ليست مستغربة الأصوات التي بدأت ترتفع مستنكرة الدعوات المتكاثرة للمثليّة، والتي بات أصحابها يشهرون شواذاتهم علناً، دون حسيب من سلطة، ودون رادع من أخلاق، ضاربين عرض الحائط بالحكمة القائلة: وإذا بُليتُم بالمعاصي فإستتروا.
المسألة تجاوزت الحرية الفردية والميول الشخصية، إلى محاولات مكشوفة ومرفوضة لنشر «ثقافة المثليّة»، وتعميم الممارسات الجنسية الشاذة، بما يخالف معتقداتنا الدينية، الإسلامية والمسيحية، ويُناقض تقاليدنا الإجتماعية والعائلية.
الخطر الأكبر أن دولاً أوروبية وغربية أخرى، دخلت على خط نشر هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعاتنا الشرقية. وثمة مؤسسات ملتبسة الدور، وغامضة الأصول، تدفع أموالاً مشبوهة لبعض تجمعات الشاذين، ذكوراً وأناثاً، وتشجعهم على عقد المؤتمرات العلنية، والخروج بتظاهرات غير شرعية إلى الشارع، رافعين أعلامهم الملونة، ومرددين الشعارات الوقحة دون أدب أو خجل.
ولكن الصدمة الكبرى أتت من بعض المدارس، التي تعتبر نفسها «راقية» وأقساطها حكراً على الأغنياء والطبقة الميسورة، حيث لا تتوانى المعلمات فيها من الخوض في أحاديث الممارسات الشاذة، وإعتبار العلاقات المثلية بمثابة «حاجة إنسانية» .. كذا!!
والأكثر غرابة أن تجري مثل هذه الأحاديث في صفوف المرحلة الإبتدائية، ومع صبيان وبنات لم يبلغوا العاشرة من عمرهم، مما يعني أن مثل هذه «الدروس» أصبحت معممة في المدرسة المعنية، بإشراف وموافقة إدارتها، التي لم تنكر إحدى المسؤولات فيها، أن هذه الخطوة هي جزء من تحديث وتطوير البرامج والمناهج التي تعتمدها المدرسة مؤخراً!
وتفيد المعلومات الأولية أن معظم الأهل لا يدرون ما يحصل مع أولادهم في المدرسة المذكورة، وأن عدد المعترضين، أو المراجعين بخجل، أقل من القليل، الأمر الذي سمحت به الإدارة لنفسها على إعتبار سكوت الأهل بمثابة موافقة ضمنية على المناهج الجديدة، وما تضمنته من دس السم في الدسم، تحت شعار التحديث والتطوير.
ولكن هل تدري وزارة الداخلية مثلاً، أن الإستعدادات لعقد إجتماع موسع لجماعة الشذوذ قائمة حالياً على قدم وساق، ويتردد أن ثمة مبالغ مالية مخصصة لتشجيع الشاذين على الحضور بصرف مبلغ أربعين دولار للشاب أو الشابة مقابل المشاركة شخصيًا في المؤتمر ؟
خطورة هذه الظاهرة تتجاوز الحرية الشخصية إلى ضرب المسمار الأول في نعش الأسرة اللبنانية، الأمر الذي يستدعي إستنفاراً من المرجعيات الروحية، والفعاليات الإجتماعية والتربوية للتصدي لهذا السرطان المدمر للعائلة قبل استفحاله.
فهل من مجيب؟
د. فاديا كيروز