الجمعة, نوفمبر 22
Banner

جمود رئاسي بانتظار لودريان .. والجولة الثانية من الإستماع الى الإقتراح

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : لا شيء متوقّعاً في القريب العاجل على جبهة الاستحقاق الرئاسي الذي دخل في حالة انتظارية لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المُنتظَرة الشهر المقبل، وذلك بعدما أنهى زيارته الاولى للبنان بحصيلة راوَحت المواقف فيها بين مؤيّد لِعقد طاولة حوار في الاستحقاق وبين معارض لها، على أن يحدد طبيعة خطوته اللاحقة في ضوء مشاورات بين باريس والرياض خصوصاً والمجموعة الخماسية العربية ـ الدولية عموماً، علماً انّ لودريان كان قد أعلن لدى مغادرته انه سيعمل على “تسهيل حوار جامع بين اللبنانيين بغية التوصل إلى حل توافقي للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية”.

أبلغَت أوساط مطلعة الى “الجمهورية” انّ الجميع في الداخل اللبناني عادوا الى الوقوف على رصيف الانتظار، ترقّباً لما سيحمله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته الثانية لبيروت خلال تموز المقبل، الأمر الذي يعني ان الفترة الفاصلة عن عودته ستكون قاحلة محلياً على مستوى الاستحقاق الرئاسي.

ولفتت هذه الاوساط الى انّ زيارة لودريان الثانية يُفترض ان تكون مفصلية، لأنها هذه المرة لن تكون استطلاعية بل إجرائية، بمعنى ان الموفد الفرنسي سينتقل خلالها من مرحلة ان يستمع إلى طَور ان يقترح، بناء على الاستنتاجات المُستقاة من لقاءاته مع القيادات السياسية والمشاورات التي سيجريها مع الرياض والدوحة قبل أن يعود إلى باريس لاطلاع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون على حصيلة الجزء الأول من مهمته.

واعتبرت الاوساط ان الرحلة المقبلة لـ لودريان الى بيروت ستعطي مؤشرات حول مصير حراكه، فإمّا ان يستمر اذا وجدً أرضية مشجعة، وإمّا ان يراوح في مكانه وبالتالي استبعاد انتخاب الرئيس قريباً.

الى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان لودريان سيناقش مع المسؤولين في السعودية وقطر حصيلة مشاوراته في لبنان ونتائج اللقاءات التي أجراها مع الاطراف اللبنانية للبحث في إمكان القيام بأي خطوة تساعد على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، خصوصاً ان مسؤولين من الدولتين تعهدوا بمناقشة الوضع مع المسؤولين الإيرانيين. فيما تردد ان وفداً قطرياً يزور العاصمة الايرانية حالياً.

ترفيع العلولا

ومواكبةً لزيارة لودريان المنتظرة للرياض للقاء المسؤولين السعوديين الذين شاركوا في الاجتماعات الفرنسية ـ السعودية الأخيرة، صدرَ امس أمر ملكي سعودي، تمّ بموجبه تعيين المسؤول عن ملف لبنان في الادارة السعودية الدكتور نزار بن سليمان بن علي العلولا مستشاراً في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة. ومن المنتظر ان يزيد ترفيعه الى هذه المرتبة من حضوره في الملف اللبناني الذي يتولّاه منذ سنوات.

في انتظار لودريان

وفي انتظار عودة لودريان تتفاعل نتائج زيارته في مختلف الاوساط السياسية الى درجة انّ بعض الافرقاء السياسيين أرادَ تصوير هذه النتائج على انها جاءت انتصاراً لوجهة نظرهم، لا سيما منهم “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” المعارضَين بشدة لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، حيث استنتجا من مهمة لودريان ان فرنسا تخَلّت عن مبادرتها القائمة على معادلة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام (او الرئيس تمام سلام) رئيساً للحكومة، وانها تتجه الى تأمين التوافق اللبناني ـ اللبناني الى خيار ثالث. وفي المقابل فإن الفريق المؤيّد لهذه المبادرة الفرنسية يؤيّد إجراء حوار في الاستحقاق الرئيس فإمّا يتم التوافق على رئيس وامّا يُخاض الاستحقاق الرئاسي بمعركة تنافسية، ويؤيد الرئيس السباق للحزب التقدمي الاشتراكي هذا الحوار والوصول الى تسوية على رغم تقاطعه أخيراً مع “التيار” و”القوات” على تأييد ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور في الجلسة الانتخابية الاخيرة التي نال فيها 59 صوتا مقابل 51 لفرنجية.

وفيما صدرت عن المعارضين بعض المواقف الرافضة للحوار “لأنه يعطّل الاستحقاق الرئاسي او يؤخّر إنجازه”، اشار رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد خلال احتفال في بلدة كفرملكي الجنوبية أمس الى “اننا “نعترف بأن لا نحن نستطيع أن نأتي بمرشّح من دون تعاونهم، ولا هم يستطيعون أن يأتوا بمرشّحهم من دون تعاوننا”، ورأى ان “الحل أن نأتي ونجلس ونتفاهم ونُقنع بعضنا بعضاً و”صحتين على قلب اللي بيطلَع” بالتوافق والتفاهم”. وقال: “لو أنّ فريقاً يمتلك الأكثرية الواضحة والوازنة ربّما كنّا تعاملنا مع هذه الحقيقة بواقعية، لكن طالما أنه يستحيل أن يمتلك فريق الأكثرية المُرجّحة للمجيء برئيس للجمهورية فالحل واحد هو أن نتفاهم”. أضاف: “لا تقبلون أن نتفاهم مع بعضنا البعض وتريدون دورا مساعدا “أهلا وسهلا”، سعودي أو فرنسي أو قطري أو ألماني أو من تشاؤون لكن تعالوا لنتفاهم وهذا المساعد يكون قادماً للمساعدة وليس أن يأمر أو أن يقرّر عن أحد”. وأكد “اننا نشكر كل من يبذل جهداً مساعداً في هذا المجال، والأمر ليس مقفلاً تماماً بل لا يزال مفتوحاً على بوابة حل يُمكن أن يتوصّل إليها الافرقاء لإنجاز الإستحقاق الرئاسي لكن ثمة صعوبات واقعية لا تزال، وهذه الصعوبات نعمل مع جميع المخلصين على تذليلها”.

ولاحَظ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة ألقاها امس في دير مار يوحنّا المعمدان، انّ “لبنان كدولة يتفكك بسبب عناد بعض السياسيين ومصالحهم الشخصية والفئوية”، واعتبر ان “عملية الإنتخاب سهلة للغاية، إذا سَلك المجلس النيابي الطريق المؤدي إليه، فهو سهل ومستقيم أعني بتطبيق الدستور الذي ينص على أن “لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية” (مقدمة الدستور)”. وقال “ان شعب لبنان يفتقر يوماً بعد يوم بسبب السياسيين الذين يهملون كل قدرات البلاد وإمكاناتها؛ وهم أنفسهم مسؤولون وحدهم عن إفقار شعب لبنان وإذلاله وتهجيره من وطنه وتجويعه”.

من جهته أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال قداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، إلى أنّ “المسؤولين عيونهم شاخصة إلى أماكن عدة ما عدا الوطن. عيونهم فقدت بساطتها مذ قرروا النظر إلى مصالحهم الشخصية، وإلى زعماء طوائفهم وأحزابهم وجماعاتهم، ورذلوا الأهم، أي خلاص الوطن وأبنائه”. وسأل عودة: “ماذا يؤخّر انتخاب رئيس لو صَفت النيات وصدقت الأفواه؟”. وقال: “مشكلتنا الكبرى هي نقص المحبة وقلة المسؤولية وغياب القرار. أليس ضرورياً وجود رئيس لديه رؤية واضحة لإنقاذ ما تبقى من هذا البلد؟ ألا يمنع وجود رئيس وحكومة مسؤولة اتخاذ قرارات متسرعة وأحيانا مسيئة، خصوصا إذا كانت تُطاوِل مجال التربية الذي تراجع في السنوات الأخيرة وهو في حاجة إلى إصلاح جذري وقرارات حكيمة؟”.

وتوجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى القوى السياسية، قائلاً: “الإنهاك يطاول بنية لبنان، والوساطات الدولية استطلاعية، والوقت ضيّق، والنزوح يَبتلِع تركيبة لبنان وسط ترسانة سواتر أميركية أوروبية تستثمر في الفَدرَلة العملية والشعب البديل، فيما المشروع الدولي يريد لبنان بلا ساقين، والمطلوب إنقاذ الصيغة السياسية للعيش المشترك”. واعتبر “انّ إصرار البعض على القطيعة السياسية يُنهي قوة لبنان ويضع مشروع الدولة في مهب الريح”. وحذّر من انّ “أكبر الخطر يكمن باللعب الدولي خارج سلطة الدولة وسط برامج سرية تهدد سيادة لبنان”.

تيمور جنبلاط

من جهة ثانية، فاز رئيس تكتل “اللقاء الديموقراطي” تيمور جنبلاط برئاسة الحزب التقدمي الإشتراكي بالتزكية، وذلك خلفاً لوالده الوزير السابق وليد جنبلاط الذي كان قد ترأس الحزب منذ العام 1977 إثر اغتيال والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط.

كذلك، فاز بالتزكية ظافر ناصر بمنصب أمين للسر العام للحزب، وحبوبة عون وزاهر رعد نائبين لرئيس الحزب. وفاز بعضوية مجلس القيادة كلّ مِن: نشأت الحسنية، محمد بصبوص، ريما صليبا، مروى ابو فراج، لما حريز، رينا الحسنية، كامل الغصيني، حسين ادريس.

وكانت الانتخابات قد جرت امس في المدينة الكشفية لعين زحلتا، حيث انعقد المؤتمر الـ49 للحزب لانتخاب رئيسه الجديد خلفاً لرئيسه السابق الذي استقال قبل شهر.

وقال النائب تيمور جنبلاط بعد انتخابه “اننا سنمضي في دروب العمل لإتمام الاستحقاق الرئاسي بعيداً عن جبهات الرفض من أجل إصلاح اقتصادي وحقوق المواطن وكرامته”. واكد “ان الحزب التقدمي الاشتراكي سيبقى حزب النضال لأجل الحفاظ على لبنان العروبة والمساواة والمدني والمؤسسات والحوار الحقيقي، لا لبنان الشغور والتعطيل”.

من جهته، شدّد جنبلاط الأب على ان “الحوار هو السبيل الأوحد للوصول إلى التسوية وتكريس المصالحة”. واكد ان “تحرير الأرض في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من الاحتلال الإسرائيلي من دون قيد أو شرط هو أمرٌ متلازمٌ مع ترسيمِ الحدود”، معتبرا ان “رفض التقسيم أو الفدراليّة لا يعني التهرّب من تحقيق اللامركزيّة الاداريّة والانماء المتوازن وتطبيق الطائف”. واشار الى ان “التضامن مع حق الشعوب في الحريّة والعيش الكريم هو حق وواجب، وكيف إذا كان الشعب السوري في مواجهةِ الطغيان والاستبداد؟”. واكد انّ “ما يجري في فلسطين هو نهاية وَهم الدولتين وإجهاضٌ للمبادرة العربيّة”، داعياً الى “دعم فلسطين بالمال والسلاح لتحرير الارض”.

وتلقّى النائب جنبلاط اتصالاً من السفير السعودي وليد بخاري هنّأه فيه بانتخابه رئيساً للحزب، مشدداً على العلاقة التاريخية التي تربط بين المملكة العربية السعودية والمختارة.

كذلك اتصل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بجنبلاط وهنّأه بتولّيه رئاسة الحزب، متمنياً له “التوفيق على المستوى الشخصي والحزبي، وأفضل التعاون على مستوى الجبل والوطن”. واتفقا على “مواصلة التنسيق والتواصل”.

شيا وجونسون

في هذه الاجواء كشفت مصادر ديبلوماسية ان السفيرة الاميركية في لبنان السيدة دوروثي شيا عادت الى بيروت تمهيداً للقيام بجولة وداعية تقليدية على المسؤولين والقيادت السياسية والدينية والحزبية والامنية والاجتماعية، بعد ان وافقت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس في نهاية الاستماع الى شهادتهاعلى تولّيها منصبها الجديد مندوبة دائمة لبلادها في الأمم المتحدة.

وتزامناً، أُفيد انّ السفيرة الاميركية الجديدة في لبنان ليزا جونسون ستصل الى بيروت مطلع تموز المقبل، بعد ان اجتازت مختلف المراحل التي تؤهلها لتولي هذه المهمة حيث قدمت شهادتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس منتصف أيار الماضي.

من جهة ثانية، وبعد أربعين عاما على تفجير مقر عمليات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة صور، فتح الإحتلال الإسرائيلي باب التحقيق مجدداً في طبيعة التفجير الذي قتل 76 جنديا وأوقعَ عشرات الإصابات.

ووفق الإعلام العِبري، قررت السلطات الإسرائيلية تشكيل لجنة تحقيق رسمية مشتركة في تفجير مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في مدينة صور، في 1 تشرين الثاني 1982، وذلك بعد “تَوافر قرائن جديدة لم يتم طرحها على لجنة عسكرية إسرائيلية تشكّلت عقب التفجير، تعزز إمكانية أنّ انهيار المبنى يعود إلى عملية”.

وأفاد بيان مشترك للجيش والشرطة الاسرائيليين وجهاز الأمن العام “الشاباك” أنه “استمرارًا لما نُشر بتاريخ 17/11/2022 في شأن تشكيل فريق تحقيق مشترك للنظر في مسبّبات كارثة صور الأولى التي وقعت في 11 /11/ 1982 تم في 11/12/2022 تشكيل فريق التحقيق الذي نظر في كافة المعلومات المتوافرة في شأن الحادث إلى جانب جمع معلومات جديدة. وتم تكليف فريق التحقيق بالنظر في ما إذا كان هناك مجال للتوصية بتشكيل لجنة تحقيق مكملة تابعة للجيش”.

وأوصى الفريق بتشكيل لجنة تحقيق رسمية وذلك “في ضوء النتائج الجديدة، التي لم يتم طرحها على لجنة زوريع والنائب العسكري الرئيسي في ذلك الوقت، والتي تعزّز إمكانية أن انهيار المبنى كان يعود إلى عملية تخريبية”. وسيَتعيّن على اللجنة “صياغة موقف نهائي من هذا الموضوع”.

وأوضح بيان الجيش الاسرائيلي أن 76 شخصًا من أفراد أجهزة الأمن الإسرائيلية، بينهم جنود وأفراد شرطة في “حرس الحدود”، وأفراد من الشاباك قتلوا في التفجيرات، وكذلك 15 لبنانياً كانوا معتقلين في مقر الاحتلال.

Leave A Reply