حين أنشئ مصرف لبنان عام 1963 حدّد قانون النقد والتسليف الورقة النقدية الصغيرة بالليرة الواحدة والأكبر هي 250 ليرة. وفي عام 1992 حيث كان آخر تعديل للقانون استُحدثت العشرة آلاف والخمسين ألف ليرة والمئة ألف ليرة. ولكن منذ تثبيت سعر صرف الدولار على 1500 ليرة واستقرار التضخم على مستويات متدنية لم تكن الحاجة الى أن توضع بين أيدي اللبنانيين عملات جديدة، واقتصر الأمر على تطوير طباعة العملات لتكون أكثر أماناً وثقة لدى حامليها. حالياً وبعدما انحدرت قيمة الليرة الى مستويات غير مسبوقة، وتحوّل الاقتصاد الى “الكاش”، بات من الصعب على اللبنانيين الاستمرار بالفئات الحالية للعملة الوطنية، بما حتم التفكير في وضع عملات جديدة من فئات كبيرة قيد التداول. وأول من أمس أقرّت اللجان النيابية المشتركة اقتراح تعديل قانون النقد والتسليف بزيادة العبارة الآتية “أو أي فئة أخرى على المواد 4 و5 و6، على نحو يمكّن مصرف لبنان من طباعة فئة ورقية أكبر من الفئة الموجودة (المئة ألف ليرة) مع ترك الخيار للمصرف باختيار قيمة الورقة.
وفي انتظار اجتماع الهيئة العامة لمجلس النواب لإقرار التعديلات النهائية على القانون، تجري التحضيرات على قدم وساق في مصرف لبنان الذي حسم أمر طباعة الـ500 ألف ليرة، فيما المباحثات جارية للاختيار بين طباعة فئة الـ250 ألف ليرة أو المليون ليرة، علماً بأن طباعة الفئات الكبيرة توفر على مصرف لبنان تكاليف الطباعة والتخزين والنقل كما تسهّل على المواطنين حمل كمّيات كبيرة من العملات، وتخفف كلفة نقل الأموال وتخزينها على التجار الكبار. وبمجرد إقرار التعديلات في الهيئة العامة، يحتاج مصرف لبنان أقله الى 3 أشهر ما بين عمليات طباعة العملة التي تتم في ألمانيا ومالطا وشحنها قبل طرح الفئات الجديدة في السوق اللبنانية، علماً بأن المركزي أنجز وإن بصفة غير رسمية التحضيرات التي تتعلق بشكل هذه الفئات والمميزات التقنية للحماية والأمان.