إنتقل مشهد الحماوة المحيط بأزمة نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من دون تعيين حاكمٍ جديد ، من المستوى السياسي إلى السوق السوداء، حيث ترجم إرباكاً واضحاً وعدم ثقة بالمرحلة وبإدارة الوضع النقدي على الرغم من التراجع المصطنع في سعر الدولار، وهو ما زاد الشكوك حول ما تخبّئه المرحلة المقبلة من تقلبات ومضاربات مشبوهة وقفزات في السعر رغم تراجعه بالأمس.
وفي هذا المجال، أوضح أستاذ الإقتصاد في الجامعة اللبنانية الدكتور جاسم عجاقة، أن سعر الدولار في السوق السوداء، غير مرتبط بعوامل إقتصادية بل بالعوامل والتجاذبات السياسية ، وبالتالي فإن الأيام المقبلة ستكون حافلة بالتطورات الدراماتيكية وقد لا يتكرر مشهد الإستقرار الذي دام نحو أربعة أشهر.
وعن الأسباب المباشرة لانخفاض السعر في الوقت الذي تشير فيه كل التوقعات إلى ارتفاعه، يقول الدكتور عجاقة ل”ليبانون ديبايت”، إنه يعود إلى توقف عدد كبير من الصرافين عن شراء الدولار من السوق السوداء، محدداً الأسباب، بالإستعداد للمضاربة من خلال العمل على تخفيض السعر تمهيداً لرفعه لاحقاً في فترة لاحقة وتحقيق الأرباح، وبالتالي فإن الإنخفاض مصطنع ولأسباب سياسية.
وإذ لفت عجاقة إلى أن حاكم مصرف لبنان قد اتخذ سلسلة إجراءات أدت إلى تجفيف السوق من الكتلة النقدية بالليرة، في موازاة العرض الكبير للدولار في الأسواق بنتيجة الموسم السياحي، قد ساهم في استقرار الدولار، لكنه شكك بأن يدوم هذا الإستقرار في المرحلة المقبلة.
كذلك قرأ عجاقة في الإنخفاض الدراماتيكي لسعر الدولار، إثباتاً بأن المضاربين ما زالوا على جهوزيتهم وسينشطون في مرحلة ما بعد ولاية سلامة.
وعن المشهد يوم الثلاثاء المقبل، بعدما أعلن سلامة أن المصرف المركزي قادر على احتواء أي ارتفاع في سعر الدولار في السوق السوداء، اعتبر عجاقة أن الوضع لن يكون سهلاً وهناك تهيّب من قبل نواب سلامة للمرحلة المقبلة، خصوصاً وأنه قد لا يكون من السهل ربما أن يتفق النواب الأربعة على اعتماد سياسة نقدية موحدة.
وحول مصير منصة “صيرفة”، توقع عجاقة أن تستمر في المدى الزمني المنظور، ولكن عملها لن يكون فاعلاً كما كان في السابق ووفق الوتيرة السابقة، بنتيجة التحفظ والرفض من قبل نواب الحاكم للمنصة ومطالبتهم بوقف العمل بها.
ليبانون ديبايت