شدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على ان “تاريخ 14 حزيران 2023 مفصلي وكل من يضع ورقة بيضاء او اسم من غير المرشحين المطروحين او شعارات فهو سيساهم مع محور الممانعة في تعطيل الاستحقاق الرئاسي”. وأعلن اطلاق مشروع الطاقة الشمسية الذي سيضيء منطقة “دير الاحمر” باكملها وسيبدأ العمل عليه خلال اسابيع قليلة.
وتحدث جعجع في عشاء لمنسقية البقاع الشمالي في “القوات اللبنانية”، في حضور النائبين ستريدا جعجع وانطوان حبشي، رئيس اتحاد بلديات “دير الأحمر” جان فخري، الأمين العام لحزب “القوات” اميل مكرزل، منسق المنطقة الياس بو رفول، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من اهالي المنطقة.
وأكد اننا “اليوم لسنا في ازمة سياسية عادية بل هي مجرد تعبير وتمظهر لأزمة وجودية اعمق لذا نجهل مدى امكانية الاستمرار في هذه التركيبة التي اظهرت فشلها، وبات علينا التفكير بطريقة مختلفة يبقى فيها “لبنان لبنان” و”شعب لبنان شعب لبنان”.
كما لفت الى ان “من يسمع كلام “حركة امل” و”حزب الله” عن الحوار مع بداية الفراغ الرئاسي يصدق انهما يريدان الوصول الى نتيجة ولكن تبين انهما لن يقبلا اي اسم نطرحه ولا يرغبان الا برئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ما لن نقبل به”.
أضاف: “لانهاء هذا التعطيل ذهبنا الى اقصى حدود الايجابية وتقاطعنا مع قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” على اسم الوزير السابق جهاد ازعور على اعتبار انه مرشح حيادي توافقي من جهة وتقني من جهة اخرى، ورغم كل هذه المواصفات، اعتبره “الثنائي الشيعي” مرشح تحد. اذا من الواضح ان اي شخص ندعمه سيعتبر مرشح تحد، لأن “محور الممانعة” وتحديدا “حزب الله” لا يريد الاتيان الا برئيس جمهورية محسوب عليه، وبالتالي طرحه واضح: اما رئيس يريده او لا انتخابات رئاسية”.
تابع: “تحجج رئيس مجلس النواب نبيه بري بان المسيحيين غير متفقين على مرشح لذا توقف عن الدعوة لانعقاد الجلسات وطالبنا بالتوافق على اسم مرشح، وعندما اتفقنا كمسيحيين كما المعارضة على مرشح واحد واصبح هناك مرشحان جديان عدنا الى “النغمة” نفسها. فدعا ظاهريا الرئيس بري الى جلسة ولكن عمليا لا نعرف ما الذي سيحدث فيها”.
جعجع الذي اشار الى انه لا يتأمل خيرا من فريق “الممانعة” بعد ان اوصل البلد الى هذا الوضع، سأل: “كيف سنتوقع من هذا المحور خطوة ايجابية وجل ما يهمه تنفيذ مشروعه الضخم المختلف عن مشروعنا والبعيد عن مصلحة البلد؟”.
أردف: “من يجب التوقف عند أدائهم هم المستقلون ونواب التغيير المحسوبون على المعارضة، اذ بعد تفاهمنا على ازعور لتسهيل الامور طالعنا بعضهم بطروحات “عجيبة غريبة” ومنها رفض الاصطفافات الطائفية والمذهبية، ولكن اي انتخابات مهما كان نوعها ستكون وفق اصطفافات معينة وعلى الشخص ان يختار بين مرشحين على الأقل، اي ان رفضها يعني عدم انتخاب احد. كما ان كل نائب في البرلمان يمثل طائفة معينة “شاء ام ابى”، وبالتالي هؤلاء النواب يتلطون خلف هذه الذرائع لعدم تحمل مسؤولياتهم”.
واذ لفت الى ان “هناك ايضا من بدأ بطرح اسماء اخرى لن تنال الا بعض الاصوات، ما يعني استحالة وصولها الى سدة الرئاسة، الامر الذي لن يأتي بأي نتيجة سوى عرقلة الانتخابات”، رأى جعجع ان “محور الممانعة عطل وسيتابع هذا المسار الا اننا لا ندري اذا هؤلاء النواب يدركون انهم في تصرفاتهم هذه يساهمون في ذلك ايضا”.
اما لمن ينتقون ازعور ويعتبرونه من المنظومة، فعلق: “حيرتونا” وهنا نسأل من منحكم وكالة لتصنيف الناس؟ لضرورة البحث، سنفترض انه كذلك اي ان المرشحين هما من هذه المنظومة، هذا الأمر يدفع بكم لاختيار من ترونه اقل انخراط فيها”.
وأكد ان “تاريخ 14 حزيران 2023 مفصلي ومن سيلجأ فيه الى الاوراق البيضاء او الاسماء التي لا امل لديها او الشعارات سيساهم مع محور الممانعة في التعطيل”.
جعجع الذي اعتبر انه على كل نائب تحمل مسؤولياته، توجه الى جماهير “17 تشرين” ودعاهم الى مطالبة النواب الذين انتخبوهم بضرورة الاسراع في الاختيار بين المرشحين وعدم المساهمة مع “الممانعة” في التعطيل الحاصل.
كما علق على من يطالب بالاطلاع على مشاريع أزعور وفرنجية، قائلا: “اذا كنت لا تعرف حتى اللحظة مشروعهما من خلال القراءات والمواقف، فمن الاجدى بك الاستقالة. الازمة تتفاقم وبعض النواب من المستقلين والتغييريين “عم يلعبوا لعبة الزهرة وهيدي بتحبني وهيدي ما بتحبني”.
في المناسبة، اعلن “رئيس القوات” “اطلاق مشروع الطاقة الشمسية الذي يضيء المنطقة كلها، وهو الاول من نوعه في لبنان، وسيباشر تنفيذه خلال اسابيع قليلة”، مشيرا الى انه “سيؤمن الاستقلالية والكرامة والحرية لأهالي المنطقة، فضلا عن مردوده الاقتصادي الكبير والتوفير في استهلاك الطاقة”. واوضح ان “هذا المشروع استراتيجي سعى اليه النائب حبشي منذ سنوات وسينفذ من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية “USAID” وعلى المنطقة تأمين 10% فقط من امواله، ما تم البدء به”.
وأثنى على أداء النائب حبشي الذي بدأ كعسكري في “القوات” وتدرج بعدها خلال الحرب واوكل بمهمات اخرى في السلم حتى بات نائبا، كما نوه بجهود بو رفول الذي عاد الى لبنان باندفاع كبير وهما يعملان سويا بدينامية لتحسين المنطقة وتنميتها.
وذكر جعجع ان أهالي دير الأحمر كانوا اول من وقف الى جانبه في زمن الحرب، خلال وجوده في المعتقل، وبعدها ولهذا لا ينساهم، مضيفا: “مع وصول النائب ستريدا جعجع الى النيابة اطمأنيت على بشري وبقي الهم دير الاحمر، غير الممثلة قواتيا في البرلمان، لذا سعيت منذ العام 2005 مع اهلها الى تنفيذ بعض المشاريع حتى وصل النائب انطوان حبشي الى البرلمان عام 2018 وبدات معه الورشة الانمائية”.
حبشي
بدوره، شبه حبشي هذه المرحلة بـفترة دولة “لبنان الكبير”، موضحا: “رغم كل الشرذمة التي مر بها المسيحيون آنذاك، كان هناك هامات كبيرة على مستوى الكنيسة والسياسة، فضلا عن مؤسسات قوية استطاعت ان تواجه الازمات بعد الحرب العالمية الاولى. اما اليوم فنحن نواجه مشكلة وجودية لأننا عند مفصل تاريخي نلمس فيه فقدان العقل والمنطق من قبل البعض الذي لا يفكر بما ينطق به، في الوقت الذي “في البدء كان الكلمة” وبالتالي على هذا البعض ان يدرك بأن كل كلمة تخرج منه هي التي تربطه بالانسان الآخر”.
واذ اعتبر ان “من يرى اننا امام مشاكل سياسية وان الموضوع مسألة انتخاب رئيس فقط هو مخطئ، اذ ان وضعنا وجودي يتطلب قائدا يتحمل المسؤولية”، اضاف: “في ظل هذا الظرف التاريخي يطلب من “رئيس القوات” الكثير لاجتياز المرحلة، ولكن كلنا رجاء باننا سننجح مع اهلنا الذين يختارون في كل مرة وجودهم وكرامتهم ومع كل لبناني وضمير مسيحي لديه وجود حر وسيقف الى جانب تاريخه ومستقبله”.
وكان استهل الاحتفال بالصلاة مع الاب جهاد سعادة، تبعتها كلمة ترحيبية لبو رفول تمحورت حول عنوان العشاء “الوفاء والولاء”، وقال: “نحن ابناء منطقة العوامل الطبيعية فيها صعبة ولكن مهما ابتعدنا وتغربنا عدنا في النهاية الى ارضنا وفاء لاجدادنا الذين اختاروا العيش فيها. هذا الشعب ولد من رحم امه مقاوما ومشروع شهيد، لذا نحيي شهداءنا الابطال الذين بفضلهم هويتنا لم تتغير يوما ولم تصبح لا عثمانية ولا قومية عربية كما لم تصبح سورية ومن المؤكد انها لن تكون فارسية”.
اضاف: “وفاؤك حكيم لدمعة كل ام شهيد ولدماء ابنائها ولرفاقك في السلاح، وفاؤك لخط المنطقة التاريخي خط الوجود والهوية والبقاء والصمود وعدم الانصياع للطغيان، وفاؤك للهوية اللبنانية ومبادئنا. وفاؤك لنا، كان ولاءنا في الانتخابات النيابية، فأعطت منطقتنا نتيجة 90% للقوات اللبنانية. هذا الوفاء حصدته ولاء”.