدرب الصربي الحالي وسجله “الهزيل” في التدريب وخصوصا على صعيد المنتخبات الوطنية، وكان من الأجدر الابقاء على المدرب التشيكي ايفان هاشيك الذي يبدو انه قرر الانفصال لأنه لم يلمس جدية في التعامل إضافة إلى التدخل المابشر وغير المباشر من بعض أعضاء الاتحاد في تعيين وتسمية اللاعبين.
حتى إن ايليتش يعاني من الطريقة عينها، ونقول بكل صراحة إن العمل على “الطريقة اللبنانية” حتى في كرة القدم لن يطور مستوى المنتخب قيد أنملة، ولن تكون هناك نتائج مرجوة أو يمكن أن نبني عليها في كأس آسيا 2024 وسنبقى مكانك راوح ومن الآن يمكن التأكيد بأنها رحلة محفوفة بالصعاب حتى لا نقول عليها “رحلة سفر واستجمام” كما هي عادة أغلبية بعثاتنا الرياضية التي همها أن تظهر في الصورة أو “الكادر” من أجل الذكرى والتاريخ و”مصروف الجيب”.
سامر الحلبي – الديار
Follow Us: