الجمعة, نوفمبر 1

ماذا سيفعل البطريرك في فرنسا؟

كتبت صحيفة “الشرق”: اذا صدقت المعطيات المتوافرة عن المفاوضات الرئاسية الجارية بين المعارضة والتيار الوطني الحر والتي تتقاطع كلّها، وبإقرارٍ من طرفَيها، عند نقطة تحقيق تقدّم جدي بحيث بات الاعلان عن الاتفاق على ترشيح جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية مسألةَ ساعات لا اكثر، فإن هذا الواقع الجديد يُفترض ان يكسر المراوحة السلبية التي تطبع الاستحقاق الانتخابي منذ أشهر ويحرّكَ المياة الراكدة في مستنقعه، مُعيدا رمي كرة الانتخاب في ملعب الخصوم.

تيصير بالمكيول

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، من الضروري أولا “الا نقول فول تيصير بالمكيول”، فصحيح ان الاجواء ايجابية جدا في كواليس الاطراف المعنية بالمشاورات الرئاسية، غير ان يجب عدم الافراط في التفاؤل واعتبار القصة انتهت. فالقوى المعارضة وعلى رأسها القوات اللبنانية تنتظر من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل التزاما نهائيا بتصويت تكتله كاملا، لأزعور، وهي لا تزال تقارب المفاوضات بايجابية ولكن بحذر، خشية اي انعطافة يمكن ان يقوم بها باسيل، سيما اذا دخل حزب الله على الخط مع ميرنا الشالوحي بقوة، اذا شعر ان “البرتقالي” يقترب من خصوم الضاحية، فيقدّم له عروضا واغراءاتٍ قد تُرضي التيار وتُقنعه بالتخلّي عن أزعور..

الحزب على موقفه

على اي حال، ورغم الحديث عن تفاهم مُعارِض وشيك، مواقفُ حزب الله على حالها. حيث رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “المرشح الذي يتداول بإسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه”، داعيا الفريق الآخر الى “التوقف عن هدر الوقت واطالة زمن الاستحقاق”.

و ليس بعيدا، إستقبل بري في مقر الرئاسة الثانية الوزير السابق غازي العريضي حيث جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، في زيارة قد تصب في خانة التنسيق الرئاسي بين المختارة وعين التينة.

الراعي في باريس

في الغضون، لا تستبعد المصادر ان يُصار الى اعلان التفاهم (اذا صدقت المعلومات والنوايا) بين المعارضة والتيار، قبل سفر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى فرنسا. فقد أعلن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي ان “البطريرك الراعي يتوجه غدا الثلاثاء الى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يلبي الدعوة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا من أجل لبنان واللبنانيين. وقد حدد موعد اللقاء عند الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الثلاثاء في قصر الإليزيه”… ووفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن ورقة وجود مرشح آخر في مقابل رئيس تيار المردة، ستجعل المحادثات بين الراعي ومضيفه، أسهل ، خصوصا وأن بكركي لم تنظر بعين الرضى الى محاولة باريس التسويق لمرشحٍ محدد من ضمن مقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة، بحجّة ان لا مرشحَ آخر في وجهه.

تعليق المساعدات

توضح المصادر ان ملف الرئاسة لن يكون وحده حاضرا في زيارته الباريسية، بل عبء النزوح السوري ايضا. وبينما يضغط اكثر من فريق لبناني وعلى رأسهم بكركي لاطلاق قطار العودة بينما لا يزال الموقف الدولي منها فاترا، سُجّل جديد على هذه الضفة. فبعد الضجة التي أثيرت حول دولرة مساعدات النازحين واعتراض اكثر من جانب رسمي وغير رسمي على هذا القرار، أعلنت نائبة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسّق الشؤون الإنسانية عمران ريزا، وممثّل المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن، وممثّل برنامج الأغذية العالمي عبدالله الوردات، تعليق تقديم المساعدات النقديّة للاجئين بالعملتين للشهر المقبل، في وقت تستمر فيه المناقشات مع الحكومة اللبنانية حول الالية المناسبة الممكن اتباعها. وجاء في بيان مشترك “نتيجة سلسلة لقاءاتٍ عُقدت الأمس مع رئيس حكومة تصريف الأعمال السيد نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار، وبناءً على طلبهما، تمّ إتّخاذ القرار بتعليق تقديم المساعدات النقديّة بالعملتين للاجئين للشهر المقبل، في الوقت الذي تستمرّ فيه المناقشات حول الآليّة المناسبة الممكن إتّباعها. وتجدّد الأمم المتحدة إلتزامها المبادئ الإنسانيّة في دعم الحكومة اللبنانيّة لمساعدة أولئك الأكثر ضعفاً في كلّ أنحاء لبنان. وتُتّخذ جميع القرارات التطبيقيّة، بشفافيّةٍ كاملةٍ وتِبعاً لإلتزام الأمم المتحدة رسالتها الإنسانيّة، وتشمل هذه القرارات تلك المتعلّقة ببرامج المساعدات ومناهجها المتَّبعة والتي ترتكز على حقائق صلبة وموضوعيّة وبحوث شاملة. هذا، ونستمرّ بالوقوف مع شعب لبنان وحكومته في هذه الأوقات الصعبة وبتعزيز بيئة تعاونيّة في خدمة مَن هُم في أمسّ الحاجة للمساعدة، بمن فيهم اللاجئ”.

لتنظيم العودة

تعليقا، غرد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر “تويتر” كاتبا “على اثر البيان المشترك (…) نتمنى الاستمرار في هذا الاتجاه، والاستماع أكثر إلى الدوائر الحكومية اللبنانية، للانتقال من تنظيم اللجوء إلى لبنان إلى تنظيم العودة من لبنان”.

شجب كاثوليكي

على صعيد آخر، وبينما تنتظر الساحة الداخلية تقرير وزيري المال والعدل عن تأثير استمرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في منصبه، على القطاع المالي والمصرفي اللبناني، والذي طُلب منهما اعداده في مجلس الوزراء امس، تفاعل قرارُ وضع مدير عام وزارة الصناعة جان جدعون في التصرف سلبا في الاوساط الكاثوليكية اليوم. فقد طالب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، ومجلس الأساقفة والرؤساء العامون والرئيسات العامات في لبنان، في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للبطريرك العبسي، “رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بإعادة النظر والتراجع الفوري عن قرار وضع المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون بالتصرف، كون الحكومة مستقيلة”.

رواتب “العام”

معيشيا، ومع ارتفاع المخاوف من عدم تقاضي موظفي القطاع العام رواتبهم عن حزيران المقبل بعد ما اعلنه وزير المال في هذا الشأن امس، يباشر موظفو القطاع العام “الاضراب العام والشامل في جميع الإدارات لمدة اسبوعين ابتداءً من الاثنين 29-05-2023 لغاية الجمعة 09-06-2023 ضمنا، على أن تبقي اجتماعاتها مفتوحة مواكبة لأي جديد وتحدّد التحركات المناسبة في حينه”.

Leave A Reply