أبكرت الرحيل يا ابن الفتح العنيد، فصعقنا بخبر الرحيل المفجع ولم نستطع حبس الدموع والحزن، لم نستطيع أن نصدق ما نسمع بالرغم من إننا حملنا نعشك ووارينا جثمانك الطاهر تحت التراب.
أبكرت الرحيل يا أسد المخيم، يا رجل المواقف الشجاعة أيها الفارس الفتحاوي الأصيل، هز الخبر مخيماتنا التي لم تستطيع تصديقه أو حتي سماعه، فقد كان كل أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية وحتى شعبنا في الوطن يتضرع لله تعالى أن يكونوا بحلم لا بعلم ويتمنون أن يكون الخبر اضغات احلام، ولكن مع ساعات الفجر الأولى أصبح الحلم حقيقة، ودخل الحزن بشكل سريع ليعتصر قلوبنا ألما بهذا المصاب الكبير، بينما نشاهد النسوة ترفع كفيها إلى السماء راجية أن يكون الخبر كذبة، لكن الأقدار تسبق الأمنيات فخنقتنا العبرات وانهمرت الدمعات رافضة البقاء في المقل حزنا وآلما لرحيل عزيزا عز علينا رحيله المفاحئ.
ابكرت الرحيل أيها الفدائي، فبدأ الجميع
القريب والبعيد يسرد تاريخا كان لك فيه مآثر، وطيب خلق، وجود نفس، وبشاشة وجه، وقلب كبير، فكنت الفدائي الصغير إبن الفدائي الكبير، كنت الشبل الذي يجول بين قواعد الفدائيين في جنوب لبنان متنقلا من معسكر الى معسكر يقاتل ويناضل وفلسطين بوصلته وحماية لاجئيها غايته، أيها الفدائي الصغير الذي ترك مقاعد الدراسة وحمل على كتفه البندقية رحيلك جاء مبكرا، ولكن إنجازات الرجال الرجال لا تقاس بالأيام ولا بالسنوات التي عاشوها، بل تقاس بعطائهم وما قدموا لقضيتهم ولوطنهم وابناءه اللاجئين، وما سطروا من بطولات ستبقى محفورة في ذاكرة وقلوب أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
ابكرت الرحيل أبو أشرف، ولكن نعدك إننا لن ننساك، ولن يستطيع الفراق يسرق صورتك من خواطرنا، وستبقى دائما على البال، وسنبقى مع كل دمعة حزن وألم على شهيد نرفع أكفنا إلى خالقنا أن يرحم ذلك المقاتل الصلب الشجاع الطيب البسيط الانسان الخلوق أبو أشرف العرموشي.
المصاب جلل والخزن كبير، ولكن عزاؤنا أن إخوانك لن ينسوك ولن ينسوا أن يقتصوا ممن طعنك من الخلف برصاصات الغدر والخيانة، نم قرير العين يا أسد عين الحلوة وتأكد أن القصاص قادم لا محالة، نحتسبك ورفاقك عند الله عز وجل شهداء في عليين.