كتبت “الديار”: في الأيام الأخيرة، بات الحديث عن قرب اتفاق القوى المعارضة مع “التيار الوطني الحر”، بتبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، هو الحدث الأساسي في البلاد، على قاعدة أن هذا الإنجاز بحال حصل من الممكن أن يقود إلى قلب المعادلة القائمة منذ تاريخ اعلان قوى الثامن من آذار عن تبني ترشيح رئيس “تيار المردة” النائب السابق سليمان فرنجية.
في هذا السياق، تُطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الهدف من هذا الاتفاق، على اعتبار أنه لا ينطلق من برنامج عمل مشترك بين أفرقاء يفتقدون عامل الثقة بينهم، خصوصاً “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية”، كما لا يتضمن رؤية مشتركة حول كيفية إدارة البلاد في المرحلة المقبلة، في حال نجحوا في إيصال مرشحهم إلى رئاسة الجمهورية.
الأهم من كل ما تقدم، هو أن هؤلاء الأفرقاء يدركون جيداً، على عكس ما يعلنون، أن تبني ترشيح أزعور لن يقود إلى انتخابه، نظراً إلى أن قوى الثامن من آذار، التي اعتبرت أن الهدف منه شطب مرشحها من المعادلة الرئاسية لن توافق عليه، في حين أن هناك كتلة لا يستهان بها من النواب أعلنت أنها لن تصوت لمصلحة مرشح فريق في مواجهة الفريق الآخر، مع العلم أن أزعور نفسه أكد أيضاً أنه لا يريد أن يكون في هذا الموقع.
وبحسب المعلومات فإن جهاد ازعور يفكر، بحال إعلان تأييد ترشيحه رسمياً من قبل فريق معين لمواجهة مرشح الفريق الآخر، أن يعتذر عن هذه المهمة، خاصة أن الرجل يعلم بأن تبني ترشيحه سيكون لحرق اسمه ومحاولة حرق فرنجية معه، وهو ما يعني عملياً ضرب حظوظه بالوصول الى بعبدا، في هذه الدورة الانتخابية وفي دورات أخرى، كما سيكون ضربة أيضاً لحظوظه بتولي حاكمية المصرف المركزي، كونه لا يزال من ضمن مجموعة الأسماء المرشحة لهذا المنصب.