الجمعة, نوفمبر 22
Banner

موسكو تستمر مع فرنجيه وتعترف بـ”معوقات” لعودة السوريين

رضوان عقيل – النهار

اذا كان اهتمام القيادة في روسيا منصبّاً على حربها في أوكرانيا وتصديها للتحديات من جيرانها الاوروبيين الى واشنطن، فإن راداراتها السياسية لا تغيب عن مسارح الازمات في اكثر من بقعة ومنها ما يجري في الاقليم.

وتتابع موسكو ملف انتخابات الرئاسة في لبنان بـ”ديبلوماسية ناعمة” من دون ان تعلن عن مواقفها في شكل ظاهر، ولو لم تخفِ تأييدها وصول المرشح سليمان فرنجيه الى سدة الرئاسة. وهذا ما اعلنته الخارجية الروسية لأكثر من عاصمة معنية بالملف الرئاسي. وهي تتلاقى مع باريس في هذه النقطة رغم خلافاتها المفتوحة معها في اوروبا. وبحسب مصادر ديبلوماسية لا يتدخل الكرملين في شكل مباشر لاقناع جهات في لبنان بانتخاب فرنجية، ولا سيما ان مواقف الكتل اصبحت واضحة. ويشار هنا الى ان امكان تأثير موسكو على رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط وامكان تبديل رأيه بانتخاب فرنجية ليس مسألة سهلة. وثمة من يزال في الداخل يعول على هذا المعطى.

وتلقّى جنبلاط الابن بعد رئاسته للحزب التقدمي الاشتراكي دعوة من وزير الخارجية سيرغي لافروف لزيارة روسيا. ولم يتحدد موعدها بعد مع ترجيح ان تحصل في أيلول المقبل. وتنشط موسكو على قول رأس ديبلوماسيتها على خط انتخاب رئيس في لبنان قبل الغرق اكثر في فراغ طويل في المؤسسات. وترى في فرنجية الشخصية الافضل في هذه المرحلة وانه من منظارها يتمايزعن بقية المرشحين، وان من الافضل وضع سلة متكاملة لاخراج لبنان من ازمته المفتوحة. وهذا ما قالته موسكو لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وغيره من المسؤولين العرب من اصحاب التأثير في لبنان. كما انها تفضل وصول شخصية سياسية وليست اقتصادية، والاخيرة تصلح ان تحل في رئاسة الحكومة. وتتلاقى هنا مع طهران بالاستناد الى ان ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” لا يزالان يتمسكان بفرنجية. ولا تقول موسكو بضرورة “فرض” الرجل على اللبنانيين حيث لا تخرج عن القواعد الديبلوماسية. وتشدد على انها تحترم في النهاية ما سيتوصل اليه البرلمان في لبنان.

ولدى سؤال لافروف ديبلوماسيا متابعا: أين اصبحت انتخابات الرئاسة في لبنان؟ جاءه الرد: “بعد كل هذه المراوحة والشغور، ما عليكم الا التوجه نحو السعودية وايران لمساعدة لبنان في اتمام هذا الاستحقاق”. واكتفى لافروف هنا بابتسامة وتمنّيه الخير للبنانيين وانتخاب رئيس واطلاق عجلة المؤسسات.

وفي وقت ينهمك الشارع اللبناني بملف النازحين السوريين المفتوح على جملة من التشعبات والازمات وعدم قدرة اللبنانيين على ايجاد مخارج لهذه الأزمة وارتداداتها، يقول ديبلوماسي روسي كبير على مسمع من سفراء عرب ان ثمة صعوبات عدة تعترض هذا الملف وتمنع النازحين السوريين من العودة الى بلدهم. وتقول موسكو انها حاولت مرات عدة ونظمت اكثر من مؤتمر للمساهمة في إعادة النازحين السوريين الى بلدهم ، إلا انها اصطدمت بتدخل دول غربية عدة لا تزال تعمل الى اليوم على عرقلة هذه العودة. وتقاطع سفراء عرب هنا مع الديبلوماسية الروسية بان العواصم الغربية تعرقل بالفعل عودة النازحين أقله في هذا التوقيت لجملة من الاسباب تخص هذه الدول واجنداتها في المنطقة، وان الدليل الابرز من طرف الاوروبيين على عدم حماستهم لهذه العودة هو ما صدر عن برلمانهم في بروكسيل، وخصوصا في مسألة توجيه اتهامات الى لبنان بالتقصير في التعاطي واحتضان النازحين السوريين.

ويأتي رد الديبلوماسية الروسية في معرض تقديم ملاحظات على اداء المسؤولين اللبنانيين على بيان البرلمان الاوروبي “الذي ينال بالفعل من سيادة لبنان”.

ويُجمع ديبلوماسيون عرب وهم على تواصل مع الخارجية الروسية ودوائر القرار في الكرملين على عدم وجود مشروع حقيقي لعودة النازحين السوريين الى ديارهم قبل بلورة حل سياسي في سوريا وتأمين تمويل العودة.

وثمة أسئلة عند الروس حيال اكثر من مسألة لبنانية منها تأخر لبنان في الرد على البرلمان الاوروبي إذ كانت الردود خجولة من الجهات اللبنانية المعنية. ويأتي الموقف الروسي هذا قبل كلام الرئيس نجيب ميقاتي في “مؤتمر روما لمناقشة الهجرة عبر المتوسط” وقوله في معرض رده على البرلمان الاوروبي:

“إننا نجد انفسنا في موضع لوم، او بالاحرى معاقبين على حسن ضيافتنا وجهودنا”، مع اشارته الى “خيبة أمل لبنان” جراء القرار “وهو انتهاك واضح للسيادة اللبنانية”. في غضون ذلك، تعول موسكو على التطبيع بين الرئيسين السوري بشار الاسد والتركي رجب طيب ردوغان، على ان يجتمعا في قمة يحضّر لها الكرملين بمشاركة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والايراني ابرهيم رئيسي والبحث في جملة قضايا منها قضية النازحين التي لن تجد الحل بحسب الروس من دون تمويل خليجي.

في موازاة ذلك، تمت مفاتحة مسؤول روسي كبير بالاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب وآخرها ما حصل في بلدة الغجر واقدام الاسرائيلي على اقتطاع مساحة من التراب اللبناني. كذلك تم التطرق الى انتهاكات الطيران الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية واستهدافه الاراضي السورية. ويلاحظ مراقبون هنا ان موسكو لا تؤيد هذه الضربات العسكرية من لبنان، لكنها في المقابل لا تصدر عنها مواقف اعتراضية و”شديدة اللهجة” على اسلوب تل أبيب في سوريا.

Leave A Reply