الثلاثاء, نوفمبر 12
Banner

إعادة تجديد وإزاحة الستارة عن اللوحة التي تحمل اسم مستديرة الرئيس رشيد كرامي في صور

بمناسبة الذكرى الـ 36 لاستشهاد دولة الرئيس رشيد كرامي وبحضور معالي النائب فيصل عمر كرامي، قامت بلدية صور بالتعاون مع جامعة المدينة بإعادة تجديد وإزاحة الستارة عن اللوحة التي تحمل اسم مستديرة الرئيس رشيد كرامي قرب مؤسسات الصدر في صور، حيث اقيم احتفال بالمناسبة في مجمع الخضرا الديني، حضره الى جانب كرامي، النواب السادة علي خريس، حسن عز الدين، د. عناية عز الدين وحسين جشي، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل المهندس علي اسماعيل وعضوا قيادة الإقليم أحمد عباس وعلوان شرف الدين، مدير عام الريجي ممثلًا بعبد المولى المولى، المدير العام السابق زيد خيامي، رئيس إتحاد بلديات قضاء صور حين دبوق، القاضي عرفات شمس الدين، مطران الروم الملكيين الكاثوليك جورج اسكندر، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال، راعي ابرشية الروم الأرثوذكس الأب نيقولا باصيل، الشيخ حيدر عواضة ممثلًا مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله، مسؤول جمعية المشاريع الاسلامية الشيخ بسام ابو شقير، مدير جامعة المدينة فرع صور الدكتور مصطفى كردي، وعدد من الفعاليات الاجتماعية والبلدية والاهلية.

خريس

وكانت بالمناسبة كلمة للنائب علي خريس وجّه فيها تحية الرئيس نبيه بري الى النائب فيصل كرامي، قائلاً: “نحن في ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي حيث يد الغدر والعمالة اغتالت رجلاً قومياً عربياً وطنياً وقف الى جانب المقاومة ودعمها ورفض اتفاق 17 أيار، وكما قال الرئيس نبيه بري هذا الاتفاق وُلد ميتاً، وهو الذي طالب بأن يسمى شارعاً في صور بإسم الرئيس كرامي لأنه حمل أمانة الجنوب ومعاناة الجنوب وكان من أوائل المدافعين عنه”.

وأكمل : “لقد ولّى زمن الهزائم فالإمام الصدر غيّر معادلة قوة لبنان في ضعفة الى قوة لبنان في مقاومته وجيشه وشعبه، وهكذا استطعنا طرد العدو من أرضنا فتحررت وبتنا ننعم بأمن وأمان واستقرار بالرغم من كل الضغوطات الإقتصادية والمالية”.

ثم وجّه التحية الى الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية على صمودهم في وجه العدو، مشيراً الى انه ولأول مرة أصبحنا نشعر أن الكيان الصهيوني يهتز بفضل هذه التضحيات والصمود والمقاومة.

وتطرق الى القمة العربية فرأى أن الإجماع العربي الذي شهدته القمة العربية كان فاعلاً لأن سوريا كانت في صلب هذه القمة، وكلبنانيين علينا أن نستفيد من هذه القمة لكن هناك من لا زال مستمراً بمواقفه التي لا توصل أي حل.

وختم على صعيد الانتخابات الرئاسية “أن المطلوب من الفريق الآخر تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية ولنذهب الى المجلس النيابي ولينجح من ينجح، نحن نريد حماية الوطن ووحدته ونصون العيش المشترك بكل ما أوتينا من قوة”.

عز الدين

بدوره تحدث النائب حسن عز الدين قائلاً: “نكرّم اليوم هامة وطنية كبيرة وسياسيا”محنكا و فذا”، كان رشيد كرامي عروبيا” في انتمائه صادقا” في ولائه ومخلصا” لأجل وطنه، فدى نفسه في سبيل وحدة لبنان فكان شهيد الوطن في مواجهة اصحاب مشاريع الفتنة والتقسيم والفدرلة الذين اغتالوه لمصلحة العدو وانهاء دوره الوطني، هذا الرجل المقاوم الذي كان دوره كبيرا” في اسقاط اتفاقية ١٧ أيار الذي قال يومها《 إن ما أصاب اسرائيل هو هزيمة لم يسبق لها مثيل في تاريخها》ومن هنا ندخل الى عيد المقاومة والتحرير، هذا النصر التي حققته المقاومة والشعب والجيش الوطني هو انجاز التحرير وسقوط اسرائيل الكبرى وهو اليوم الذي شكل نقطة انعطاف وتحولا تاريخيا في مستقبل الصراع حيث غادرنا عصر الهزائم والنكبات وبدأنا زمن الكرامة الوطنية و الانتصارات”.

وأضاف: “هذه المقاومة في عيدها اليوم تؤكد وتجدد دعمها لفلسطين ولشعبها ولفصائلها ولهذا الجيل المقاوم الذي استحق بتضحياته وصموده ووعيه وإيمانه ورسوخ عزيمته وسام الجهاد والشهادة برتبة قائد، هذه المقاومة التي ما زالت تحمي لبنان وثرواته البحرية وأرضه ومائه وهوائه وتستطيع الدولة ان توظف قوتها وقدراتها في مصالح لينان الوطنية العليا، هذه المقاومة اليوم أقوى من اي وقت مضى وتملك كل ماتحتاجه المواجهة وما زالت تطور سلاحها و معادلاتها الرادعة للعدو والتي جعلته مقيد اليدين وأفقدته الجرأة على العدوان وما المناورة الرمزية اليوم سوى رسالة واضحة على جهوزيتها التامة والمستمرة حتي لايخطأ العدو في التقدير والحسابات، هذه المقاومة التي أصبحت جزءاً من محور استراتجي يتكامل فيما الدول والفصائل والقوى المقاومة والشعوب الداعمة والمؤيدة، هذا المحور يمارس دوره الطبيعي وتأثيراته في صياغة ومستقبل النظام الاقليمي الجديد”.

وختم على صعيد الداخل: “مما لا شك فيه ان صمود وانتصار سوريا أكدا دورها وموقفها الاستراتيجي في الوطن العربي وما التفاهمات والمناخ الايجابي السائد في التقارب والتفاهم السعودي- الايراني الذي يشكل فرصة ذهبية للبنان والمنطقة فيجب الاستفادة منها، وهي ان نسرع مسار التواصل والحوار والتفاهم بين القوى السياسية ومكونات المجلس النيابي والذهاب الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تضع رؤية سياسية واقتصادية ومالية شاملة وتعالج كل الأزمات وتعيد للدولة هيبتها وانتظام مؤسساتها ولتغادر القوى السياسية المعاندة والمكابرة مواقع الرهانات الخاسرة على الأخرين وتتنازل لمصلحة لبنان ولا يظن احد ان قوى الخارج تستطيع ان تفرض رئيسا على النواب دون تفاهم وتوافق”.

كرامي

ثم كانت كلمة للنائب فيصل كرامي جاء فيها: “أيها الجمع الطيّب الذي يجسّد الوجه المشرق لمدينة الإمام موسى الصدر، صور، سيدة البحار في تاريخها الفينيقي، وعاصمة المقاومة في حاضرها اللبناني، جنباً الى جنب مع بنت جبيل وصيدا وبيروت وصولاً الى طرابلس التي أجيئُكم منها ومعي أجمل وأبهى هداياها التي قدّمتها الى كل لبنان، معي مبادئ وثوابت ونضالات رشيد كرامي، شهيد طرابلس وشهيد صور وشهيد كل لبنان”.

وأضاف: “أيها الأخوة، من رحاب مجمّع الخضرا الديني، وعلى بُعد أمتار من المستديرة التي تحمل اسم رشيد كرامي والنصب التذكاري لشهيدنا الكبير، لا قول فوق قول الرشيد حين قال “إنّ أي كلام في لبنان، سواء تصريحاً أو تلميحاً، يهدف الى زرع الشقاق بين السنّة والشيعة، هو من الخبائث، وبدل أن نسقط في هذه الخبائث التي لن تجلب لنا سوى خراب الوطن، فإن علينا كمسلمين أن ننفق جهودنا لصياغة التفاهمات مع شركائنا المسيحيين عبر الحوار الصادق لكي ننقذ لبنان من أتون هذه الحروب الطاحنة التي تعصف به. وقد أكد الرئيس عمر كرامي على جوهر هذه الثوابت حين توجّه الى اللبنانيين قائلاً لهم: “خصيمكم الله اذا سمحتم للفتنة المذهبية أن تدمّركم وتدمّر وحدة واستقلال واستقرار لبنان”. وأزيد عليهما اليوم أن أبغَضَ ما في السياسة اللبنانية الراهنة هو حديث المذاهب وحديث الطوائف من منطلق المحاصصات، وأن وحدتنا كلبنانيين هي السبيل الوحيد لانقاذ لبنان، ليس من الأزمات الكبرى التي يتخبّط بها فحسب، بل لانقاذه من الزوال”.

وتابع: “وهنا لا يفوتني أن أتقدّم بالشكر والإمتنان لكل فعاليات صور السياسية والروحية، وأخصّ مجلسها البلدي رئيساً وأعضاءً الذين قرروا تكريم رشيد كرامي عبر المستديرة والنصب التذكاري، ولا يسعني هنا إلا أن أقول لهم: أنّ لكم في رشيد كرامي، ما لنا بلا مبالغات ولا مزايدات، فهذا الكيان الصهيوني الذي امعن طويلا في عدوانه على مدن وقرى الجنوب الى ان بزغ فجر المقاومة وتحوّل هذا الجنوب المبارك الى ارض مقاومين، هذا الكيان الصهيوني الذي الحقتم به الهزائم وكنتم ابطال النصروالتحرير وما زلتم تشكلون بالنسبة اليه القوة الرادعة رغم استمراره حتى هذه اللحظة في استباحة السيادة اللبنانية بكل الاشكال، هذا الكيان الصهيوني هو الذي اغتال رشيد كرامي بادوات لبنانية فقط لان رشيد كرامي يشكل سداً منيعاً امام تقسيم لبنان واقتلاع لبنان من هويته القومية، وبالتالي اكرر بأن بلا مبالغات ولا مزايدات حين اقول أن دمنا واحد وعدوّنا واحد من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب”.

وقال: “أيها الأحبة، ما أكثر الفرص التاريخية التي سنحت للبنانيين لتسييج وطنهم وعيشهم الواحد لدولةٍ عصرية قائمة على المساواة والعدالة الإجتماعية، دولة صريحة في هويّتنا العربية، ودولة متصالحة مع التاريخ والجغرافيا، ولكن ودائماً برع اللبنانييون للأسف في إضاعة هذه الفرص.

اليوم، نحن أمام فرصة تاريخية جديدة، ولعلّها الأخيرة. اليوم، وبعد الإتفاق السعودي الإيراني، وبعد استعادة سوريا لموقعها الطبيعي في محيطها العربي، وبعد القمة العربية في جدّة التي يصحّ القول أنها قمّة لمّ الشمل العربي، وفي ظلّ المتغيرات الكبرى دولياً وإقليمياّ، وفي خضمّ أعنف وأخطر أزمة وجودية يعيشها الكيان اللبناني، فإن إضاعة فرصة إنتشال لبنان من الهاوية التي استقرّ بها تعادل الخيانة العظمى لأن عاقبتها هي انتهاء لبنان الذي نعرفه والذي ناضلنا وقاومنا لحمايته والذي نحلم بتطويره ونحرص على استمراره. وأقول لبعض اللبنانيين الذين لا يزالون في مرحلة المكابرة والإنكار، أقول لهم: ما أبغض هذا التاريخ الذي يعيد نفسه، ما أبغض العناد في غير موضعه، ما أبغض الأوهام والأحلام المجنونة والمشاريع القاتلة والإنتحارية التي تتلاعب ببعض العقول، ما أبغض الرهانات على الخارج، ولا أستبعِد أن بعض هذا الخارج الذي يُراهن عليه بعض اللبنانيين هو عدوّنا التاريخي أي الكيان الصهيوني. إن الرهان على الخارج عموماً هو إلغاءٌ للذات وإلغاءٌ للسيادة ويكشف إنعدام الإيمان بلبنان دولة قادرة على تقرير مصيرها، أو على الأقلّ دولة لها كلمة في تقرير هذا المصير”.

وأضاف: “والسؤال الصارخ اليوم أيها السادة هو لماذا لم ننتخب رئيساً للجمهورية رغم مُضيّ قرابة سبع أشهر على الفراغ الرئاسي؟ إن الاختلاف في الرأي مُباح وشرعي وحقٌ طبيعيّ يكفله الدستور في ظلّ نظامنا الديمقراطي، لكن كلّنا يعرف ويؤمن بأن الديمقراطية اللبنانية ينبغي أن تستمدّ شرعيّتها من التعاقد الميثاقي الذي اختاره اللبنانيون عام ١٩٤٣ وأكّدوا عليه في اتفاق الطائف عام ١٩٨٩، وإذا كان الاحتكامُ الى الديمقراطية في أيّ استحقاق دستوري أو سياسي من شأنه أن يتجاوز المواثيق التعاقدية بيننا، فإن الحلّ موجود في كلّ الأوقات، وهو الذهاب فوراً الى الحوار، وإلى الاحتكام الى الحوار العاقل والوطني لصياغة التفاهمات التي تحترم دستورنا وعيشنا الواحد وتحمي الديمقراطية والميثاقية معاً. وأصدقكم القول أنني كلبناني استغرب ان يتحول ملف انتخاب رئيس الجمهورية الماروني الى موضوعٍ مسيحيٍّ حصراً، فهذا الرئيس العتيد هو رئيس كلّ لبنان وكلّ اللبنانيين، هو رئيس المسيحيين والمسلمين، وقد جرى العرف منذ نشوء الجمهورية اللبنانية أن يكون اسم الرئيس موضع تفاهم بين المسيحيين والمسلمين. وما يتعلّق برئاسة الجمهورية ينسحب على باقي الرئاسات في لبنان، أي تحديداً رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء.

وتابع:” ماذا تنتظرون أيها اللبنانيون؟ إذهبوا فوراً الى الحوار ولا تتركوا الآخرين يتحاورون عنكم. وقبل أن تدخلوا إلى قاعة الحوار إخلعوا عنكم الهواجس والمخاوف والطموحات الشخصية وحتى المشاعر والعواطف، فالمطلوب هو العقل المنفتح والناضج والمدرك بأن لبنان لن تكون امامه في المستقبل اية فرصة اذا ضيّعنا هذه اللحظة التاريخية. واؤكد هنا، ايها الاخوة والاحبة، ان الطروحات التي نسمعها في هذه الايام حول تعديل الطائف وحول تفسير الدستور وحول اللامركزية باشكالها المتنوعة، كل هذه الطروحات مشروعة ولا خوف منها، لكنها في التوقيت الخاطئ تتحول الى اخطار جسيمة، ونحن اليوم في التوقيت الخاطئ جدا لمقاربة مثل هذه الملفات، علينا ان نُخرِج لبنان من بؤرة الانهيار كما هو، وان نطبق الدستور وننتخب رئيسا للجمهورية ونشكل حكومة ونعيد ترميم المؤسسات ونستكمل تطبيق بنود اتفاق الطائف بما فيها اللامركزية الادارية دون الحاق اي صفة اخرى بهذه اللامركزية، بل الالتزام بالنص الدستوري حرفياً، وان نضع الخطط لنهوضه من كبواته، وان نصل به سريعا الى الحد الآمن من الاستقرار الاجتماعي والسياسي. وبعد ان نجرّب الطائف، يمكن لنا وعبر المؤسسات الدستورية وعبر الحوارات الوطنية الجامعة، ان نطرح ونبحث في كل الامور بهدوء وعقلانية دون خوف من غالب ومغلوب، ودون توجسّ من قوي وضعيف، لاننا في وحدتنا نصبح كلنا غالبين لا مغلوبين، ولاننا في ايماننا في لبنان نصبح جميعا اقوياء لا ضعفاء”.

وختم قائلاً: “ونحن على بعد ايام من عيد المقاومة والتحرير، وعلى بعد ايام من ذكرى استشهاد رشيد كرامي، انتهز الفرصة لتهنئة كل اللبنانيين بالنصر الذي حققه المقاومون الابطال عام ٢٠٠٠. كما انتهز الفرصة للتأكيد بأن ذكرى استشهاد رشيد كرامي ليس مسألة عائلية او حتى طرابلسية، بل هي محطة وطنية بامتياز نستلهم منها كل ما آمن به الرشيد ودفع حياته ثمنا لهذا الايمان، واستحق ان يكون شهيد وحدة وعروبة لبنان، احييكم جميعا، واشكركم على هذا اليوم الجنوبي المضمخ بعطر زهر الليمون من طرابلس الفيحاء حتى صور الفيحاء”.

‏وفي الختام تم ازاحة الستارة عن اللوحة ‏التي تحمل اسم مستديرة الرئيس الشهيد رشيد كرامي.

قدم ‏للحفل الدكتور عدنان يعقوب.

Leave A Reply