حذّر المدير التنفيذي السابق لشركة غوغل (إريك شميدت) من أن الذكاء الاصطناعي قد يُشكِّل «خطرًا وجوديًا» وأن على الحكومات أن تعرف كيف تضمن عدم «إساءة استخدام الأشرار للتقنية».
وأصبح مستقبل الذكاء الاصطناعي محور المناقشات بين التقنيين وصُناع السياسات الذين يتصارعون بشأن ما ستؤول إليه الأمور وكيفية تنظيم التقنية.
ويُعتقد أن روبوت الدردشة (شات جي بي تي) ChatGPT، الذي انتشر كالنار في الهشيم منذ إتاحته لعامة المستخدمين في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هو السبب وراء زيادة الوعي بشأن الذكاء الاصطناعي، وذلك مع توجه شركات التقنية الكبرى في جميع أنحاء العالم إلى إطلاق منتجات منافسة والدفاع عن إمكانات الذكاء الاصطناعي.
وقال (شميدت) في حديث له خلال (قمة مجلس المديرين التنفيذيين) CEO Council Summit التابعة لصحيفة (وول ستريت جورنال)، إنه قلق من أن الذكاء الاصطناعي قد يمثل «خطرًا وجوديًا». وعرَّف الخطر الوجودي بأنه «مقدار الناس الذين يُؤذون أو يُقتلون» بسبب التقنية.
وقال (شميدت): «لا توجد سيناريوهات اليوم، ولكن قريبًا ستكون هذه الأنظمة قادرة على العثور على الثغرات الأمنية المكشوفة، أو اكتشاف أنواع جديدة من الأسلحة البيولوجية. قد يكون هذا خيالًا الآن، لكن من المحتمل أن يكون منطقه صحيحًا. فعندما يحدث ذلك، نريد أن نكون مستعدين لمعرفة كيفية التأكد من عدم إساءة استخدام الأشرار لهذه الأشياء».
وليس لدى (شميدت)، الذي كان المدير التنفيذي لشركة جوجل خلال المدة الواقعة بين عامي 2001 و2011، رؤية واضحة بشأن كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي، لكنه قال إنه «مسألة أوسع للمجتمع». ومع ذلك، قال إنه من غير المحتمل أن تكون هناك وكالة تنظيمية جديدة تُؤسَّس في الولايات المتحدة وتكون مخصصة لتنظيم الذكاء الاصطناعي.
يُشار إلى أن (شميدت) ليس أول شخصية تقنية كبرى تحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي، فقد اعترف (سام ألتمان)، المدير التنفيذي لشركة (أوبن أي آي) التي طورت (شات جي بي تي)، في شهر آذار/ مارس أنه «خائف قليلًا» من الذكاء الاصطناعي. وقال إنه قلق من قيام الحكومات الاستبدادية بتطوير التقنية.
وسبق للملياردير ورائد الأعمال المشهور (إيلون ماسك) أن قال إنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد «أكبر المخاطر» على الحضارة.
وحتى (سوندار بيتشاي)، المدير التنفيذي الحالي لشركة جوجل، الذي أشرف حديثًا على إطلاق روبوت الدردشة (بارد) Bard المنافس لـ (شات جي بي تي)، فقد قال إن التقنية «ستؤثر في كل منتج من منتجات الشركة»، مضيفًا أن المجتمع يحتاج إلى الاستعداد للتغييرات.
وكان (شميدت) جزءًا من (الوكالة الأمنية الوطنية للذكاء الاصطناعي) في الولايات المتحدة التي بدأت عام 2019 مراجعة للتقنية. ونشرت الوكالة مراجعتها عام 2021، محذرة من أن الولايات المتحدة ليست مستعدة لعصر الذكاء الاصطناعي.
Follow Us: