توقّعت وكالة الطاقة الدوليّة انكماش معروض النفط بقوّة خلال الأشهر المقبلة، بفعل تخفيضات الإنتاج التي أقرّها تحالف “أوبك+”، وما سينتج عنها من تداعيات على إمدادات النفط العالميّة. ومن المرتقب أن يتزامن ذلك، حسب تقرير الوكالة الصادر اليوم الأربعاء، مع استعادة السوق لتوازنها تدريجياً، بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات الناتجة عن تفشّي جائحة كورونا، ثم غزو روسيا لأوكرانيا، وما نتج عن هذه الاضطرابات من تغيير في التدفقات التجاريّة العالميّة.
في المقابل، توقّعت الوكالة أن يرتفع الطلب العالمي على النفط تدريجياً، ليحقق زيادة بحدود 6% بحلول العام 2028، ما سيرفع الطلب إلى مستوى 105.6 مليون برميل يومياً بحلول تلك السنة. وعلى هذا الأساس، توقّعت الوكالة أن يكون العام 2028 عام الذروة، من جهة الطلب على النفط. أمّا على المدى الأطول، بعد تلك السنة، فتوقّعت الوكالة أن يتوقّف نمو الطلب العالمي على النفط بحلول نهاية العقد، جرّاء الانتقال نحو تقنيّات الطاقة النظيفة.
واعتبر التقرير أنّ التحوّل إلى الطاقة النظيفة يسير بخطى سريعة، مع تقدّم السيّارات الكهربائيّة وزيادة كفاءة تقنيّات إنتاج الطاقة المتجددة، ما يفرض على منتجي النفط الانتباه بعناية إلى هذه التغيّرات ومواءمة قراراتهم الاستثماريّة مع هذه التطوّرات، لضمان انتقال منظّم للطاقة المتجددة.
وتوقّعت الوكالة أن يتباطأ نمو الطلب الصيني على النفط بحلول العام 2024، فيما سيعوّض هذا الانخفاض الطلب المتزايد على البتروكيماويّات والنمو القوي للاستهلاك في الاقتصادات الناشئة والنامية. مع الإشارة إلى أنّ صندوق النقد الدولي كان قد توقّع في تقرير سابق أن ينخفض النمو الاقتصادي في الصين إلى حدود 4.5% بحلول العام 2024، مقارنة بنسبة 5.2% خلال العام 2023.
أمّا على مستوى قطاع التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما، فتوقّعت الوكالة أنّ تنمو الاستثمارات في هذا المجال بنسبة 11%، لتصل إلى حدود 528 مليار دولار أميركي في نهاية العام 2023. وفي حال استمرار هذا المستوى من الاستثمار، فمن المتوقّع أن يكون الإنتاج كافياً لتلبية الطلب المتوقّع خلال العام 2028، وهو عام الذروة في الطلب على النفط حسب تقديرات الوكالة.