كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: ضبط العالم العربي توقيته على توقيت جدّة، حيث تُعقد قمّة جامعة الدول العربية على مستوى الرؤساء، لأنها تحمل في طياتها الكثير من العناوين، لا سيما أنها الأولى بعد التقارب السعودي الإيراني، وعلى جدول أعمالها ملفات مصيرية كحربي اليمن والسودان.
مصادر سياسية على اطلاع لما قد يصدر عن القمة العربية من قرارات وتوصيات استبعدت في اتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية أن “يحظى لبنان بالاهتمام المطلوب من هذه القمة، لأنه ليس أولوية على جدول الأعمال، وحضوره القمّة يأتي من باب الاجماع العربي وليس من أجل مساعدته على إنهاء الشغور الرئاسي ومعالجة اقتصاده المنهار، ولن يحصل لبنان في البيان الختامي للقمة إلّا على التمنّي بانتخاب رئيس للجمهورية ومعالجة أزمته الاقتصادية”.
وفي سياق المواقف، سأل الوزير السابق رشيد درباس في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية عن موقع لبنان في القمّة العربية، داعياً القادة العرب إلى “التفكير بمنطق آخر، لأنهم في الماضي كانوا يلتقون وكل واحد منهم يخبئ سكينه خلف ظهره، اليوم وبعد زوال المخاوف من بعضهم بإمكانهم ان يقدموا مشروعا وطنيا لخدمة الأجيال الصاعدة”.
واستغرب درباس أن “تنعقد القمة العربية والسودان الشقيق يغرق بحمام من الدم دون معرفة الأسباب ودون أن يتمكن العرب من وضع حد لهذه الدماء العبثية، في وقت تزداد الأطماع بمياه النيل، فبدلا من المحافظة على مياه النهر تُسفك دماء الشعب السوداني هباء، وماذا فعلت جامعة الدول العربية ولماذا لم تُصدر قراراً سريعاً لوقف إطلاق النار”.
إلى ذلك، استبعد درباس “صدور قرارات مهمة عن القمة بشأن لبنان باستثناء التمني بانتخاب رئيس جمهورية”، وسأل: “ماذا يمنع من الاستفادة من التقارب السعودي الايراني ووضع لبنان في موقع متقدّم وهم، أي العرب، يعلمون أن القصة متوقفة عند “حزب الله”، فلماذا لا يطلب من إيران أن تضغط على حزب الله لتسهيل انتخاب الرئيس؟
بدوره، رأى الخبير السياسي والاستراتيجي الدولي سامي نادر في حديث مع “الأنباء” الالكترونية أنّه “من المبكر أن يكون للبنان دور في القمة العربية”، معتبراً أن “ما يجري بالدرجة الأولى هو عبارة عن تطبيع مع عرّابي النظام السوري، أي إيران، وتعميق الشراكة مع روسيا، فهناك مصالح مشتركة تحكم هذه الدول”.
وبالنسبة إلى لبنان، أشار نادر إلى أن “ثمّة مواضيع أهم تتعلّق بمسألة تهريب المخدرات التي كانت تهرّب إلى السعودية ودول الخليج، فلا بد من توقيفها وفكفكتها”.
تفقد جامعة الدول العربية ثقلها السياسي شيئاً فشيء، ويخسر الدور العربي حجمه لمصلحة الاتفاقات الثنائية التي تنعقد في المنطقة، ما ينعكس سلباً على لبنان بشكل خاص والاجماع العربي بشكل عام، إلّا أن انتظار لبنان قرارات عربية وأممية يُعد انتحاراً، لأن انتاج الحلول أساسه داخلي وليس خارجياً، والدول لن تلتفت لنا ما لم نلتفت إلى شؤوننا ونعالجها.