الجمعة, نوفمبر 22
Banner

عيد المقاومة والتحرير.. عندما سقطت رهانات العدو أمام صمود المقاومين!

ديانا غسطين – سفير الشمال

″٢٥ أيار″.. ثلاثة وعشرون سنة مرّت على ذاك اليوم التاريخي الذي شهد اندحار العدو الإسرائيلي عن الأراضي اللبنانية ولمّا يزل في الذاكرة والوجدان.

ثلاثة وعشرون سنة مضت، تبدلت فيها السياسة المحلية، العربية والاقليمية وحدها المقاومة بقيت ثابتة بوجه الاعتداءات الصهيونية المتكررة وما بدّلت تبديلا.

وفي عيد المقاومة والتحرير هذا العام، لا بد من القاء الضوء على “بوابات الإرادة” تلك التي أرادها العدو ممراً للتطبيع بغطاء إقتصادي وإنساني فحوّلها المقاومون الى شواهد على نصرهم.

ففي ٢٦ كانون الثاني ١٩٧٦، وضع وزير حرب الكيان الصهيوني السابق شيمون بيريس خطة أسماها “الجدار الطيب”، أعلن خلالها استعداد “إسرائيل” لاستقبال اللاجئين المسيحيين الناجين بأرواحهم من الحرب الأهلية. وهي طريقة حاول عبرها إقامة علاقات طيبة مع سكان المناطق الحدودية اللبنانية على قاعدة “عدم السيطرة على مناطق بل إقامة شبكة علاقات أهلية مع أطراف في المجتمع الحدودي” بحسب بيريس نفسه.

وبحسب الخطة، فقد اراد العدو انشاء “ممر سلام” مع لبنان قوامه بوابات تشرف عليها ٢١ نقطة عسكرية، على طول الخط الممتد من الناقورة حتى القليعة. وهي:

١- بوابة رميش أو ما يعرف بـ “بوابة دوفيف” وكانت تصل ما بين مستعمرة “دوفيف” وبلدة رميش الجنوبية في قضاء بنت جبيل (القطاع الأوسط) ليطلق عليها في وقت لاحق أسم “بيرانيت” بعد قيام المستعمرة والثكنة في مستعمرة “دوفيف”.

٢- “بوابة المطلة” كانت تصل بين مستعمرة المطلة وبلدة كفركلا في قضاء مرجعيون (القطاع الشرقي)، والتي تعرف ببوابة “فاطمة”.

٣- البوابة الثالثة بين مستعمرة حانيتا وبلدة علما الشعب في قضاء صور (القطاع الغربي).

٤- “بوابة الماري” وتقع في مواجهة بلدة العباسية.

وبعد عملية الليطاني في ١٤ آذار ١٩٧٨، عمل العدو الاسرائيلي على زيادة عدد من البوابات وتأهيلها بالبنى التحتية والممرات لتكن في خدمة مشروع التطبيع المنتظر مع لبنان. وهي:

١- “بوابة أفيفيم” قبالة بلدة مارون الراس والتي كانت موجودة منذ العام ١٩٤٨.

٢- “بوابة الناقورة”، التي هي في الأساس الممر التاريخي بين لبنان وفلسطين المحتلة، افتتحها الكسان الصهيوني سنة ١٩٧٩، وقد باتت اليوم في عهدة قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) وصار اسمها “معبر الناقورة”.

٣- “بوابة ترمس” افتتحت بداية العام ١٩٨٠، وهي تصل بيت مستعمرة المالكية ومنطقة الكيلو ٩ الواقعة بين خراج بلدتي عيترون وبليدا.

٤- “بوابة ميس” او ما يعرف ببوابة “ميتسي بابير” وقد افتتحها جيش العدو الاسرائيلي اثر اجتياح لبنان في سنة ١٩٨٢، والتي تصل بين مستعمرة المنارة وقرية ميس الجبل.

وتجدر الاشارة الى انه على مر سنين الاحتلال، عمد العدو الصهيوني على اقفال بعض هذه البوابات من ثم اعادة افتتاحها. غير انه ثبّت ثلاثة بوابات عند الشريط الحدودي واعتبرها دولية المطلة، الناقورة، وبيرانيت (دوفيف سابقاً).

هي مداخل حدودية اراد العدو الاسرائيلي استخدامها لمد جسور الصداقة مع اللبنانيين متذرّعاً بمساعدتهم ابان الحرب الاهلية اللبنانية. غير ان رهانات الصهاينة افشلتها عزيمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تصدّوا للعدو الغاشم فصانوا الارض وكسروا من كان يسمى “الجيش الذي لا يقهر”.

واليوم، بعد ٢٣ سنة على التحرير، باتت “بوابات التطبيع” رمزاً للصمود والانتصار. ووحده الرهان على الثلاثية الذهبية “الجيش والشعب والمقاومة” يبقى سداً منيعاً في وجه محاولات التطبيع من أي نوع كانت.

Leave A Reply