بسمه تعالى
تكافح : ” مؤسسة اليسر للطباعة والإخراج الفني ” منذ سنوات وبإمكانات متواضعة لتحفيز القراءة والدعوة للمطالعة ونشر الثقافة المتنوعة وتشجيع العلم والعلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب والمؤلفين والأكادميين والجامعيين والحوزويين على حد سواء لمضاعفة الإنتاج الفكري .. لتحويل بيروت إلى كعبة للكتاب بكل ما للكلمة من معنى .. ويأتي ذلك من خلال مختلف الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة مما يتصل بعالم الكتابة وإعداد الكتب والمجلات والمنشورات والتأليف والطباعة والنشر .. والتي يأتي في طليعتها فكرة ” معرض الحضارة للكتاب ” الذي أبدعت المؤسسة فكرته منذ مدة ، ويأتي هذه السنة في دورته الثالثة الاستثنائية في ظروف اقتصادية ومعيشية واجتماعية ضاغطة على وقع الأزمة النقدية وانهيار العملة الوطنية في لبنان وعلى وقع أزمات المنطقة ، بل العالم بأسرة .. خصوصاً بعد جائحة كورونا وتداعيات الحروب في المنطقة .. من الحرب في اليمن ، إلى أوكرانيا ، إلى السودان .. وأخيراً وليس آخراً عودة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة بين الكيان المؤقت وفصائل المقاومة الفلسطينية ..
ففي كل هذا الجو الضبابي قررت ” مؤسسة اليسر ” أن تكافح لإنجاح معرضها في دورته الثالثة بعد دورته الأولى التي أقيمت في مقر الجامعة اللبنانية والثانية التي أقيمت في ساحة ملعب الراية .. وفي هذه السنة تقرر خوض معركة إنجاح المعرض بالتعاون مع ” دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع ” وهو من أنشط دور الطباعة والنشر والتوزيع اللبنانية والذي تمكن من استقطاب أكثر دور النشر اللبنانية والعربية والعالمية لتشارك في المعرض هذا العام بأكثر من أربعمائة ألف عنوان من كتبها المطبوعة التي امتلأت بها الصالات في هذا المعرض النموذجي الذي اتخذ هذا العام من صالة ” مطعم غاردينيا ” على أوتستراد الشهيد هادي نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية مقراً له .. فازدحمت الصالة طيلة أيام العرض بآلآف الشخصيات العلمية والفكرية والأدبية والسياسية ومن مختلف الاختصاصات والتيارات والاتجاهات .. وبرعاية افتتاحية خاصة من وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم ، وتشجيع من ثنائي حزب الله وحركة أمل ، تخلل كل ذلك الكثير من التوقيعات لعناوين جديدة من الكتب وفي مختلف الاختصاصات .. مما جعل من الحلم حقيقة .. ومن الواقع المرير أملاً مشرقاً لمستقبل واعد .. فأعادت بذلك ” مؤسسة اليسر ” نقطة ضوء لعالم الفكر والثقافة في عصر الظلمات التي تُطوِّقنا من كل جانب ..
وقد حظي المعرض هذا العام بتغطية إعلامية واسعة من مجموعة من القنوات الفضائية كقناة ال Nbn وتلفزيون لبنان والمنار ومجموعة من الإذاعات اللبنانية والعربية ، ومن العديد من المواقع الإخبارية مما ساهم في الإقبال الكثيف .. وبدت ملفتة مشاركة طلاب الحوزات والجامعات والمدارس الثانوية والمتوسطة والمهنيات اليومية رغم كل الصعاب التي واجهها العام الدراسي بسبب الضائقة النقدية ..
وقد وعدت مؤسسة اليسر بتطوير الأداء وبالمزيد من التوسع في الدورة القادمة إن شاء السميع العليم ..وقد وفقني الله لمواكبة مراحل نشوء وتطور معرضها هذا فساهَمْتُ في حفل قص شريط افتتاح دورته الأولى .. كما ساهَمَتْ المؤسسة بالإخراج الفني لمجموعة من كتاباتي المتواضعة .. ويأتي هذا المقال من باب الوفاء لحقوق الصداقة والأخوة الإيمانية .. أسأل الله أن يأخذ بيد القيمين على أنشطة المؤسسة لما فيه نشر العلم والمعرفة سيما الأستاذ ربيع الحاج حسن سلمه الله .. والله من وراء القصد ..
كتبه بيده الشيخ إبراهيم العاملي
30 سنة دراسة في الحوزة العلمية .. دكتوراه أولى في الدراسات القرآنية وثانية في الشريعة والقانون ..