الجمعة, نوفمبر 22
Banner

اليوم العالمي للشوكولاته.. حقائق وفوائد ومحاذير

يحتفي العالم في السابع من تموز (يوليو) من كل عام باليوم العالمي للشوكولاته، وهو احتفال سنوي يقام خلاله الكثير من المهرجانات في العديد من أصقاع الكرة الأرضية، وتؤكل فيه كميات وافرة من تلك المادة الداكنة اللون في أغلب منتجاتها.

وبحسب موقع “لايف منت” فقدد أطلق اليوم العالمي للشوكولاته في العام 2009 للاحتفال بالذكرى السنوية لإدخال الشوكولاتة إلى أوروبا في العام 1550.

وقبل العام 1550، كانت الشوكولاته متوفرة بشكل أساسي في بلدان محددة في أميركا الجنوبية والوسطى، مثل المكسيك.

ومع ذلك، فقد رغب المستكشفون الأجانب في تقديم هذه “الهدية الخاصة” إلى القارة الأوروبية.

وبحسب موقع “هستوري دوت كوم”، فإن حضارات الأولمك والأزتيك بأميركا الوسطى قد استخدمت الكاكاو، المادة الرئيسية لصناعة الشوكولاته لغرضين أساسيين، وذلك قبل نحو أربعة آلاف عام.

وكان أولهما إعداد مشروب يلقب بـ “XOCOLATL” الذي يتألف من حبات الكاكاو المطحونة يجرى خلطها بالماء والفلفل الحار وعدد من التوابل الأخرى، وقد نتج عن ذلك مشروب مقدس وصف بأنه”رديء المذاق” وأن شعوب تلك الحضارات في أميركا الوسطى كانت تتجرعه بغية التقرب من آلهتها.

كما استخدمت استخدمت بذور الكاكاو كعملة أساسية للتبادل التجاري وسداد الضرائب.

 

قصص مختلفة .. والبدء في إسبانيا

وتتضارب المعلومات بشأن تاريخ وصول الشوكولاتة إلى أوروبا، على الرغم من الاتفاق أن أول بلد في القارة العجوز وصلت إليه تلك “المادة السحرية” هي إسبانيا.

وتقول إحدى القصص إن المكتشف الشهير، الإيطالي كريستوفر كولومبوس، عثر على حبوب الكاكاو بعد اعتراضه سفينة تجارية قبل أن يعمد إلى أخذها ونقلها معه إلى إسبانيا في العام 1502، بحسب موقع “هستوري” المهتم بمختلف القضايا التاريخية.

وتقول حكاية أخرى إن الغازي الإسباني، هرنان كورتيس، كان قد أعجب بشراب الكاكاو الذي أعده السكان الأصليون حتى أدمن عليه، فما كان منه إلا أن نقل الكاكاو وطريقة إعداد صنعه إلى بلده الأم حيث احتفظ بالوصفة حتى حراسة ورقابة مشددة.

وتدعي قصة ثالثة أن رهبانا قدموا إلى ملك إسبانيا، فيليب الثاني، حفنة من حبوب الكاكاو في العام 1544 كانوا قد حصلوا عليها من سكان قبائل المايا في غواتيمالا.

وبغض النظر عن كيفية وصول الشوكولاته إلى إسبانيا، فقد انتشر ذلك الشراب بشكل كبير بين سكان البلاد، لتبدأ في استيراد حبوب الكاكاو في العام 1585.

واستطاعت دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وفرنسا أن تحصل على حبوب الكاكاو من أميركا الوسطى، وذلك بعد أن تعلم بعض مغامريها طرق إعداد شرابها.

ومع ارتفاع الطلب عليها سرعان ما انتشر هوس الشوكولاته في جميع أنحاء أوروبا، حيث انتشرت مزارع الكاكاو التي كان فيها آلاف العبيد.

لكن الأذواق الأوروبية لم تكن راضية عن وصفة مشروب شوكولاتهالأزتك التقليدية، ولذلك قرروا صنعوا أنواعهم الخاصة لتكون مشروبا ساخنا يحتوي على عصير قصب السكر والقرفة والتوابل ونهكات أخرى.

وسرعان ما ظهرت بيوت الشوكولاته العصرية التي كانت تقدم منتجاتها للأثرياء في جميع أنحاء لندن وأمستردام ومدن أوروبية أخرى.

وفي الوقت الحالي، تهيمن أوروبا على سوق الشكولاته في العالم بحصةٍ تبلغ نحو 70 بالمائة، وذلك رغم أن المنتج الرئيسي للكاكاو هو أفريقيا التي تنتج أكثر من ثلثي ذلك المحصول عالميا، بل أن دولة كوت ديفوار تقدم لوحدها نصف إنتاج القارة السمراء.

أهمية اليوم العالمي للشوكولاته

ويحمل اليوم العالمي للشوكولاته معنى مهما لأنه بمثابة تذكير مبهج بالحب والتقدير العالميين لواحد من أكثر الأطعمة المحبوبة في العالم.

ووفقا لموقع “منت” فإن الاحتفاء بهذا اليوم يتجاوز الحدود الثقافية ويجمع الناس معا في احتفال مبهج بالشوكولاته.

وبحسب تقرير للموقع فإن الشوكولاته ترمز “إلى الفرح والرفاهية والاحتفال، مما يسمح لنا بالهروب إلى عالم من الحلاوة والاستمتاع بكل قضمة لذيذة منها”.

كيف تحتفي بـ”يوم الشوكولاته”؟

ومن النصائح التي يقدمها ” لايف منت” للاستمتاع باليوم العالمي لتلك المادة الغذائية، “الانغماس في الشوكولاته”، “إذ يجب عليك أن تدلل نفسك بمجموعة متنوعة منها سواء كانت قطعة الشوكولاتة المفضلة لديك، أو تجريب نهكات جيدة أو تناولها على شكل مشروب ساخن”.

والنصيحة الثانية، “كن مبدعا في المطبخ”، من خلال إشراك عائلتك أو أصدقائك في صناعة حلوى وفطائر تدخل فيها الشوكولاته، ليحصل الجميع على نشاط ممتع ولذيذ في الوقت نفسه.

وأما النصيحة الثالثة، فتدعى “فيلم الشوكولاته”، وذلك عبر مشاهدة أعمال سينمائية جميلة مستوحاة من “صانعة السعادة” مثل فيلم شارلي ومصنع الشوكولاته”Charlie and The Chocolate Factory” أو فيلم “Chocolat” أو فيلم “Forrest Gump”، وخلال المتابعة لابد من تناول بعض الحلويات المصنوعة من الشوكولاته ، وفقًا لموقع “Evening Standard”.

وبالنسبة لآخر الاقتراحات، فإنه يحمل اسم “Chocolate Potluck”، ويقوم على تشجيع زملاء الوظيفة على إحضار أنواع الشوكولاته التي يفضلها كل واحد منهم ليشاركها الجميع أثناء الاستراحة أو وقت الغداء، ولينجم عن ذلك طريقة تواصل محببة تشجع على العلاقات الجيدة في بيئة العمل.

 

فوائد صحية عديدة

وفي حديثها إلى موقع “الحرة” تؤكد باحثة التغذية العلاجية، علا سنجق، أن للشوكولاته الداكنة العديد من الفوائد الصحية، إذ تقول : “إنها تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة القوية والأكثر فائدة فيها هو مركب الفلافونويد الذي يساعد على مقاومة الالتهابات في الجسم وحماية الخلايا”.

وأضافت: “أثبتت الدراسات أن مضادات الأكسدة في الشوكولاته الداكنة تخفض من ضغط الدم وتقلل من خطر التجلط وتزيد من صحة الدورة الدموية للقلب، وبالتالي فإنها تقلل من خطر الأمراض القلبية”.

وزادت: “تعزز مضادات الأكسدة ولاسيما، الفلافونويد، من قوة الجهاز المناعي بما يقلل من الإجهاد الأكسدي وتقليل الإصابة بالأمراض”.

وبالنسبة لمرضى السكري، تقول سنجق: ” مادة الفلافونويد تعزز الخلايا وتدعمها وتجعلها تستقبل الأنسولين بشكل أفضل”.

ونبهت أيضا إلى أن تلك المادة لها تأثير إيجابي في وظائف المخ، مردفة: “بعض الأبحاث أشارت إلى الفلافونويد تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ ما يساعد على تقوية الذكراة وجعل وقت ردة الفعل أفضل ناهيك عن تحسين الوعي البصري والمكاني”.

كما أن تلك المضادات الموجودة في الشوكولاته الداكنة تساعد على تعزيز الأداء الرياضي، موضحة أن “تناولها يزيد مركب (أكسيد النتريك) في الدم مما يدعم الدورة الدموية ويقلل من استهلاك الأوكسجين مما يسمح با لاستمرار في أداء التمارين البدنية لوقت أطول”.

كما تساعد الشوكولاته الداكنة، بحسب سنجق، على التقليل من التوتر عن طريق تخفيض مستويات هرمونات الإجهاد (الكورتيزول)، مردفة: “وبالتالي فإن التخفيف من الإجهاد مفيد للقلب لأنه يخفف من تسارع نبضاته وحمايته من بعض الأمراض”.

وفي المقابل، ترى الباحثة ضرورة تناول المنتج الذي لا تقل فيه مادة الكاكاو عن سبعين في المئة، شارحة: “هناك العديد من المنتجات الغنية بالسكر والدهون وبالتالي يجب قراءة المكونات قبل شرائها حرصا على اختيار الصحي والمناسب منها”.

وتنصح سنجق الذين يعانون الارتجاع المريء بتفادي بعض المأكولات التي تفتح صمام المعدة، مثل الشوكولاته، وذلك حتى لا تتفاقم حالتهم من خلال زيادة الحموضة والارتجاع، مشيرة إلى أنه ليس كل الأشخاص من تلك النوعية معرضين للتأثر سلبا بتناول تلك المادة الغذائية.

وقالت إن بعض الناس قد يصابون بالصداع جراء تناول الشوكولاته، مؤكدة أن ذلك قد يختلف أيضا من شخص لآخر.

وختمت بالقول: “لكل طعام له مضار وفوائد، وبالتالي يجب معرفة المزايا والسلبية لكل مادة غذائية، وبالنسبة للشوكولاته فإننا ننصح بالاعتدال، من خلال عدم الإفراط في تناولها، أو منعها بشكل نهائي، لأن الحرمان قد يسبب لاحقا إفراطا كبيرا في تناولها”.

وختمت بالقول: “المهم اختيار الأنواع الصحية وتناولها بكميات معقولة”.

 

الجمع بين الشوكولاته مع مصادر أخرى

من جانبها، ترى إخصائية الأمراض الباطنية، د. حكمية مناد، أن على مرضى السمنة والسكر الذين يحبون تناول الشوكولاته أن يقللوا من تتاول الكميات اليومية والتحكم في الحصص الغذائية، لافتة إلى أنه يمكن تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة عالية الجودة بدلا من كميات كبيرة من الشوكولاتة العادية التي تحوي مواد أخرى غير السكر قد لا تكون مناسبة لوضعهم الصحي.

وشددت مناد في حديثها إلى موقع الحرة على ضرورة الاهتمام بالتركيبة الغذائية، قائلة إنه يفضل اختيار شوكولاتة داكنة ذات نسبة عالية من الكاكاو (70٪ أو أكثر)، حيث تحتوي على أقل نسبة سكر ودهون مشبعة ومزيدا من المواد المضادة للأكسدة.

ونصحت الجمع بين الشوكولاته مع مصادر أخرى للبروتين والألياف كالمكسرات الصحية مثل اللوز والجوز، وذلك للمساعدة في خفض معدل امتصاص السكر في الدم وزيادة الإحساس بالشبع.

ونبهت الطبيبة أيضا إلى ضرورة المحافظة على التمارين الرياضية لأن ممارسة النشاط البدني بانتظام يساعد مساعدة في حرق السعرات الحرارية الزائدة وتحسين صحة الجهاز الهضمي.

وشددت كذلك على ضرورة التوازن العام للنظام الغذائي مؤكدة أن الأبحاث تنصح يُنصح بتناول نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية والدهون السليمة، وبالتالي تجنب الطعام الغني بالسعرات الحرارية الفارغة والدهون المشبعة.

واعتبرت أنه يمكن الاستمتاع بنكهة الشوكولاته من دون الإفراط في تناولها من خلالها تقسيم حصة الشوكولاته إلى قطع صغيرة وتناولها ببطء للاستمتاع الأطول بها، بيد أنها أكدت في وقت نفسه على ضرورة ة استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ أي تغييرات في النظام الغذائي لأن الاحتياجات الصحية تختلف من شخص لآخر.

الحرة

Follow Us: 

Leave A Reply