الجمعة, نوفمبر 22
Banner

“رضي القتيل ولم يرض القاتل”

قد يتبادر إلى ذهن البعض أن استخدام عنوان “إنه هو… المجرم سليمان فرنجيه!” هو بهدف جذب القراء، ولكن الحقيقة أن المراقب للمشهد السياسي وللحقد الذي تدار به بازارات الانتخابات الرئاسية في هذه الأيام بين التيار والقوات والكتائب يتخيل له أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو من قتل والدي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وشقيقته في عقر دارهم في بشري، أو أن فرنجية قد كمن سابقاً لعائلة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ويتمه، أو أن والدي الرئيس السابق ميشال عون قد قضيا نحبهما برصاص مسدسه.

كل يوم يريدون جعجع وباسيل والجميل أن يؤكدوا لجمهورهم ولعموم اللبنانيين أن فرنجيه هو المجرم وهم الأبرياء، أن فرنجيه هو الشر المطلق وهم الخير، حتى يصبح مشروعاً السؤال الذي لا إجابة عليه، لماذا كل هذا الحقد الشخصي على فرنجيه؟

يختلف القوات والتيار في كل شيء وبينهم دم وعداوات، حتى إن ميشال عون لم يشارك في الجلسة النيابية للعفو عن جعجع عام 2005, التيار والقوات خطين لا يلتقيان إلا في موسم الانتخابات الرئاسية، اتفقا على إقصاء مخايل الضاهر في العام 1988، واختارا إدخال المسيحيين في دوامة الاقتتال الداخلي والحروب العبثية من تحرير وإلغاء، عاودا الاتفاق عام 2016 لقطع طريق فرنجيه، وكان اتفاق الخزي والعار في معراب، واليوم اتفقا مجدداً تحت مسمى “تقاطع” بعد ارتفاع حظوظ فرنجية مدعوما بمبادرة دولية.

كيف يمكن لأعداء الأمس واليوم والغد جعجع وباسيل من التقاطع على مرشح فؤاد السنيورة جهاد أزعور؟ وأين هو الاتفاق السياسي؟ وماذا جمعهما بعدما فرقتهما السياسة؟ أجل إنه الحقد على فرنجية!

يعيب جعجع وباسيل وعمه عون على فرنجية أنه لم يصل إلى الـ “سرتفيكا” (certificat) وهو اليتيم ابن التاسعة الذي قتل والديه وشقيقته داخل منزلهما، وأي حياة طبيعة بعد تلك الصدمة وهو الذي لاحقه حقد القتلة إلى داخل مدرسته، حتى حرم من الحياة الطبيعية لفتى في عمره، وفي المقابل يمكن لك أن تعاين شهادات عون وجعجع في مقابر قتلاهم وشهادة باسيل في الفساد موقعة من وزارة الخزانة الأميركية.

يعيب جعجع وباسيل وعمه عون على فرنجية علاقته بالسوريين وبحزب الله ولا داعي لتذكير جعجع بعلاقته مع النظام السوري وتغطيته اتفاق الطائف؛ ومن ثم قيامه بواجب العزاء بوفاة نجل الرئيس السوري باسل الأسد وصولاً إلى قول النائب ستريدا جعجع من تحت قبة مجلس النواب أن “جعجع ونصرالله متشابهان” معددتاً نقاط الشبه بين القوات وحزب الله.

وفي النهاية يصح في جعجع وباسيل وعون والجميل “رضي القتيل، ولم يرض القاتل”، ولو تعرض أي شخص غير فرنجية لما تعرض له لنزع عنه عباءة الرئاسة، ونازلهم انتقاماً لعائلته المظلومة، ولقتلى معاركهم الدونكشونية، ولضحايا فسادهم.

ليبانون ديبايت

Leave A Reply