الاكتئاب الجسيم هو أكثر من مجرد مزاج عابر ناجم عن قضاء يوم سيئ مثلاً أو حزن مؤقت؛ إنما تستمر أعراض الاكتئاب الجسيم لمدة أسبوعين على الأقل، ولكنها عادة ما تدوم لفترة أطول قد تصل لشهور أو حتى سنوات.
ومن الممكن أن تحدث نوبة اكتئاب شديدة مرة واحدة فقط في حياة الشخص، أو قد تعود بشكل متكرر، فالأشخاص الذين يعانون من نوبات عديدة من الاكتئاب الشديد قد يعانون أيضاً من فترات اكتئابية متواصلة، ولكن أكثر اعتدالاً.
وخلال نوبة الاكتئاب الجسيم، يمكن أن يخرج التفكير عن الواقع، ويعاني الشخص من أعراض ذهانية مثل المعتقدات الخاطئة أو الأوهام أو التصورات الخاطئة التي تسمى الهلوسة.
ومن خلال السطور التالية؛ يرصد “سيدتي. نت” أعراض الاكتئاب الجسيم، بحسب تقرير نشره موقع Health Harvard .
أعراض الاكتئاب الجسيم
لعل أبرز أعراض الاكتئاب الجسيم تكمن في تدني المزاج إلى مستويات حادّة، أو الحزن العميق، أو الشعور باليأس. ويمكن أن يظهر المزاج أحياناً على أنه تهيج أو قد لا يتمكن الشخص المصاب به من الاستمتاع بالأنشطة التي عادة ما تكون ممتعة.
وربما ينطوي الاكتئاب على تغييرات في مناطق الدماغ التي تتحكم في الحالة المزاجية، فقد تعمل الخلايا العصبية بشكل سيئ في مناطق معينة من الدماغ، مما يجعل المُصاب يواجه صعوبة في تنظيم الحالة المزاجية، نتيجة عدم الاتصال بين الخلايا العصبية أو الدوائر العصبية.
وقد يصاب الأشخاص الذين يعانون من نوبات اكتئاب جسيم أيضاً، بنوبات من الطاقة العالية نسبيًا أو التهيج، بحيث ينامون أقل بكثير من المعتاد، أو يحلمون بخطط كبيرة لا يمكن تنفيذها أبدًا؛ وهذا ما يسمى بـ “الهوس” أو “نوبة الجنون”.
ومن الأعراض المؤلمة بشكل خاص لهذا المرض الشعور الراسخ بانعدام القيمة والذنب. وقد يشعر الشخص بالذنب بشأن تجربة معينة في الحياة، أو قد يشعر بالذنب بشكل عام لا علاقة له بأي شيء على وجه الخصوص.
وغالباً ما تتغير أفكار الأشخاص المصابين بالاكتئاب الجسيم بحسب مزاجهم المظلم، فعلى سبيل المثال، قد تكون الأفكار المتشائمة غير متناسبة مع واقع الموقف. وفي بعض الأحيان، يكون التفكير المكتئب مشوهاً بدرجة كافية ليتم تسميته “ذهانياً”؛ أي أن الشخص يجد صعوبة كبيرة في التعرّف على الواقع، وقد يصاب الأشخاص المكتئبون بأوهام (معتقدات خاطئة) أو هلوسة (تصورات خاطئة).