تجارةٌ جديدة وغريبة في بلد الغرائب والعجائب لبنان! إنّه “بيزنيس المصارين” الذي يدّرُ أرقاماً خياليّة على لبنانيّين في عزّ أسوأ أزمة عرفها بلدهم. فما قصّة هذه التّجارة؟
يستورد لبنان أكثر من 85% ممّا يحتاجه مواطنوه من منتجات استهلاكيّة. رقمٌ كبيرٌ بالفعل مُقارنة بما يجتهد هذا البلد الصغير لتصديره الى مُختلف بلدان العالم.
ولكنّ لائحة الصادرات، وبفضل الأزمة التي شجّعت الناس على خلق وإنتاج سلعٍ وطنيّة تُسوّق في الخارج، باتت تطول حتى ضمَّت أخيراً أصنافاً جديدة لم تكُن تخطر على بال أحدٍ!
يكشفُ مدير عام وزارة الاقتصاد محمّد أبو حيدر أنّ “صادرات لبنان الى الاتحاد الأوروبي بلغت في العام 2022 حوالي 600 مليون يورو، وذلك وفق أرقام المديريّة العامّة للإحصاء المركزي لدى الاتحاد الأوروبي، وهو أعلى رقمٌ يُحقّقه لبنان في تاريخ الصّادرات الى دول الاتحاد منذ 2002″، لافتاً، في حديث مع موقع mtv الى أنّ “المفاجأة وفق الأرقام هي تصدير كميّات كبيرة من أغلفة أمعاء المواشي أو ما يُعرف بالـcasings الى بلدان الاتحاد الأوروبي بقيمة 30 مليون يورو، وهو رقمٌ لافت لصادرات من هذا النّوع في عام واحدٍ فقط، مع الإشارة الى أنّ 1200 عائلة في لبنان تعيش من هذه التجارة، وتُستعمل هذه الأغلفة في صنع النقانق والسُّجق بشكلٍ خاصّ”.
ويُضيف أبو حيدر: “تحقَّقَ هذا الأمر بفضل وزارة الزراعة والمُلحق الاقتصادي في السفارة اللبنانيّة في بلجيكا المشكورَين على الجهود الكبيرة في متابعة ملف هذا النوع من الصّادرات لجهة الفحوص المخبريّة اللازمة للتأكّد من أنّ المُنتج يراعي المواصفات الأوروبيّة المطلوبة”، لافتاً الى أنّ “ملف العسل اللّبناني يسير على الخطى ذاتها، وقريباً سيُصدَّر عسل لبنان الى دول الاتحاد الأوروبي”.
وفي السيّاق ذاته، علم موقع mtv أنّ أرجل الدجاج هي من أبرز الصادرات اللبنانيّة الى دولة الصّين، والطلبُ كبيرٌ عليها كونها تدخُل في صناعات يشتهر بها هذا البلد.
في زمنٍ يلعنُ فيه البعض اقتصاد لبنان، هناك في المُقابل من يبحث في العتمة عن ضوء وفرص يخلُق منها سبلاً جديدة للعيش والازدهار… ولكن، من كان ليظنّ يوماً أن تأتي الملايين من “المصارين”؟