الجمعة, نوفمبر 22
Banner

روايتان لـ14 حزيران… باسيل يتخلى عن أزعور و”القوات” في هذه الحالة

ليندا مشلب – لبنان الكبير

وإن أعلنتم أعلنا… تلك هي المعادلة التي أرساها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في شروط تحديد جلسة جديدة لانتخاب رئيس. موعد ضُرب الأربعاء في 14 الجاري وضُربت معه القوى السياسية على رأسها متهيّبة الموقف. انها المرة الأولى التي ستعقد فيها جلسة اختبار رئاسي جدية، تقودها ثلاث كتل: الكتلة الصلبة التي حسمت خيارها وأعلنت مرشحها على الضفتين؛ والكتلة المتحركة وهي التي تضم النواب المترددين الذين سيميلون مع الهوى السعودي أو الخارجي أو الطائفي أو لحسابات خاصة؛ والكتلة الرمادية التي لم تحسم خيارها بعد علماً أن بيضة القبان ‏تتوزع بين الكتلتين الرمادية والمتحركة… في كل الأحوال بث تحديد الجلسة الروح في الجمود وبدأ كل فريق يعد العدة.

واذا كانت المعارضة قد خطت خطوة في الفراغ بإعلانها الباهت ترشيح جهاد أزعور، فإن الخبر عدا عن كونه متوقعاً لم يحدث تلك الضجة ولم يخلط الأوراق، على العكس عمّق الشرخ في ملف الرئاسة وأبعده عن التوافق بدلاً من أن يقرّبه منه.

مصدر سياسي رفيع المستوى من “الثنائي” أعطى لموقع “لبنان الكبير” اعلان ترشيح أزعور “علامة صفر على مقياس الخرق الايجابي في الاستحقاق الرئاسي”، معتبراً أن هذه الخطوة كرّست الضياع لدى المعارضة. وتوقع أن تعقد جلسة الأربعاء من دون نتيجة والمعارضة على علم بهذا الواقع، وما فعلته ليس سوى تكتيك مكشوف لا يغير شيئاً في لعبة تضييع الوقت. فالمشكلة بحسب المصدر ليست الدعوة الى جلسة انما في التوافق على رئيس وايصاله الى سدة الرئاسة. وسبب الفشل المتوقع في الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس هو سلاح تطيير النصاب أو المقاطعة، ومواقف الطرفين معلنة في هذا الخصوص منعاً لوصول المرشح المنافس.

وأكد المصدر أن تبديل أزعور بميشال معوض، ولو مع تأييد مهدد لتكتل “لبنان القوي” بخروج خمسة من أصواته عن السكة، سيبقي على منافسة الورقة البيضاء، كاشفاً أن الثنائي سيتخذ قراره بعد النقاش مع الحلفاء، علماً أن المنطق يقول أن توضع ورقة المرشح في هذه الجلسة بطريقة أكثر جدية بدل الورقة البيضاء التي لا تزال خياراً مطروحاً.

ما يدور في فلك الاستحقاق هو روايتان حصل عليهما موقع “لبنان الكبير”:

الأولى تنقل وجهة نظر التيار وتؤكد أن عدد الأصوات المؤمنة لأزعور هو 69 صوتاً تتوزع بين المعارضة والتغيير و”الاشتراكي” (رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط أبلغ المعارضة أنه سيسير بخيار أزعور) والتيار ‏(الكتلة 21 نائباً خرج منها النائب جورج بوشكيان والنائب محمد يحيى فأصبحت 19 مع النواب الخمسة الرافضين التصويت لأزعور والمهددين بالفصل من التيار اذا خالفوا قرار القيادة وهم: ابراهيم كنعان، آلان عون، سيمون أبي رميا، أسعد درغام والياس بو صعب) وبعض المستقلين (تؤكد المعلومات أن النائب ميشال ضاهر نقل الى المعارضة ليل الاثنين نيته التصويت لأزعور) وهذا يعني أنه في الدورة الثانية سينسحب الثنائي، لكن هذا الانسحاب لن يكون كما في الجلسات السابقة بحسب الرواية التي تشير الى أن ثمنه سيكون هذه المرة مكلفاً، أمام المسيحيين في الداخل وأمام الخارج (الأميركي والفاتيكان وفرنسا…). وتعتقد هذه الرواية أن حظوظ سليمان فرنجية انتهت والبحث حالياً حول مخرج لهذه النهاية، لكن هذا لا يعني أن أزعور سيصل الى الرئاسة، اذ لا يمكن أن يصل أي رئيس إلى بعبدا من دون موافقة الثنائي ورضاه عليه. علماً أن رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع كان ضد ترشيح أزعور لكن في الحوارات التي حصلت، وبعد أن وافق باسيل على مجموعة أسماء من بينها أزعور جرى التقاطع على اسمه في الاجتماعات الأخيرة بين “القوات” و”الكتائب” والتيار والتغيير لتصبح الصورة كالآتي: كان المطلوب الاتفاق المسيحي على اسم، وها هم اتفقوا، اذاً أصبحت الكرة في ملعب الثنائي. وفي الرواية نفسها أن أزعور ليس مرشح جبران باسيل، الذي يرتاح إلى شخص آخر هو زياد بارود، لكنه في خطابه الأخير يوم السبت ترك اللائحة غير مقفلة حتى يعطي مجالاً للثنائي للتراجع عن اسم فرنجية والانفتاح على الحوار حول اسم آخر، شرط أن يكون فرنجية خارج لائحة المرشحين، قائلاً: “شيلو فرنجية ومنحكي”، فكان الجواب: “منحكي بفرنجية”.

وكان باتريك دوريل قد سأل باسيل في لقائهما الأخير في باريس: ما الذي يمكن أن يجعلك تغير رأيك وتنتخب فرنجية؟ أجابه جبران: لا شيء لأنه برأيي البلد لا يحتمل في هذه المرحلة فرنجية رئيساً.

المشكلة في الحصار الخارجي وحتى الآن ليست هناك مؤشرات جدية على أن الأميركي سيرفع الحصار أو أن السعودية ستسمح بتدفق الأموال الى لبنان. وخطوة السفير السعودي وليد بخاري تجاه فرنجية فسرها كل فريق على ذوقه، فالرياض سبق أن وقفت الموقف نفسه عند انتخاب الرئيس السابق ميشال عون منذ ست سنوات، حينها قالت لسعد الحريري: سنحكم على الأداء. وكان ما كان… الآن يخشى أن يلقى فرنجية المصير نفسه.

وتكشف الرواية أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي طلب من فرنجية، في لقائهما الأخير السبت الماضي، أن يأخذ في الاعتبار الإجماع المسيحي من دون أن يطلب منه الانسحاب، وتحدث عن أنه لا يجب كسر إرادة المسيحيين في هذا الاستحقاق .

أجواء التيار عكست مشهدية أن ورقة فرنجية سقطت، ولكن البحث هو حول من سيقوم بمهمة إبلاغه. وأرفقت المشهدية بمعادلة: اذا طار فرنجية يطير معه حتماً أزعور لذلك يجب البحث عن مرشح ثالث، عندها ‫يمكن أن يتخلى باسيل عن ترشيح أزعور ويعدل عن السير مع جعجع ويتحاور مع “حزب الله” على اسم ثالث، ولديه قناعة بأن أزعور لن يصل إلى بعبدا لا هو ولا أي رئيس آخر يستطيع أن يحكم من دون موافقة الطائفة الشيعية، والا سنستمر في هذا الانسداد.

وتخلص الرواية إلى أن ما قبل جلسة الأربعاء لن يكون كما بعده.

اما في رواية الثنائي: لا حياء في الموقف المتخذ، لا قبل الجلسة ولا خلالها، وفي السياسة كل الأسلحة مشروعة. وعلى رأس السطح سنخوض معركة فرنجية حتى النفس الأخير ولا أحد يهددنا لا في الداخل ولا في الخارج، وفي جلسة الأربعاء لن نتردد في استخدام حقنا الديموقراطي بتعطيل الجلسة ومنع وصول المرشح المنافس.

‏وفي الرواية نفسها يسأل الثنائي عن أي 69 صوتاً يتحدثون؟ وإذا كانت هذه الحسابات صحيحة، “صحتين على قلبن والله يوفق” لكننا نشك في هذا التعداد.

‏وتؤكد هذه الرواية أن جلسة الانتخاب الأربعاء لن تكون مفصلية على عكس ما يعتقد البعض، بل ستنضم إلى سابقاتها من الجلسات. وبدل معوض سيوضع اسم جهاد أزعور وربما بدل الورقة البيضاء يتم وضع اسم سليمان فرنجية وفي حساباتنا لا مرشح سيصل إلى 65 صوتاً.

هذه الرواية تؤكد أن سليمان فرنجية هو الرئيس، والأمل ليس مقطوعاً أن يتم انتخابه هذا الشهر. ولن يتغير موقف الثنائي حتى إذا أعلن فرنجية نفسه نية إنسحابه من السباق… وتكشف الرواية أن فرنجية أبلغ البطريرك الراعي في الاجتماع الأخير أنه لن يسحب ترشحه، وكان صارماً لجهة ضرورة أن تلعب بكركي دوراً في تأمين الاجماع المسيحي على اسمه.

وتوجز الرواية: فرنجية هو رئيس جمهورية. كيف؟ ومتى؟ لاحقين نحكي.

Leave A Reply