كتبت صحيفة “الشرق”: يطوي تموز آخر ورقة في رزنامته مثقلا بالازمات السياسية والملفات المالية -النقدية والتطورات الميدانية التي انهالت دفعة واحدة على المشهد اللبناني الغارق في البحث عن صيغة الحد الادنى من التوافق لانتخاب رئيس للبلاد، لا يبدو انتخابه واردا في المدى المنظور.
سياسة حافة الهاوية التي مورست على خطي الاستحقاق الرئاسي وملف حاكمية مصرف لبنان بدأت تسلك طريقها إلى عملية تدويرالزوايا، وإن كانت نتائجها غير مضمونة بعد، الا أن الواقعين السياسي والمالي لا يمكّنان أي فريق من تحقيق انتصارات. واذا كانت المساعي نجحت في ايجاد تدبير موقت للقيادة المالية للبلاد بتسلم نائب الحاكم الاول وسيم منصوري والنواب الثلاثة ادارة مصرف لبنان الى حين انتخاب رئيس، والقوى السياسية عادت للبحث في الملف الرئاسي في ضوء الطرح الذي حمله الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، فإن ملف جمع السلاح الخارج عن الشرعية وضبطه لم يجد من يوفر له النجاح على رغم مقررات طاولة الحوار الوطني اللبناني منذ اكثر من عقد من الزمن وقد قضت بنزع ومنع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها، وتمكين الدولة اللبنانية من فرض سلطتها على كل أراضيها، لكن مقولة “غلو وشربو زومو” تبدو افعل من اي قرار.
المصرف صمد
تقاسم الاقتصاد والامن الاهتمام المحلي امس، بين الحمرا وعين الحلوة. على الصعيد الاول، غادر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منصبه في مصرف لبنان بعد 30 عاماً على رأس الحاكمية. وفي يومه الأخير ، قال رياض سلامة خلال مغادرته المصرف امام موظفيه “بودّعكن، بسّ قلبي باقي مَعكن، مصرف لبنان صمد وسيبقى صامداً”.
لا تمويل إلا بقانون
ليس بعيدا، أكد النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري خلال مؤتمر صحافيّ عقده نوّاب حاكم مصرف لبنان الـ4 في اليوم الأخير لولاية سلامة أن “وقف التمويل للحكومة لا يمكن أن يتمّ بشكلٍ مفاجئ، ويجب أن يحصل تعاون قانوني متكامل بين الحكومة ومجلس النواب و”المركزي” ضمن خطّة متكاملة تكفل أن تُعاد الأموال”، مردفاً: “ننظر إلى فترةٍ انتقاليّة قصيرة تسمح بتمويل الدولة بموجب قانون”.
مجلس وزراء
وتلقف مجلس الوزراء الذي انعقد امس برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي ابلغ الوزراء بأن هناك مشروع قانون يرمي إلى الإقتراض بالعملة الأجنبية من مصرف لبنان لتمويل القطاع العام وسيتم توزيعه عليهم على أن يناقش في الجلسة المقبلة.
يبشر بالخير
وتعليقا، غرّد رئيس حزب “القوّات اللبنانية”سمير جعجع عبر “تويتر”، كاتباً “ما سمعناه اليوم من النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري يبشّر بالخير.”
تثبيت وقف النار؟
امنيا، تواصلت الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة، وامس ارتفعت وتيرتها واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وتركز تبادل اطلاق النار على جهة محطة جلول وحي الطوارئ، حيث سمعت الاصوات في ارجاء صيدا وضواحيها. وفي ظل نزوح الاهالي من المخيم والمحيط خوفا من توسع رقعة الرصاص والقذائف، عقد إجتماع عند الساعة 1 ظهراً في مقرّ التنظيم الشعبي الناصري في صيدا دعا إليه النائب أسامة سعد لمُحاولة ضبط الأوضاع ولجم المعارك التي تحصل داخل مخيّم عين الحلوة. واثر الاجتماع، قال سعد: حصل اتفاق بين الفصائل على تثبيت وقف النار ميدانيا فورا في عين الحلوة وسيعقد اجتماع ثان غدا وسيتم تسليم الجناة الضالعين في قتل مسؤول حركة فتح الى الجيش.
سقوط الدولة
تعليقا، غرّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحوّاط كاتبا “ما يجري في عين الحلوة نتيجة طبيعية للشغور وسقوط الدولة وسيادة سلطة الدويلة والبؤر الأمنية في المخيمات. لا حل جذرياً إلا بانتخاب رئيس للجمهورية يحمل مشروع استعادة الدولة وبسط سلطتها على الجميع”.
الحزب مسؤول
بدوره، شجب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الاشتباكات الحاصلة في مخيّم عين الحلوة والتي يدفع ثمنها كل اللبنانيين مطالب بنزع سلاح المخيمات ووضعها في عهدة الجيش اللبناني. واذ ابدى تضامنه مع اهالي صيدا وجه تحية الى الجيش اللبناني وتساءل عن سبب ترك البلاد حتى شهر ايلول من دون قبطان يأخذ القرارات الكبيرة محملاً حزب الله مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وسعيه الى السيطرة على البلد ورئيس مجلس النواب برفضه الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس. الجميل تحدث بعدما التقى السفيرة الأميركية دوروثي شيا قي بيت الكتائب المركزي في الصيفي وتم عرض آخر المستجدات لاسيما في موضوع الملف الرئاسي.
ضامن السيادة
في الاثناء، ولمناسبة العيد الثامن والسبعين للجيش اصدر القائد العماد جوزاف عون أمر اليوم ، واكد فيه ان الثقةِ الكبيرةِ التي تحظى بها المؤسسةُ العسكريةُ في الداخل، ومِن جانبِ الدولِ الصديقة. ثقةٌ تَجَلَّتْ في عدةِ خطواتٍ ملموسةٍ خلالَ المرحلةِ الماضية، مِنْ بينِها المساعداتُ المقدَّمَةُ مِنْ هذهِ الدول، وكذلكَ مِنَ اللبنانيينَ المقيمينَ والمغتربين، الذينَ يرونَ في الجيشِ الضامنَ الأولَّ لسيادةِ لبنانَ وأمنِهِ واستقرارِه”.
الثالوث
في المناسبة، توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناسبة الأول من آب عيد الجيش اللبناني بالتهنئة لقيادة الجيش قائداً وضباطاً ورتباء وجنوداً، منوهاً بـ”التضحيات التي قدمتها في سبيل وحدة لبنان وصون سيادته وسلمه الأهلي”. وقال “المعايدة الحقيقية لهذه المؤسسة الوطنية الجامعة بأن تستحضر جميع الأطراف السياسية ثالوث مؤسسة الجيش في الشرف والتضحية والوفاء من أجل لبنان وتحرير ما تبقى أرضه من الإحتلال الإسرائيلي وإنقاذه وحفظه وطناً لجميع أبنائه”. كما اتصل الرئيس بري بالعماد جوزف عون مهنئاً بعيد الجيش.